الندوة الدولية العلمية الأولى الرّسوم في أدب الطّفولة بالبلدان الفرنكوفونية تنظّم النسخة الأولى من النّدوة الدولية " الرّسوم في أدب…
بسم الله الرحمن الرحيم
تفتتح مجلة سراج – الصادرة عن مركز سراج للأبحاث والدراسات – عددها الثامن بإشكالية مؤرقة تباينت تمظهراتها في مختلف مراحل التاريخ الإنساني، وتتعلق بالحرية التي تحضر باعتبارها قيمة القيم، كما تشكل معيارا لقياس نهضة الأمم، أما تجلياتها فتمتد على مختلف التفاصيل الحياتية. وتتحكم الخلفيات الفلسفية، والبناءات النظرية في طبيعة تشكلها في الواقع، وتباينه من مجتمع إلى آخر.
وقد عاش العالم العربي مع بداية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين فورات، وانتفاضات، وثورات كان الجامع بينها على امتداد مختلف العواصم المنتفضة مطلب الحرية، وبما أن الخروج إلى الشارع أو الثورة أو الانتفاضة ليست مطلوبة لذاتها، وإنما تتخذ مشروعيتها من كونها الوسائل الممكنة والمتاحة من أجل إعادة بناء تعاقدات نسق الاجتماع السياسي للانتقال من سقف التحرر إلى فضاء الحرية. لكن ما أثبتته التجارب المتعددة أن هذا الانتقال ينفتح على مختلف السيناريوهات دون استثناءِ عودة النظام السياسي القديم في صورة أشد استبدادا، وهذا ما يجعلنا في مواجهة سؤال يتعلق بحدود إمكانية تحقيق رؤية مشتركة للحرية بين النخب ذات المشارب الفكرية والسياسية المتباينة، تكون بديلا عن الاستبداد المعيش؟ كما يطرح سؤال كيفية مأسسة قيم الحرية في تجارب الانتقال الديمقراطي وترسيخها في الفضاء السياسي والاجتماعي لضمان عدم ارتداد التغيير إلى أسوأ احتمالاته.
مع نهاية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين كان العالم على موعد مع مشاهد لم يكن ممكنا تصورها حتى في أسوأ سيناريوهات الأفلام السينمائية، إذ عاشت دول العالم – نتيجة لجائحة كورونا – في عزلة عن بعضها، بل ضُرب بين مدن كل دولة وقُراها بستائر الحجر الصحي السميكة. ونتيجة ارتفاع ضحايا وباء كوفيد، تم التضييق على الحقوق الطبيعية والأساسية لمواطني العالم دون احترام الشرعية، أو قدرة المنظومة الرقابية للمؤسسات التشريعية على الحد من نفوذ الشركات الاقتصادية العملاقة، أو انفراد السلطة التنفيذية بوضع السياسات العامة التي رافقت هذا الوضع الاستثنائي. وهو ما يجعلنا ننفتح على سؤال حرية ما عادت تعيش مآزقها في دول العالم الثالث فقط؛ بل انتقلت أصداؤها بقوة إلى دول العالم الغربي المتحضر، وهو ما أعاد سؤال تحصين الحرية وضمان حمايتها من تغول السلطة التنفيذية حتى في الدول الراسخة ديمقراطيتها في الحالات الاستثنائية.
مقابل موضوع الحريات العامة الذي يجعل المواطن في حالة شد وجذب مع السلطات الحاكمة، تخترق النسيج المجتمعي دعوات تنتصر للحريات الفردية باعتبارها غاية في ذاتها، ومعيارا حاكما على مختلف القيم اللاحقة، وتكتسب مثل هذه الدعوات قوتها من خلال دعمها من العديد من الدول الغربية بمؤسساتها الإعلامية، ومنظماتها الحقوقية، وضغوطاتها الاقتصادية. وإذا كان مرتكز الديمقراطية يقوم على الحوار، فإنه عندما يعُد “الغرب” نفسه ناطقا وحاميا وحيدا لقيم المساواة والحرية، فإنه بذلك ينسف مرتكز الحوار ابتداء، ويجعل نفسه وصيا على كل الثقافات المختلفة عنه، والتي يسعى إلى استتباعها عوض الاعتراف بحقها في الوجود، وهو ما يجعلنا ننفتح على سؤال الحرية في علاقتها مع القيم المجتمعية، وكذا سؤال حدود القبول بالتعددية الثقافية.
تعد هذه الورقة أرضية لموضوع الحرية في العدد الثامن من مجلة سراج، والتي من خلالها تنفتح على إشكالات متعددة، من بينها:
الندوة الدولية العلمية الأولى الرّسوم في أدب الطّفولة بالبلدان الفرنكوفونية تنظّم النسخة الأولى من النّدوة الدولية " الرّسوم في أدب…
المؤتمر الدولي للدراسات البينية والابتكار المؤتمر الدولي للدراسات البينية والابتكار عن المؤتمر يوفر المؤتمر الدولي للبحث متعدد التخصصات والابتكار (ICMRI…
الندوة الدولية التمثلات بين الدراسات المقارنة والثقافية والمعرفية الديباجة : يُطرح التمثُّل بوصفه واجهة حقيقية للصورة والدراسات الصورية في الأدب…
يسر الجائزة العالمية للرواية العربية الإعلان عن فتح أبواب الترشيح للدورة السادسة عشرة للجائزة، في يوم الجمعة الموافق 1 نيسان/أبريل…
استكتاب العدد الثامن من مجلة سراج اللندنية: الحرية: قضايا وأسئلة مستأنفة بسم الله الرحمن الرحيم استكتاب العدد الثامن من مجلة سراج…