الملتقى العلمي السادس للسرديات: السرد والصحراء

ليست ” الصحراء” موضوعا جديدا. لقد تناولها الشعراءُ في شعرهم والكتابُ في نصوصهم الأدبية المختلفة خبرًا ونادرة ورحلاتٍ ومذكراتوسيرةً وقصة ورواية، واهتمّ بها الفلاسفة وعلماءُ الاجتماع والنفس والتاريخ والجغرافيا واللغة، فراكموا، عبر تاريخ طويل، ما يمكن أن نسميه: “أدب الصحراء”.

غير أن هذا الأدبَ ما يزال، في تقديرنا، مجالا رحبًا للقول النقديِّ باعتماد شتى المقارباتِ والمنهجيات، البلاغية والسردية والسيميائية والنفسية والتداولية والعرفانية وغيرها من المداخل التي يمكن اعتمادُها في تناول ما يثير موضوعُ الصحراء من قضايا على مستويَيْ الأساليب الفنّية والتمثيل السرديّ وما تحيل عليه من دلالات وأبعاد يتعالق فيها الأدبيّ بالنفسيّ والاجتماعيّ والثقافيِّ.

ولعلّ الناظرَ في المكتبة العربية المعاصرة يدرك أنّ الصحراء على حضورها الباذخ في الإبداع واحتفاءِعدد غير قليل من الكتّابِ بها ما تزال مجالا واسعا وخصبا للبحث والتحليل. فالغالبُ على الدراسات النقدية التي اهتمت بها تناولها مكانا طبيعيّا تجري فيه الأحداثُ وتتحرك فيه الشخصيات. وهي وإنْ التفتت إلى خصائصِ هذا المكان من جهة ما يؤثثه نباتات وحيوانا ورملا، وإلى الأنظمة القيميّة التي تنشأ فيه، في مقابل عالم المدينة، فإنها لم تعمق، في تقديرنا، البحثَ في علاقة الصحراء بالكتابة السرديّة دوافعَ واختياراتٍ فنيّة وعوالم متخيّلة ورموزًا غائرة في لاوعي الأفراد والجماعات، وفي تحوّل هذا الفضاء إلى استعارة كبرى تتجاوز مجرد الدلالة على الإطار المكاني الذي لا بدّ منه لكلّ قصّة إلى هويّة إبداعيّة وأسلوب وجود. فالصحراءُ لغة  وطقوسٌ وأسطورة، لا يصفهاالسارد فضاء جغرافيا مألوفا أو عجيبًا فحسب، بقدر ما ينشئ منها فضاء لمغامرة الإنسان يطلبُنحت الكيان ولمغامرة الكاتبِ يطلب الفرادة والتميّز في عالم الكتابة والإبداع.

ولذلك فإن “كتابة الصحراء”، في رأينا، ليست تلك التي تتّخذ الصحراءَ مسكنا للأحداثِ فحسبُ، وإنّما هي بالأساس تلك التي سكنتها الصحراءُ روائح وأساطير وذكرياتٍ واستعارات. وهي ليست ذلك المكان الذي يسحر عيون السائحين ، وإنما هي المكان الذي جعله السرد ساحرا، فاستحقت أن تكون ممثلة لـ ” سرد الصحراء” ، يقاومُ ، وقد امتلأ، تصحّر السّرد وخواءه.

في هذا السياق العام ارتأت “الرابطة القلمية” بمدنين أن يكون موضوع ملتقاها العلميّ في دورته السادسة ” السرد والصحراء” 17-19 أفريل 2019، استقصاءً لآثار التفاعل بين السّرد نمطا في الكتابة والصحراء نمطا في الحياة، وبين السرد فنّا وانشاءً والصحراء ثقافة ومعنى في الوجود، وبحثًا في ضروبِ التحوّلات الناشئة عن فعل التساكن الذي ذكرنا، والذي انزاح بالصحراء عن مجرد الدلالة على المكان إلى الدلالة على رؤيا مخصوصة للعالم، وإلى ضرب من الحلول الشعريّ فيه، ليس تسريد الصحراء غير مظهره الخارجي الذي قد تحجبُ عنّا حيله البلاغية اكتناز هذه الكتابة فلسفة وقيما ومعنى يفتح المحليَّ على الأفق الإنساني، بل لا يرى هذا الأفق إلاّ فيه ومن خلاله، لأنّ العودة إلى الصحراء عودة إلى أصل النشأة والتكوّن حيث لا انفصال بين الإنسان والطبيعة.

ولذلك، فإنه بقدر ما كانت كتابة الصحراء بحثا في المعجم والأساليب والصور تتصيّد منها ” الساذج” أو” البدائي”، كانت أيضا حفرا في في طبقات الثقافة التي تراكمت، طلبا للقاء، طال انتظاره، بين الإنسان ونفسه،  يكون فيه عاريا إلاّ من الحقيقة الأولى والأبديّة، حقيقة كون الصحراء مبدأ ومعادا.

في هذا السياق العام ارتأت جمعيّة “الرابطة القلمية” بمدنين، بإشراف من وزارة الشّؤون الثّقافيّة التّونسيّة، ومن المندوبيّة الجهويّة للشّؤون الثّقافيّة بمدنين، وبالاشتراك مع معهد المناطق القاحلة بمدنين ومع وحدة انتروبولوجيا المتوسّط ومخبر الظّاهرة الدّينيّة بكليّة الآداب بمنّوبة ومع بلديّة مدنين، وبالتّعاون مع المعهد العالي للعلوم الإنسانيّة بمدنين أن يكون موضوع ملتقاها العلمي “السّرديات” في دورته السادسة تحت عنوان : السرد والصحراء، واختارت أن تهديَ هذه الدّورة إلى روحي فقيدي الجامعة التّونسيّة: كمال عمران وحسين الواد، وإلى روح فقيد أدب الصّحراء: عبد الرّحمان منيف، وإلى روح فقيد الرّواية المحليّة بمدنين ‘محمد العيادي العوني، وإلى فقيدة الساحة الشعرية في تونس نجاة المازني.

وبناء على أنّ الإشكالية المحورية للملتقى هي ” كتابة الصحراء” في المتون السردية بحثا في الخطاب وما وراء الخطاب، فإننا إذ ندعو الدارسين والمبدعين إلى المشاركة فإننا نقترح أن تكون مساهماتهم في المحاور التالية: كتابة الصحراء في

• السرد العربي العربي القديم والمعاصر
• السرد الشعبي
• النقد السردي
• السرد العالمي

اللجنة العلمية:

د. رضا بن حميد. جامعة القيروان، تونس.

د.عبد العالي بو طيب. جامعة مولاي إسماعيل ،المغرب.

د. محد آيت ميهوب. جامعة تونس، تونس.

د. عبد الحميد هيمة. جامعة  قاصدي مرباح الجزائر.

د. أحمد رشراش. جامعة طرابلس، ليبيا.

د. محمد المحروقي. جامعة نزوى، سلطنة عمان.

د. محمد صالح بوعمراني. جامعة قفصة، تونس.

د. رضا الأبيض. جامعة قابس، تونس. ( منسق الندوة)

الشروط الشكلية في كتابة الملخص والدراسة كاملة:

الخط : 14 Arial

المسافة بين الأسطر: 1.5

الصيغة وورد word  .

عدد كلمات الملخص: لا تتجاوز 500 كلمة

عدد كلمات الدراسة في صيغتها النهائية: بين 15-20 صفحة.

ملاحظة: كل ورقة لا تحترم الشروط  السابقة تلغى.

المواعيد:

آخر أجل لتلقي المقترح، وسيرة ذاتية موجزة هو 30 نوفمبر 2018.

تردّ الرابطة على المقترحات المقبولة في أجل أقصاه 30 ديسمبر.

آخر أجل لقبول الأعمال النهائية 15 فيفري.

تخضع الأعمال في صيغتها النهائية إلى التقييم ثانية من قبل اللجنة العلمية.

ويرسل الإعلام بنتائج التقييم ودعوات المشاركة في في آجل أقصاه 20 مارس.

يتضمن التقييم النهائي الملاحظات التالية: مقبول للنشر والمشاركة/ مقبول للنشر فقط/ غير مقبول

إفادات:

المكان: مدينة مدنين، الجمهوريّة التّونسيّة

الجهة المنظّمة: جمعية الرابطة القلميّة بمدنين/تونس

تتلقى الرابطة القلمية المراسلات والأعمال من الباحثين على العنوان الإلكتروني:

 Sardmed81@gmail.com

مع تقديم طلب الحجز عبر مركز ضياء للمؤتمرات والأبحاث (أسفل الفعالية)

تفيد الرابطة الباحثين والباحثات الراغبين في المشاركة بأنها:

• لا تتحمل نفقات السفر
• تتكفل بضيافة وإعاشة المدعووين أيام الملتقى فقط، وتوفير محفظة الندوة.
• تسلم المشاركين شهادات مشاركة.
• تلتزم بنشر الورقة في كتاب جماعي يتحصل الباحث المشارك على نسخة مجانية منه.
• تلتزم بأن تسند نسخة من الكتاب مجانية إلى كل مساهم فيه من غير المشاركين في الندوة.
• تقيم على هامش الندوة أنشطة ثقافية ورحلة سياحية للضيوف المدعوّين مجانية.

الإرشادات والتواصل:

الكاتب العام للرابطة القلمية   رئيس الرابطة القلمية المساعد

أ.الهاشمي حسين        أ. محمد فارس

الهاتف: 53039775- 216   الهاتف: 98232782  – 216