ملتقى البحوث الشرطية والقانونية والاقتصادية: المسؤولية المجتمعية وجودة الحياة

قئة المقال:تقارير

عقدت جامعة الشارقة اللقاء الفني الثالث “ملتقى البحوث الشرطية والقانونية والاقتصادية: المسؤولية المجتمعية وجودة الحياة” والذي ينظمه مكتب نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا من خلال قسم العلاقات المجتمعية البحثية وبالتعاون مع معهد البحوث الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة.

يأتي الملتقى بهدف تعزيز جودة الترابط والعلاقات المجتمعية في الأسرة والمجتمع، وتعزيز نوعية الحياة الرقمية، وتشجيع المجتمعات الرقمية الإيجابية الهادفة، وتبني مفهوم جودة الحياة في بيئات التعلم والعمل والتركيز على ترسيخ قيم العطاء والتعاون والتطوع والتماسك والتضامن لخدمة المجتمع وتعزيز قابلية العيش في المدن وجاذبيتها واستدامتها، حيث ناقش الملتقى الفرص البحثية التي تحقق رؤية الدولة من خلال الشراكة مع المؤسسات الشرطية والاقتصادية وجامعة الشارقة لخدمة المجتمع في جميع المجالات.

في بداية اللقاء رحب سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة بالحضور من ممثلي المؤسسات الشرطية والقانونية والاقتصادية خلال الجلسة الافتتاحية، ونقل تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة (حفظه الله تعالى ورعاه) للمشاركين بالملتقى مؤكداً خلال كلمته أن جامعة الشارقة تعمل بتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة على فهم الواقع المجتمعي والإنساني بطريقة علمية تستند على البحث العلمي والتطوير الذي يحقق رسالتها في التنمية وخدمة المجتمع وتقويه فرص التعاون مع مؤسسات المجتمع الإماراتي لفهم احتياجاته وتحدياته من خلال توظيف جميع إمكانيات الجامعة العلمية والعملية والبحثية للاستجابة المباشرة لمواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة. مشيراً إلى أن هذا الملتقى يؤكد دور جامعة الشارقة في الشراكة مع المؤسسات المعنية والمختلفة في تحقيق الاستقرار المجتمعي والاقتصادي ومواجهة الجريمة وتقليل فرص تأثيرها، وأن هذا ينسجم مع استراتيجية الدولة في جودة الحياة 2031 التي تركز على ثلاثة مستويات رئيسية هي: الأفراد والمجتمع والدولة، وتعزز نمط حياة الأفراد من خلال التشجيع على ممارسة السلوك الإيجابي الذي يضمن السلوك الصحي والمحافظة على الصحة النفسية والتفكير الإيجابي.

وأضاف بأن هذا الملتقى يأتي ضمن سلسلة اللقاءات البحثية التي تعقدها جامعة الشارقة سنوياً لمواكبة كل المستجدات البحثية التعاونية التي تجعل البحث العلمي الطريق الرئيسي الذي يحقق الرفاهية والسعادة للمجتمع والإنسان، وبفضل دعم صاحب السمو حاكم الشارقة استطاعت الجامعة التقدم بشكل كبير في مجال البحث العلمي خلال السنوات الماضية، كما تعمل الجامعة على ترجمه مشاريع العلماء والباحثين في مشروع واحة الشارقة للتكنولوجيا والابتكار (SOTI) بهدف إجراء البحوث العلمية التطبيقية لإنتاج تقنيات وابتكارات جديدة من خلال تنمية المشاريع المعرفية والعمل على إقامة شراكات مع المؤسسات والقطاعات ذات الصلة. موضحاً بأن المجالات الرئيسية للبحث العلمي ضمن مجالات الرعاية الصحية، والطاقة المتجددة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذكاء الاصطناعي والروبوتات، والتكنولوجيا المستدامة، والتكنولوجيا الحيوية، وعلوم الفضاء.

ومن جانبه أكد سعادة الأستاذ الدكتور معمر بالطيب نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا، أن جامعة لشارقة تعد من أقوى الجامعات في البحث العلمي وتقوم على نشر أبحاثها العلمية الرصينة في المجلات العلمية الموثوقة ضمن قواعد البيانات المحلية والعالمية في جميع المجالات الطبية والعلوم الصحية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، كما ساهمت الجامعة بشكل كبير في نشر أبحاث العلمية بما يتلاءم مع بيئة كوفيد -19 خلال جائحة كورونا، مضيفاً أنه من خلال البنية التحتية التي شكلتها جامعة الشارقة لتجمع الأساتذة والطلبة والباحثين والعلماء ضمن المعاهد والمراكز والمجموعات البحثية نتطلع للتعاون الأقوى مع المؤسسات المحلية لتفعيل المشاريع والأبحاث التطبيقية في الميدان بإشراف المختصين لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال تسليط الضوء على القضايا المجتمعية وإيجاد الحلول لها.

وأشار سعادة العميد عبد الله مبارك بن عامر نائب القائد العام شرطة الشارقة إلى ضرورة تحديد المسؤولية المجتمعية من خلال الرؤى التي تبنتها الدولة، والدور الذي قامت به الدولة من خلال التضامن المجتمعي خلال فترة جائحة كوفيد – 19، مؤكداً دور القيادة الرشيدة التي يستلهم منها ما يتم تقديمه للمجتمع من خدمات ودعم لتوفير العلم والأمان والاستقرار، ويتجسد ذلك بما تقوم به جامعة الشارقة من تخطيط سليم لخدمة المجتمع مع التأكيد على دور القيادة العامة لشرطة الشارقة في توفير الأمن والأمان والقضاء على الجريمة والحد منها وتقليل الحوادث المرورية.

فيما ركز سعادة العميد الدكتور سالم أحمد المزروعي نائب القائد العام شرطة أم القيوين على أهمية إدراك واقع ودور البحث العلمي والابتكار والإبداع، وأوضح رؤية القيادة العامة لشرطة أم القيوين في التركز على البحث العلمي الجاد والهادف المرتبط بقضايا المجتمع مع ضرورة إشراك المؤسسات الأمنية لتعزيز دورها في المسؤولية المجتمعية لحماية المجتمع من التحديات الأمنية والتعاون لمكافحة الجرائم والحد من وقوع الجريمة من خلال التعاون البحثي والعلمي مع جامعة الشارقة وما تضمه من خبراء وأساتذة في كافة التخصصات والمجالات مؤكداً على أهمية استخدام التطبيقات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي في مجال العمل الشرطي والأمني لتعزيز المسؤولية المجتمعية.

ترأس الجلسة الحوارية الأولى الأستاذ الدكتور فاكر الغرايبة مدير معهد البحوث الإنسانية والاجتماعية، والتي جاءت بعنوان “البحث العلمي والشراكات المجتمعية والشرطية والقانونية” بمشاركة سعادة العقيد علي الذباحي نائب مدير مركز بحوث شرطة الشارقة، وسعادة المقدم دكتور جاسم عبد الله بن عمير رئيس قسم المعلومات الأمنية شرطة أم القيوين، وسعادة فاطمة خليل بن طوق الأخصائية الاجتماعية من شرطة أم القيوين، وسعادة الرائد خبير  دكتور روضة الشامسي رئيس لجنة الخير ممثل مجلس علماء شرطة دبي، وسعادة النقيب محمد سيف الهنائي مدير مركز البحوث والدراسات الشرطية بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي.

وترأس الجلسة الحوارية الثانية الأستاذ الدكتور حسين التميمي مدير برامج الدراسات العليا في كلية إدارة الأعمال، والتي جاءت بعنوان “البحث العلمي والشراكات المجتمعية والاقتصادية” بمشاركة سعادة عواطف الهرمودي مدير عام العمليات والحوكمة بمصرف الإمارات الاسلامي، وسعادة حسن البلغوني رئيس الاتصال المؤسسي بمصرف الشارقة الإسلامي، وسعادة أحمد أمين الهاجري مدير إدارة التشريعات والدراسات القانونية بدائرة التنمية الاقتصادية بإمارة دبي، وسعادة صقر محمد العطار مدقق قانوني بديوان المحاسبة، وسعادة عائشة الشامسي رئيس قسم الرواتب بإدارة الحسابات بدائرة المالية المركزية بإمارة الشارقة، وسعادة ميثا الملا مسؤولة الخدمات المجتمعية بسوق دبي المالي.

وعلى هامش جلسات الملتقى تمت مناقشة أهم القضايا والبحوث المشتركة بين جامعة الشارقة والمؤسسات الشرطية والاجتماعية والاقتصادية وكان منها: كيفية الربط بين الجانب الشرطي والجانب الاقتصادي وجودة الحياة مما ينعكس على فكرة البحث وتأثيره على المجتمع، وكيفية تغيير الفكر الشرطي مع تغير سلوكيات المجتمع خلال جائحة كوفيد -19 والمتمثلة في الجرائم الإلكترونية، كما تمت مناقشة موضوع تغير الوظائف وتأثيرها على السلوك الاجتماعي، والاقتصادي، وكيفية إعادة تصنيف المشاريع والفرص المستقبلية وكيفية تبنيها من قبل طلبة الدراسات العليا، وكذلك مناقشة أهمية دراسة الأدوات والتكنولوجيا الحديثة التي يجب توظيفها لتخدم الأفراد في مجتمع الإمارات، بالإضافة إلى مناقشة العديد من القضايا والموضوعات الشرطية والأسرية والاقتصادية المستجدة. وفي ختام الملتقى تم اقتراح وضع آليه للعمل لمناقشة الخطط المستقبلية مع المؤسسات المشاركة ووضع التوصيات، كما تم تكريم المشاركين في الملتقى.

حضر الملتقى سعادة اللواء ثاني بن بطي الشامسي مدير أكاديمية سيف بن زايد للعلوم الشرطية والأمنية شرطة أبو ظبي، وسعادة العميد عبد الله مبارك بن عامر نائب القائد العام شرطة الشارقة، وسعادة العميد الدكتور سالم أحمد المزروعي نائب القائد العام شرطة أم القيوين، إلى جانب عدد من عمداء الكليات ومدراء الإدارات والمراكز والمعاهد بجامعة الشارقة، وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية والفنية، وطلبة الدراسات العليا…

تعليقات