المؤتمر الدولي السادس للشؤون المعاصرة في الهندسة المعمارية والتعمير ينظم المؤتمر الدولي السادس للشؤون المعاصرة في العمارة والعمران ICCAUA2023 من…
توطئة :
تناول الفكر السياسي منذ القدم أهمية العلاقة ما بين الجغرافيا والسياسة، وازداد التركيز على دراسة هذه العلاقة، والاهتمام بدراسة العامل المكاني وتأثير جغرافيّة المكان على العامل السّياسيّ، خصوصًا مع نشوء الدولة وتطورها في المجتمع البشري. وكانت البداية مع المؤرّخ الإغريقي “هيرودت” Herodotus ( 484ق.م – 425 ق.م) عندما أوضح أن قوة الدولة تعتمد على موقعها الجغرافي، وأكَّد “أرسطو” Aristotle (384 ق.م – 322 ق.م) في كتابه “السياسة” على أهمية الموقع الجغرافي لبلاد الإغريق، وأهمية وقوعها في إقليم المناخ المعتدل الذي أهّلها إلى القيام بدورٍ مهم في تلك الفترة الزمنية في ظل وجود شعوب تقطن في المناخ البارد، وشعوب أخرى تعيش في المناخ الحار.
في القرن التاسع عشر كانت البداية الفعلية لبزوغ علم [الجيوبوليتيك]، ويُعدُّ “فريدريك راتزل” Friedrich Ratzel (1844-1904م) أول من استخدم مصطلح الجغرافيا السياسية في كتابه الموسوم بــ “الجغرافيا السياسية”، والذي تبنّى فيه نظرية التطور البيولوجي التي صاغها “داروين” Darwin ؛ حيث يُؤْمن “راتزل” أن الدولة ما هي إلَّا كائن حي، والكائن الحي يسعى دائماً للنمو والتوسع، ولهذا فالدّولة تضطر إلى توسيع حدودها السياسية ونفوذها كلّما زاد عدد سكانها أو ارتفع سقف طموحها، ويذهب راتزل إلى أبعد من ذلك عندما يقرر أن الدول التي لا تهدف للتوسع والنمو ستكون عرضة للإنكماش والتقوقع، وستكون مجرد لقمةً سائغةً للدول الكبيرة، فالبقاء دائماً للأقوى. لقد كان علم [الجيوبوليتيك] نقلةً نوعيّةً في تطور علم الجغرافيا السياسية عمومًا، والذي كان يَنظر للدولة كوحدة استاتيكية، وأسهم العالم السويدي “رودلف كيلين”Rudalf Kiellen (1864-1922م) بإسهاماتٍ عملاقة في تطوير علم [الجيوبوليتيك]، وأكَّد على الطرح الذي قدَّمه “راتزل” بأن الدولة ما هي إلا كائن عضوي، وشبَّه البناء العضوي للدولة بالبناء العضوي للكائن الحي، وأن الهدف الأساسي لنمو الدولة وتوسعها هو تحقيق القوة . فالصراع بين الدول يحكمه قانون الطبيعة، فالبقاء لا يكون إلّا للأقوى، وإن أي صراع على هذا الأساس لن ينتهي إلَّا بقاعدة المعادلة الصفرية، وزوال الدولة الأضعف، وهو ما فتح الباب أمام تحليل علمي جديد للأحداث والظواهر السياسية، وهو ما يُطلق عليه التحليل [الجيوبوليتيكي] للأحداث، والذي أصبح له تأثير واضح في صياغة السياسات الإستراتيجية للدول الكبرى.
[فالجيوبوليتيك] مصطلح علمي مكوّن من شقين؛ حيث يشير Geo إلى الجغرافيا، ويشيرPolitic إلى السياسة، لكن ليس المقصود منه هو الجغرافيا السياسية التي تعني بتأثير الجغرافيا (الخصائص الطبيعية والبشرية) في السياسة، إنما ينصب الاهتمام فيه إلى دراسة تأثير السلوك السياسي في تغيير الأبعاد الجغرافيَّة للدولة. فكارل هاوسهوفر – Karle Hawshofer يرى أن علم الجيوبوليتيك هو العلم القومي الجديد للدولة، وهي عقيدة تقوم على حتمية المجال الحيوي بالنسبة لكل العمليات السياسية. في حين يؤكد “بيير ماري كلاوس – Pierre Marie Gallois ” أن [الجيوبوليتيك] ما هي إلّا دراسة العلاقات الموجودة بين تسيير أو قيادة القوة على المستوى العالمي والإطار الجغرافي الذي تمارس فيه. في حين يرى “بارتس شابمن” – Bert Chapman أن الجيوبوليتيك هو ذلك العلم الذي يعكس الواقع الدولي ومجموعة القوى العالمية المنبثقة عن تفاعل الجغرافيا من جهة، والتكنولوجيا والتنمية الاقتصادية من جهةٍ أخرى، وتتسم بالطابع الديناميكي لا الثابت. وهنا تجدر الإشارة إلى توضيح بعض الفروقات ما بين علم الجغرافيا السياسية، وعلم [الجيوبوليتيك]. فعلم الجغرافيا السياسية يُعنى بدراسة الإمكانيات الجغرافية المتاحة للدولة، بينما يُركّز علم الجيوبوليتيك على الاحتياجات التي تتطلبها عملية نمو الدولة وتوسعها خارج حدودها المعترف بها. وبمعنى آخر فإذا كانت الجغرافيا تركز على الواقع، فإن [الجيوبوليتيك] يركز على المستقبل، كذلك فإن علم [الجيوبوليتيك] يجعل من جغرافية الدولة أداة لخدمة أهداف الدولة، في حين يَرَى علم الجغرافيا السياسية أن جغرافية الدولة ما هي إلَّا إنعكاس لصورة الدولة، وهو ما أدَّى إلى ظهور مبدأ “لا بد أن يفكر رجل الشارع جغرافياً، وأن يفكر السَّاسة جيوبوليتيكياً”.
إن القيام بأية نظرة متفحصة للمتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة في عالم اليوم ندرك يقينًا أهمية العامل المكاني في حياة الدولة وتحديد قوتها، خاصة في ظل تراجع الدور الذي كان يضطلع به العامل [الأيديولوجي] في تغذية الصراعات العسكرية خصوصًا، ومسرح العلاقات الدولية على وجه العموم . فبؤر التوتر عديدة في عالم اليوم وهي تعطي أهمية كبيرة لعلم [الجيوبوليتيك]، لا سيما بعد أن عادت مشاكل الحدود السياسية لواجهة الاهتمامات الدّوليّة، ورغبة العديد من الدول في ضم أراضي لها من دول أخرى قريبة منها حتى وإن كانت هذه الدعوات لا تتم بطريقةٍ مباشرة.
إن تقسيم بعض الدول العربية اليوم إلى دويلات يؤكد – بما لا يدع مجالاً للشك – أن هناك مخططات لتقسيم دول أخرى وتفكيكيها حتى تسهل عملية ابتلاعها. وليبيا هي أيضًا مهددة بخطر التقسيم؛ الذي سيؤدي في النهاية إلى إنعاش أطماع بعض الدول، وفتح الشهية لدول أخرى في استقطاع أجزاء من أراضي ليبيا الغنية بالموارد والثروات. إن مانراه من انتهاك لسيادة ليبيا وترابها الوطني من قبل بعض الدول المجاورة سواء على الحدود الجنوبية أو الحدود الشرقية يؤكد صحة بعض هذه الدعوات التي تسعى لضم بعض الأراضي الليبية واستقطاعها، وحتى وإن كانت هذه الدعوات تتم على المستوى الإعلامي أو في الإطار الأكاديمي.
إننا في هذا الورقة الخلفيَّة للمؤتمر أردنا أن نوضح الدَّور البارز لعلم [الجيوبوليتيك] في صياغة السياسات الخارجية للدول، والسياسة الدولية بشكلٍ عام. لذلك صغنا عنوان هذا المؤتمر تحت شعار “المحددات الجيوسياسية في السياسة الخارجية الليبية” وستسعى أعمال هذا المؤتمر إلى الإجابة عن هذا الإشكال المطروح وهو: ماهي المحددات الجيوسياسية المحتملة في السياسة الخارجية الليبية ؟ وذلك من خلال معالجة المحاور التالية :
المحور الأول: تأثير التغيرات الجيوسياسية للبيئة (المحلية، والإقليمية، والدولية) على السياسة الخارجية الليبية.
– البيئة المحلية وأثرها على الموقف الجيوسياسي الليبي في ظل تفاقم الصراع المناطقي والإثني.
– البيئة الإقليمية والدور الذي تمارسه دول الجوار وتأثير ذلك على الخارطة الجيوسياسية ومستقبل ليبيا.
– التنافس الدولي وتضارب المصالح وأثره على وحدة ومستقبل ليبيا .
المحور الثاني : التحديات والمخاطر التي تهدد وحدة ليبيا وسيادتها.
– التغيرات الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على العامل الديموغرافي في ليبيا.
– تأثير الأزمات الاقتصاديَّة التي تعيشها بعض دول الجوار ورغبتها في إلتهام أجزاء من الكعكة الليبية.
– محاولات إعاقة الإنصهار السكاني وإذكاء الصراع القبلي، والعشائري، والمناطقي، ومحاولة إستدامة حالة عدم الإستقرار.
– أيديولوجيا التطرف.
– الجريمة المُنظَّمة.
المحور الثالث: الفرص، والرؤى المستقبلية.
– المحددات الجيوسياسية في السياسة الخارجية الليبية.
– الأهداف الجيوسياسية في السياسة الخارجية الليبية.
– الرؤى المستقبلية للسياسة الخارجية الليبية في ظل التغيرات الجيوسياسية في المنطقة.
مبررات المؤتمر :
1- أهمية التغيرات التي تشهدها ليبيا، والمنطقة المتاخمة لها وأثرها على مستقبل الخارطة الجيوساسية في ليبيا.
2- تأثير هذه التغيرات على العامل الديمغرافي في ليبيا في ظل تنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
-3الدعوات المتكررة والصريحة من بعض الأطراف غير الرسمية لاستقطاع أجزاء من ليبيا وضمها لدول أخرى .
أهداف المؤتمر :
1- التعرف على أسباب التغيرات الجيوسياسية في المنطقة وأثرها على ليبيا .
-2دراسة العلاقة بين بعض الظواهر الدولية من قبيل الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة وأثرها على المستقبل الجيوسياسي الليبي.
3- توضيح الدور الذي تؤديه بعض الأجندات من خلال إذكاء الصراع القبلي والمناطقي وأثره على عملية الاستقرار السياسي في ليبيا.
المستهدفون :
– المراكز البحثية والعلمية، وأساتذة الجامعات.
– المهتمون والعاملون في مجال السياسة الخارجية.
شروط تقديم البحث :
– يُرسل ملخص البحث مع السيرة الذاتية في صيغة ملف (WORD) وفق التاريخ المدرج أدناه.
– الالتزام بمحاور المؤتمر.
– أن يكون البحث جديداً في محوره لم يَسْبق أن شارك به الباحث أو نُشر من قبل.
– أن يكون البحث المقدّم مستوفياً المنهج العلمي الأكاديمي، من حيث الدّقة والرصانة، والأمانة العلميّة.
– ألَّا يزيد البحث عن عشرين صفحة، بما فيها المصادر والمراجع.
– تُدرج الهوامش آلياً بترقيمٍ جديد أسفل كل صفحة.
– كتابة البحث باللغة العربية بخطّ Simplified Arabic ) ) مقاس 14 في المتن، و 11 في الهامش.
الجهة المنظمة: إدارة الدِّراسات الإستراتيجيَّة والدُّوليَّة – المركز اللِّيبيّ للأبحاث والدِّراسات L.R.S.C
التزامات الجهة الداعية:
يتحمّل المركز الليبي للأبحاث والدراسات الالتزامات التالية:
– نفقات السفر والإقامة مدة انعقاد المؤتمر تكون للباحثين المقبولة أبحاثهم، بعدد البحوث المُقدَّمة.
مواعيد مهمة:
– آخر موعد لاستلام الملخصّات : 18 ديسمبر 2018م.
– آخر موعد لاستلام البحوث : 03 فبراير 2019م.
– موعد انعقاد المؤتمر : 04-05 مارس 2019م.
● ملاحظة: يَحْتفظ المركز بأحقية نَشْر ما يراهُ مناسباً.
– تُرسل البحوث حصرياً على إيميل المركز: conference@lrsc.org.ly
– للاستفسار : +218 91 001 7549 / +218 92 689 1985
الحجوزات مغلقة لهذا الحدث
المؤتمر الدولي السادس للشؤون المعاصرة في الهندسة المعمارية والتعمير ينظم المؤتمر الدولي السادس للشؤون المعاصرة في العمارة والعمران ICCAUA2023 من…
الندوة الدولية الهجرة ومسألة الهوية الندوة الدولية الهجرة ومسألة الهوية الندوة الدولية الهجرة ومسألة الهوية تفيد تقديرات المنظمة العالمية للهجرة…
الندوة الدولية الهجرة ومسألة الهوية الندوة الدولية الهجرة ومسألة الهوية الندوة الدولية الهجرة ومسألة الهوية تفيد تقديرات المنظمة العالمية للهجرة…
المؤتمر العلمي الشعري والسردي في الأدب الليبي المعاصـر المؤتمر العلمي الشعري والسردي في الأدب الليبي المعاصـر تعلن كلية الآداب الاصابعة…
المؤتمر الدولي الأول لعلوم وتقنية النانو نبدة عن المؤتمر تدعو الهيئة الليبية للبحث العلمي برئاسة السيد أ.د. فيصل عبدالعظيم العبدلي…
المؤتمر والمعرض التخصصي للتجارة والخدمات والمدفوعات الإلكترونية (Lecps Expo) هو معرض يقام لأول مرة من قبل شركة لتقنية المعلومات ،…