الندوة الدولية الهجرة ومسألة الهوية

الندوة الدولية الهجرة ومسألة الهوية الندوة الدولية الهجرة ومسألة الهوية الندوة الدولية الهجرة ومسألة الهوية

تفيد تقديرات المنظمة العالمية للهجرة أنّ عدد المهاجرين قد ناهز 281 مليون مهاجرا سنة 2022، وهي نسبة تمثّل ما يقارب 3,5 في المائة من عدد سكان العالم. أمّا المهاجرون غير النظاميين فإنّ ذات المصادر تذهب إلى تقديرهم بحوالي 155 مليون مهاجرا. ورغم صعوبة التمييز بين المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء، فإنّ هذه الأدفاق المختلطة    les flux mixtes  قد دفعت العديد من بلدان الاستقبال أو حتى العبور إلى توخي سياسات متشدّدة تحت مبرّرات عديدة .

تتركّز وجهات الهجرة  النظامية وغير النظامية خاصّة من شمال القارة الافريقية ووسطها نحو جنوب أوروبا، ومن أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي نحو الولايات المتّحدة وكندا، ومن الدول الآسيوية وخاصّة من أندونيسيا الى أستراليا ونيوزلندا… وهي تندرج ضمن سياق معولم ازدادت فيها الفوارق الاقتصادية والتباينات الحادّة: نسب النمّو،  ومستويات الأجور، وجودة الخدمات فضلا عن عوامل مناخية تتسارع وتيرتها. وهو ما عزّز ضرورة  التنقل من فضاء الى آخر وتكثّف الحاجة الى التبادل على جميع الأصعدة الفكرية والاقتصادية  والبشرية…

واذا كانت دوافع  انتقال البشر بطبيعة الحال، بين الدول المرسلة للمهاجرين غير النظاميين والدول المستقبلة لهم مختلفة، فانّ ردود الأفعال ظلّت تتّجه عموما نحو نموذج  يكاد يكون  متماثلا تتقارب أركانه وملامحه تدريجيا وهو اعتبار الهجرة مشكلا عويصا: فالبعض يرى  فيها   خطرا أمنيا أو  عبئا  اقتصاديا في حين  ينظر البعض الآخر إليها  على أساس أنّها  تهديد للهوية.

لا يمكن أن ننكر هذه المفارقة التي تخترق جلّ المواقف المتعلّقة بالهجرة: فلئن أصبحت الحاجة ملحّة بالنسبة إلى دول الاستقبال، الغربية منها خاصة، أكثر من أي وقت مضى لاستقدام يد عاملة  يتوقّف عليها النمّو الاقتصادي ويقتضيها  التهرّم السكاني بما تؤمّنه له من تجديد ديموغرافي، فإنّ الخوف والتوجّس الى حدّ الرهاب من المهاجرين عموما لما يمثله هؤلاء “من مخاطر قد تهدّد أمنهم وهويّاتهم وتجانس انتمائهم المواطني” قد غدا سمة ثابتة في الخطاب حول الهجرة أو مختلف التشريعات أو الممارسات المؤسساتية التي يعهد إليها عادة التصرف في الهجرة واداراتها خصوصًا في ظلّ صعود أنظمة يمينية شعبوية اتّخذت من مكافحة الهجرة ورقة انتخابية في ضوء تصاعد مشاعر الكراهية عموما، وتنامي مخاطر الإرهاب والحروب الأهلية.

دفعت هذه السياقات التي تسارعت وتيرتها منذ عقود قليلة بلدان الاستقبال خصوصًا إلى رسم تلك السياسات من أجل إحكام “إنتاج الهوية” المرغوب فيها ولو كان ذلك مجّرد وهم. فالهوية الصافية هي مجرد تهيؤات كما أنّ الدرجة الصفر من الهجرة ليست إلا حلمًا بَعيد المنال[1].

وإذا كانت عولمة الهجرة تقتضي فتح الآفاق وتليين الحدود وتعديل الصور النمطية عن “الأجانب القادمين من بعيد”، فإنّنا نشهد خلاف ذلك، عودة إلى خطاب هووي (discours identitaire) وممارسات متشددة، حتى أنّ بعض البلدان جعلت لها وزارات ومؤسسات تحميها وتحرسها مما “يهدّدها” علاوة على ابتكار ترسانة من المواد المختلفة من أجل صيانتها من مخاطر كل دخيلٍ غريبٍ.

في ضوء ما تقدّم تقترح هذه الندوة العلمية المساهمة في إنتاج معرفة علمية حول موضوع الهجرة غير النظامية ومسألة الهوية وذلك من خلال طرح المحاور العلمية التالية للمعالجة:

1- الحقل الدلالي للهجرة والهوية: المصطلحات والمفاهيم.

2- نظريات الهجرة والهوية: البراديغمات، التحوّلات ورهانات التجديد النظري.

3- السياسات الهجرية ومسألة الهوية: المواطنة ومزدوجي الجنسية  والهوية وينفتح هذا المحور على محاور فرعية منها الهجرة والمواطنة، والهجرة غير النظامية، والمواطنة الكونية فضلا عن المكانة القانونية لمزدوجي الجنسية وجملة التصورات النمطية والأحكام المسبقة.

4- مسالة الهوية والاندماج / الإدماج، الخصوصية، الحق في الاختلاف، العيش المشترك.

5- الهجرة غير النظامية والترتيبات الدولية. ألا تكون الهجرة غير النظامية ترجمة لمقاربة دولية للتوازنات الديمغرافية؟

6- الهجرة  والهوية  في زمن الأزمة: الهجرة والأوبئة.

7- الهجرة والابداع الثقافي وقضايا الهوية.

8- مقاربة البحث العلمي والتفكير الاستراتيجي والاستشراف في موضوع الهجرة غير النظامية ومسألة الهوية.

[1] – كان وزير الداخلية السابق الفرنسي شارل باسكوا Charles Pasqua هو أوّل من أطلق هذه العبارة في احدى تصريحاته الإعلامية سنة 1993. وبعد أقلّ من سنة أصدر قانونًا في الغرض ضيّق إلى حدّ كبير على دخول المهاجرين إلى فرنسا أو إقامتهم بها.

التنسيق العلمي:

-الدكتور: محمد بالراشد.

-الدكتور: عادل الوشاني.

-اللجنة العلمية:  -د. مهدي المبروك -د. يوسف بن عثمان – د. منير السعيداني -د. لزهر الجويلي- د. حافظ عبد الرحيم – د. منصف القابسي – د. عبد الستار رجب – د. عبد الباسط الغابري – د. بشير عبد اللاوي – د. عادل الوشاني – د. شكري الباجي -د. محمد بالراشد – د.مصباح الشيباني – د.أمين بن مسعود.

-اللجنة المنظّمة: د. بشير عبد اللاوي – د. مهدي المبروك – د. يوسف بن عثمان – د. عبد الباسط الغابري.

-ضوابط المشاركة:

-أن يكون البحث مبتكرا ولم ينشر سابقا، ومعدّا على نحو خاصّ للملتقى.

-أن يكون عدد كلماته بين 6000 و8000 كلمة (بما في ذلك قائمة المصادر والمراجع).

– ألّا يكون مستلاّ من كتاب أو أطروحة.

– أن يلتزم بقواعد البحث العلمي، وأن يعتمد على المصادر والمراجع العلمية الدقيقة والحديثة، ويعمل على توثيقها بدقّة.

– تكون الإحالة في الهامش مرتبا بشكل 1-2-3، ويعاد نفس الترقيم في كلّ صفحة.

– تكتب الأسماء الأجنبيّة التي ترد لأوّل مرّة بالعربية واللاتينية مثلا آلان توران A.         Touraine

– يعتمد الترتيب الآتي في ضبط المصادر والمراجع:

– اسم المؤلّف ولقبه: عنوان الكتاب، اسم المحقّق أو المترجم، رقم الطبعة، الناشر، مكان النشر، سنة النشر، رقم الصفحات.

– يذيّل البحث بقائمة عامة في المصادر والمراجع الأساسية المعتمدة، أمّا المواقع الالكترونية والجرائد والمدونات… فيشار إليها فقط في الهوامش وليس في قائمة المراجع.

– يكتب البحث باللغة العربية بخط Sakkal Majall حجم 16 وتكتب العناوين الرئيسية والفرعية بنفس الخط مع التضخيم، ويكتب الهامش بخط 12.

– تكتب البحوث باللغتين الفرنسية والانجليزية بخط Times New Romanحجم 12 وتكتب العناوين الرئيسيّة بنفس الخطّ مع التضخيم، ويكتب الهامش بخط 10 .

-آجال المشاركة:

-تستقبل اللجنة الملخصات الأولية (في حدود صفحة واحدة)، مرفقة بسيرة ذاتية موجزة في أجلا أقصاه 4 فيفري 2023 ولا يتمّ الردّ إلا على المشاريع التي حظيت بالموافقة، على أن تتوصل اللّجنة المنظمة بالدراسات النهائية في أجل أقصاه 30 مارس 2023.

المنظمون:

جامعه الزيتونه – تونس

مركز الدراسات والبحوث الاقتصاديه والاجتماعيه

مركز الدراسات الاسلاميه بالقيروان

مخبر الفكر الاسلامي وتحولاته وبناء الدوله الوطنيه

المركز العربي للابحاث ودراسه السياسات – تونس

ترسل الملخصات على العنوان الآتي:

immigrailliga_2022@yahoo.com