مركز البحوث الحيوية الطبية يُكثِّف جهودهُ البحثيَّة حول فيروسات الكورونا

قئة المقال:تقارير

مركز البحوث الحيوية الطبية يُكثِّف جهودهُ البحثيَّة حول فيروسات الكورونا

تم إنشاء مركز البحوث الحيوية بجامعة قطر في سبتمبر 2014، وذلك بهدف توفير الإجراءات العملية واللوجستية؛ لدعم البحوث الطبية والحيوية متعددة التخصصات التي لا تتوفر على مستوى كليات الجامعة. ومن أهم الأهداف التي سعى المركز لتحقيقها منذ عام 2015، هو الحصول على الاعتماد الدولي؛ وذلك لزيادة كفاءة الأداء. وقد حصل المركز في عام 2017 على الاعتماد الدولي وفقًا لمواصفات آيزو 17025 وذلك في مجالات تشخيص ميكروبات الليجونيلا والبروسيلا.

إنَّ الرؤية الاستراتيجية لمركز البحوث الحيوية الطبية ما هي إلا انعكاسٌ لاستراتيجية الجامعة والدولة بشكلٍ عامٍ، خاصة في ظِلِّ الظروف التي تمرُّ بها البلاد من حصارٍ وأمراض ناشئةٍ، ووفقًا لهذه الظروف المستجدَّة، ارتأى المركز أن يُوجَّه اهتمامَهُ البحثي في مجالٍ هامٍ، هو السلامة الغذائية من الأمراض، فهو موضوعٌ ذو اهتمامٍ عالميٍ، وقد زادت أهميته محليًا في ظلِّ الظروف الراهنة.

إعداد دراساتٍ بحثيةٍ عن علم الأوبئة

وقد شرع المركز في إعداد دراساتٍ بحثيةٍ عن علم الأوبئة والتوصيف الجزيئي للعوامل المسببة للأمراض الأكثر شيوعًا، المنقولة عن طريق الأغذية مع اختبار الحساسية للمضادات الحيوية على طول السلسلة الغذائية (البيئة، الحيوانات، الأفراد العاملين مع الأغذية). فمركز البحوث الحيوية الطبية يتبنَّى نظام نهج الصحي الواحد، وذلك يقينًا منهُ بأنَّ موضوع سلامة الأغذية أكثر أهمية في الوقت الراهن بسبب التجمعات الجماهيرية المتوقعة، خاصة عند استضافة قطر لكأس العالم في عام2022.

ونتيجةً لاختيار دولة قطر متابعة مسار التنمية المستدامة، وجعلها محور استراتيجية التنمية الوطنية القطرية وأيضًا لتوسع القطاع الصناعي بالدولة، وذلك بالنظر إلى محدودية توافر الأراضي، فإن البيئة الحضرية ستكون مطالبة بالحفاظ على أنواع الكائنات المحلية. وعليه، سعى المركز بالتعاون مع فرقٍ محليةٍ داخل وخارج الجامعة؛ لفكِّ الشفرة الجينية لمختلف أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض وذلك في إطار البرنامج الذي أنشئ مؤخرُا لبحوث الجينوم البيئي.

الأنشطة المستقبلية للمركز

ويمكن تحديد أهم الأنشطة المستقبلية للمركز في التالي: تطوير البحث العلمي في مجال الأمراض المعدية والخلايا الجذعية، تدريب الطلاب في مرحلة البكالوريوس وطلبة الدراسات العليا والفنيين على استخدام أحدث تكنولوجيات البحث العلمي التي يحتوي عليها المركز، زيادة عدد الأبحاث المنشورة في الدوريات العالمية المتخصصة ذات معامل تأثير مرتفع، التعاون الدولي مع المراكز البحثية المحلية والدولية، الحصول علي الاعتماد الدولي وفقًا لمواصفة الجودة آيزو 17025، تطوير و تنفيذ عدد من برامج التطوير المهني المستمر CPD، من خلال عقد ورش عمل وندوات في مجالات البحوث الطبية الحيوية وفقًا للاحتياجات المجتمع، التعاون المشترك مع أصحاب المصلحة stakeholders في جميع المؤسسات المناظرة بالدولة.

الندوات وورش العمل

ويسعى مركز البحوث الحيوية الطبية بشكلٍ دائمٍ على عدم قصر جهوده وأنشطتِه في مجال البحوث فقط، بل أن يتعدى ذلك إلى دورٍ أكثر فاعلية في خدمة المجتمع وتنمية البيئة. ومن أجل ذلك دأب المركز من بداية إنشاءه على تقديم سلسلة متنوعة من برامج التطوير المهني المستمر، وفقًا لاحتياجات المجتمع. حيثُ نظم المركز العديد من الندوات وورش العمل في العديد من المجالات الخاصة بعلم الأوبئة والأمراض المعدية والتشخيص الجزيئي للأمراض والخلايا الجذعية وغيرها. كما إن المركز يسعى لرفع مستوى الوعي العام في المجتمع، وذلك بنشر الوعي بموضوعات الساعة ذات الاهتمام الصحي والوقائي، كموضوع فيروس (زيكا)، عندما كان موضوع الساعة في عام 2016، حيث قدَّم المركز، حينها، ندوةً خاصةً للتعريف بهذا الفيروس ووسائل انتقاله والوقاية منه وتم إحضار خبراء من ذوي الاختصاص لذلك.

وقد تخصص المركز في مجال أبحاث فيروس كورونا بقيادة د. هادي ياسين مدير المشاريع بالمركز، وذلك لما لهذا الفيروس من أهمية بالغة في تفشي الأمراض على مراحل وسنوات مختلفة، مثل: متلازمة سارس عام 2003، وميرس عام 2012.

المؤتمر العالمي الرابع لتفاعل الأنسان والحيوان والبيئة مع الأمراض الناشئة 2017

وسعيًا من المركز للوصول لشتى قطاعات الصحة الخاصة والعامة بالدولة وزيادة في النمو المعرفي لها، عمل مركز البحوث الحيوية الطبية بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية ووزارة الصحة العامة وشركاء دوليين على تنظيم مؤتمر دولي بعنوان (المؤتمر العالمي الرابع لتفاعل الأنسان والحيوان والبيئة مع الأمراض الناشئة 2017)وهو الأول من نوعه في المنطقة، وقد لاقى صدىً واسعًا على المستوى المحلي والدولي، حيث تجاوز عدد الحضور 300 منهم 115 من دول أجنبية وعربية.

ويُسخِّر مركز البحوث الحيوية الطبية في جامعة قطر كل جهوده وخبراته وامكانياته لخدمة المصلحة العامة في ظل أي مستجدات متعلقة بالصحة والوقاية والسلامة للأفراد والمجتمع، ولذلك، شرع المركز في عدة بحوث لمواجهة فيروس كورونا المستجدّ (كوفيد-19) كما هو موضحٌ في الجدولِ أدناه:

الجهة البحثيةالدراسة

مركز البحوث الحيوية الطبية- جامعة قطر
كلية الطب- جامعة قطر
وزارة الصحة العامة

دراسة مُفصَّلة عن الحالات المصابة بالفيروس التاجي COVID-2019

مركز البحوث الحيوية الطبية، جامعة قطر

استخدام تقنية المحاكاة الرقمية لاختبار قدرة بعض المثبطات على إيقاف ارتباط الفيروس التاجي (COVID-19) بالمستقبلات الخلوية

مركز البحوث الحيوية الطبية، جامعة قطر
جامعة حمد بن خليفة- مؤسسة قطر

دراسة التطور الجيني للفيروسات التاجية (كورونا) الموسمية والحيوانية التي تصيب الإنسان

مركز البحوث الحيوية الطبية، جامعة قطر
مؤسسة حمد الطبية
وزارة الصحة العامة

دراسة تطور فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في الإنسان والجِمال

مركز البحوث الحيوية الطبية، جامعة قطر
وزارة الصحة، قطر
المعهد الوطني للصحة، الولايات المتحدة الأمريكية
يوريميون لوبيك، ألمانيا
معهد علم الفيروسات، شاريتيه جامعة برلين، ألمانيا
كلية العلوم الصحية بجامعة كوازولو ناتال، جنوب أفريقيا

دراسة مقارنة تبحث في وجود وكمية الأجسام المضادة للفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في الفئات الأكثر عرضة والأقل عرضة للإصابة بالمرضفي قطر
تم نشرها في 18 فبراير، 2019

 

مركز البحوث الحيوية الطبية، جامعة قطر
قسم البيولوجيا الهيكلية والحاسوبية التكاملية، معهد سكريبس للأبحاث، الولايات المتحدة الأمريكية
قسم الكيمياء الحيوية، كلية جيزيل للطب في دارتموث، هانوفر، نيو هامبشاير، الولايات المتحدة الأمريكية
مختبر الإمراض الفيروسي، المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية

دراسة هيكل البروتين المسماري (الشوكة الفيروسية) للفيروس التاجي في مرحلة ما قبل ارتباطه بالمستقبلات الخلوية
تم نشرها في 2 مارس، 2016

 

التعاون العلمي

الجدير بالذكر أنَّمركز البحوث الحيوية الطبية يقومُ بالتعاون مع مختلف المؤسسات الحكومية بالدولة، وقد اشترك في عدة مشاريع بحثية مع عدد من الجهات الصحية الحكومية، مثل: مؤسسة حمد الطبية، وذلك في مشاريع بحثية متنوعة، مثل: المشروع المشترك لإنشاء ملف تعريفي للميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، ومشروع مشترك آخر لتصنيف فيروسات الإنفلونزا المنتشرة في قطر. إضافةً إلى تعاون المركز القائم مع وزارة الصحة العامة، وذلك في مشاريع بحثية متنوعة، مثل: الدراسة البحثية لفيروس MERS في قطر، ومشروع الأمراض الناشئة الحيوانية المنشأ.

يسعى المركز أيضًا لإشراك مختلف قطاعات الدولة في مشاريعه البحثية، فقد عمد المركز للتعاون مع القطاع الصناعي في قطر، من خلال المشروع البحثي مع إكسون موبيل حول تسلسل الحمض النووي لحيوان الأطوم. كما أنَّ المركز يتعاون مع بعض المؤسسات المجتمعية، مثل: جمعية القنّاص القطرية في كتارا، وذلك في مشروع (فكّ الشفرة الجينية للصقور القطرية)

ميِّزات المركز

ويذكرُ أنَّ أهم ميِّزات المركز، هو إنشاءُه مختبر يوافق المستوى الثالث من مستويات السلامة الأحيائية للمختبرات من قبل شركة CERTEK العالمية، والمرخَّص من قبل بلد المنشأ وهي الولايات المتحدة الأمريكية. وتصنف المختبرات التي تتعامل مع الميكروبات المعدية إلى أربعة مستويات للسلامة البيولوجية (BSL1,2,3,4) وفقًا لمستوى المخاطر للميكروبات التي تمت دراستها. وتوفر المعامل ذات مستوى الأمني الثالث BSL-3، عوامل السلامة عند التعامل أو معالجة العوامل المعدية، الذاتية أو الغريبة، التي تنتقل عن طريق الاستنشاق، ويُمكن أن تتسبب بمرض خطير.

ومن الأمثلة على هذه الجراثيم: فيروسات الأنفلونزا الشديدة الإمراض H5N1))، فيروسات الكورونا(MERS/SARS/COVID-19)، والسل Mycobacterium (TB). وفي الوقت الحالي، لا يوجد سوى معمل واحد BSL3 في قطر في مؤسسة حمد الطبية، قد تم تحديده لتشخيص مرض السل وبعض الأبحاث المتعلقة به.

تعليقات