انطلاق فعاليات الندوة الدولية السيرة الذاتية في مفترق الأجناس الأدبية في العالم الغربي والعربي

قئة المقال:تقارير

نجاة ذويب – تونس

تمّ افتتاح أشغال الندوة العلمية الدولية “السيرة الذاتية في مفترق الأجناس الأدبية في العالم العربي والغربي” بالمعهد العالي للغات المطبقة بالمكنين بمدينة المنستير تونس يوم الأربعاء 4 أبريل 2018. وشارك في هذه الندوة مجموعة من الباحثين من مختلف جامعات العالم، اجتمعوا ليناقشوا مسائل مهمّة في مبحث السيرة الذاتيّة.

علما وأنّه قد تمّ بث فعاليات هذه الجلسات على الصفحة الرسميّة للدكتور زكرياء السرتي المدير العام لمركز ضياء للمؤتمرات والأبحاث.

الجلسة العلمية الأولى برئاسة الأستاذ المنجي لسود

استهلّتها الأستاذة يمينة عبد اللاوي (تونس) ورقة بعنوان “السيرة الذاتية بين كتابة الأنا والتعالق الأجناسي “الخبز الحافي لمحمد شكري أنموذجا” أرادت من خلالها البحث في قضية السيرة الذاتية والتقاطع الأجناسي في “الخبز الحافي” لمحمد شكري استنادا إلى الإنشائيات البنيوية والإنشائيات التلفظيّة ولعلّ تدبّر هذه الإشكالية اقتضى من الباحثة تقسيم العمل إلى عنصرين:مقوّمات السيرة الذّاتية:( السرد:وحدة الموضوع ـ التذكر- التطابق)، والسيرة والتداخل الأجناسي(السيرة الذاتية والرواية ـ السيرة الذاتية والتاريخ ـ السيرة الذاتية والمذكرات ـ السيرة الذاتية والاعترافات

وقرأت الأستاذة هانية دهيني (الجزائر) مداخلة بعنوان “التعالق الزمني بين السيرة الذاتية والرواية” سعت من خلالها إلى البحث في مظهر من مظاهر التعالق الفني بين السيرة الذاتية والرواية، ذلك التعالق الذي لا يخلو منه أثر روائييّ أو سيرـ ذاتي. وخصوصا المظاهر الفنية التي تشترك فيها أغلب الأجناس الأدبية التي يجمع بيها الخطاب السردي. ولتحقيق هذا الهدف اختارت الأثر الفنّي مملكة الزيوان للروائي الجزائري الصديق حاج أحمد الزيواني التي اعتبرها صاحبها رواية بينما يكتشف قارئها أنّ لبوسها الأساسي هو السيرة الذاتية عبر تقنية الاسترجاع وما أحال إليه من ضروب القص السيرة ـ ذاتي. وحاولت الإجابة عن الإشكالات التالية:

فما هي تجليات ذلك التعالق ؟ وكيف وظّف صاحب رواية مملكة الزيوان تقنية الاسترجاع ليخلق التواشج بينهما ؟

كما قرأت الأستاذة نجاة ذويب (تونس) ورقة عنوانها “تداخل الأجناس الأدبية في نص السيرة الذاتية وجوه لمحمد شكري أنموذجا” التي سعت من خلالها إلى قراءة نصّ السيرة الذاتيّة  قراءة أجناسيّة سلّطت من خلالها الضوء على حواريّة الأجناس الأدبيّة داخل جنس السيرة الذاتيّة. وقد تناولت الباحثة رواية “وجوه” لمحمد شكري بحثا عن مختلف الأجناس الأدبيّة التي احتضنها متن هذه السيرة الذاتيّة محاولة إبراز امحاء الحدود بين مختلف هذه الأجناس داخل الجنس الأدبي الواحد.

وقد بنت الباحثة ورقتها على ثلاثة عناصر عملت في أوّلها على البحث في مفهوم السيرة الذاتيّة أمّا ثانيها فخصّصته للبحث عن ملامح التفاعل الأجناسي داخل نص “وجوه” و في آخر هيكل بالبحث بيّنت مدى امّحاء الحدود بين الأجناس الأدبيّة في النص الإبداعي الأدبي.

وقدّمت الأستاذة خديجة الأخضري (الجزائر) بحثا بعنوان “الصوت السردي في أدب السجون يا صاحبي لأيمن العتوم أنمودجا” ارتأيت من خلاله البحث عن علاقة السارد بالقصة، ضبطا لجنسها الأدبي، إلى جانب دراسة مستويات السرد، ودرجة حضور الأنا، للوقوف على أثر كون السارد شخصية في القصة، أو بطلا فيها، والبحث في التعددية الصوتية، أو الفردانية المونولوجية، وبماذا يلتزم نص السيرة الذاتية.

وكان ختام الجلسة بورقة الأستاذ بلقاسم حمديني (الجزائر) عنوانها “سيرة الروائية الجزائريّة آسيا الجبّار الذاتيّة والهويّة اللغويّة بوابة الذكريات أنموذاجا”  بيّن من خلالها العلاقة الوطيدة بين السيرة الذاتيّة والهويّة فالأولى تستدعي بطريقة تلقائية الثانية كما أن الثانية تعد مكملا حيويا لها ولازمة من اللوازم الضرورية.

تناول من خلالها سيرة آسيا الجبّار التي كانت قد دوّنتها باللغة الفرنسية  من هنا كان منطلق الباحث في الإجابة عن هذه الإشكاليّة:

هل كتابتها لتاريخها الخاص وتدوينها مواقف تجاه المرأة بلغة الآخر يعدّ نقيضا للهويّة كمفهوم يقتضي الانطلاق من رؤية أحادية وباستقلالية تامة في قالب وفي قالب أدبي من صنيع لغة الانتماء؟

الجلسة الثانية برئاسة الأستاذ محمد الناصر كحولي

استهلتها الأستاذة يسرى تمراوي (تونس) بمداخلة عنوانها”استراتيجيات الاعتبار في السيرة الذاتية كتاب الاعتبار لابن منقذ انموذجا” عملت من خلالها تتبّع مختلف الوجوه التي أقام عليها ابن منقذ إستراتيجيّة الاعتبار في كتابه لحمل القارئ على الإفادة والاعتبار ممّا قُدّم إليه من وقائع وتجارب. وأقامت الباحثة عملها على ثلاثة محاور كبرى:

 يتّصل المحور الأوّل بالمادّة الحكايّة. فننظر في كيفيّة تنظيمها، وموقع ابن منقذ منها. وتتبّعت مقاصد ابن منقذ الفنّيّة والتداوليّة من تنظيمها على نحو معيّن. وبحثت في علاقة ذلك التنظيم بمقصد الاعتبار.

وخصّصت المحور الثاني لاستقصاء الأساليب التي أجراها ابن منقذ في سيرته الذاتيّة. وسنحاول بيان دور تلك الأساليب في حمل القارئ على الاعتبار ممّا ورد في الكتاب.

 وأمّا المحور الثالث فعملت فيه على استقصاء القضايا التي أثارها ابن منقذ استنادا إلى الوقائع التي نقلها. وننظر في ما يمكن أن تنهض به من اعتبار يغيّر قناعات القارئ ويحفّزه على القيام بسلوك والعدول عن آخر.

وقدّم الأستاذ فيصل هرابي (تونس) ورقة عنوانها “جدلية الشرق والغرب في سيرة إدوارد سعيد الذاتية” اهتمّ فيها بدراسة مسألة هذا الكتاب ضمن محور الندوة وهو ‘السيرة الذاتية والممارسة الكتابية” والموضوع الذي عالجه هو “جدلية الشرق والغرب في كتابات إدوارد سعيد” وقد تبّع العناصر التالية:

1-تقديم كتاب “الاستشراق”.

  • الكتاب شكلا ومضمونا.

ب-إدوارد سعيد وآثار الهجرة إلى الغرب على كتاباته.

2-جدلية الشرق والغرب في الفكر الاستشراقي في كتابات إدوارد سعيد.

أ-صورة الشرق والغرب في الفكر الاستشراقي

ب-الوهم والحقيقة في جدلية الشرق والغرب

في حين قدّمت الأستاذة  منى عباس (تونس) ورقة بعنوان “السيرة أو الرواية: أيهما تجاوز الحدود الأجناسية خلسة؟رواية باغندا لشكري المبخوت أنموذجا” هذه الرواية التي تمثّل عَمَلا أَدَبِيا يُؤَكّد الإشْكالِيّة المَطْرُوحَة آنِفًا، وقد اكّدت الباحثة على انّ  هذا العمل مُنذ الوَهْلَة الأُولَى: أيْ الإخْرَاج الشَّكْلِيّ لِلْكِتاب،يؤكّد انتمائه لجنس السيرة الذاتيّة فالعُنوان: “بَاغَنْدَا”، كُنْيَةُ لاَعِبٍ تُونِسِيّ، يُدْعَى “فَتْحِي بَرْكَة”، وَهو ما يَجْعَلُنَا نُقِرُّ بمَا لاَ شَكَّ فيه بأنَّنَا إزاءَ السِّيرة الذَّاتِيّة، وهُنَا تَبْدُو التُّخُوم الأَجْناسِيّة واضِحة. ولَكِنّ *المبْخُوت* لا يُمْهِلُنَا ثوانِي، حتّى يَزُجَّنَا في تَناقُضٍ بإِشارَةٍ طِبَاعِيّة أَسْفْل العُنوان مُباشرة، مَفادُها: *رِوَايَة*، لِيُقْحِمَنَا في الآنِ ذاتِه الجِنْس الرِّوائِيَّ. هُنا تَبْزُغ شَمْسُ الحَيْرة الأَجْناسِيّة، وعَلامَات الاسْتِفْهام التَّصْنِيفِيّة، والتّجاذُبَات بين التّوْثِيق التّارِيخِيّ للسِّيرة، والخَيال الجَمَالِيّ للرِّوايَة. فهل نَحْنُ إزَاء سِيرَة ذاتِيَّة بَحْتَة لِنَجْمٍ كُرَوِيٍّ، ﻔ*الأَدَبُ مِرْآةٌ* بعِبارة *طهَ حُسيْن*، أَمْ أنَّ هناك بَهارَات خَيَالِيّة رِوائِيّة، فقد رأى *أَحمَد السَّماوِي* أنّ *التّشْكِيك في حِكاية ما يُرَسِّخ البُعْد الرِّوائِيّ التّخْيِيلِيَّ*؟، أو هلْ نَحْنُ في حاجَة فِعلاً إلى هذه الحَيْرة، وهذا التّداخُل الأَجْناسيّ، بُغيَة ِتَذَوُّقِ *لَذَّةِ النَّصّ*، بعِبارة *رُولاَنْ بارْتْ*؟ كلّ هذه الأسئلة سعت الباحثة إلى الإجابة عنها في ورقتها المقدّمة.

وقدّمت الأستاذة حياة الدقي (الجزائر) “قراءة في أدب الرحلة عند الكاتبة السورية غادة السمان” أنموذجا” اتخذت من خلالها أدب الرحلة عند الكاتبة السورية غادة السمان مادّتها لإثراء إشكالية الذات كواحد من المباحث الفكريّة الفلسفيّة التي شغلت حيّزا كبيرا من المنظومة الفكريّة الإنسانيّة منذ القديم وجعلت من سرد الرحلة والبحث في تشكيله وخصوصيّته عند الكاتبة وسيلة للكشف عن طبيعة رؤية غادة للذات والعالم ومدى استفادتها من آلية الحوار والمثاقفة اللذان يطبعان نصّها الرحلي السيرذاتي.

وكان ختام الجلسة بمداخلة الأستاذ حبيب معروف (الجزائر) بورقة عنوانها “السيرة الذاتيّة والرواية آليات التشكيل والبناء الفنّي، قراءات في نماذج نصيّة.” سعى من خلالها إلى اكتشاف مكونات الخطاب السير الذاتي والمقومات التي يبنى عليها. والإشكالية المطروحة في هذا البحث تتجلى في: ما هي الكيفيات التي يبنى عليها الخطاب الروائي السير ذاتي؟ وأين يكمن عنصر التشويق والجمالية فيها؟ وكيف يمكن التحكم في طريقة سرد الأحداث وجلب ذهن القارئ؟

وللإجابة على هذه الإشكالات اعتمد الباحث على تقسيم البحث إلى محاور أبرزها التطرق إلى مفهوم السيرة الذاتية وعلاقتها بالرواية وماهية الرواية والعناصر التي يشتركان فيهما.

وقد أُشفعت كل جلسة بحلقة نقاش ساهمت في إثراء ما قدّم ووضّحت ما غمض في مداخلات السادة الأساتذة المحاضرين.

البث الحي لفعاليات الندوة الدولية

تعليقات