فعاليات اليوم الثاني من الندوة العلمية الدولية الواجب والممكن

قئة المقال:تقارير

تمّ اليوم افتتاح أشغال اليوم الثاني من الندوة العلمية الدولية التي ينظمها قسم العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس-تونس أيام 7 و8 و9 أفريل 2019.

ترأس الأستاذ مراد بن عياد الجلسة العلمية الأولى وشارك فيها الأستاذ أحمد الناوي بدري بورقة علمية عنوانها “لعبة الافتراض والإمكان من خلال رواية “على نار هادئة” لمحمد الباردي.  بيّن فيها لقرائن المستدلّ بها على العوالم المفترضة وهي قرائن لسانيّة وسياقيّة والقرائن الدالة على العوالم الإحاليّة والوجوه البلاغيّة لهذه العوالم مبرزا تدرّج الباردي في هذا النص من المفترض إلى الممكن، مركزا على لعبة التخييل والافتراض.

وقرأ الأستاذ هشام بالضيافي ورقة عنوانها “العوالم الممكنة في أدب إبراهيم الكوني” تحدّث فيها عن مسألة العوالم الممكنة وعلاقتها بالعالم السردي مبرزا نشأة مفهوم العوالم الممكنة. وقد تعرّض بالضيافي إلى مسألة جدل الإحالة والتخييل في الخطاب السردي مبرزا أنّ الجانب التطبيقي سلطان التطبيق ومدارات التخييل في أدب الكوني. وقد انتهى الباحث إلى أن الممكن أسطوري وأنطلوجي وسحري وعرفاني.

 ثم كانت مداخلة الأستاذة صابرة الذويبي بعنوان “التعالق بين العالم التخييلي والعالم المرجعي في الخطاب الروائي” بنتها على إشكالات مختلفة منها : ما هي خصائص الممكن التخييلي؟ وما هي تغيّرات المرجعيّة التي تحكمه؟ وتناولت فيها مسألة الممكن التخييلي والممكن المرجعي في رواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي وبينت فيها مدى تحوّل الإمكان التخييلي إلى إمكان مرجعي وتحوّل الإمكان المرجعي إلى إمكان تخييلي. وتوصلت الذويبي إلى أنّ العالم الممكن التخييلي هو عالم فعلي نصّي له قوانينه وإحالته الخاصّة به.

وكان ختام الجلسة بورقة الأستاذ لطفي الزكري بعنوان “الحوارات المحظورة والسرد الممكن في الرواية التونسية” انطلق فيها من إشكالات هي كالتالي:

لماذا الراوي يقوم بحظر حوار ثمّ يوشي به ويعلن عنه؟ ما أهميّته؟ هل يكتسب السرد به سمة جديدة؟

وقد بين الزكري دور الحوارات المحظورة في توليد حوارات ممكنة في ذهن المرويّ له. وقام بتقديم حدّ للحوار المحظور مبينا مسار تخلّقه في الذهن وأهم أدواته ودوره في الكشف عن تمزّق الشخصية بين عالمين: العالم النصي الذي تروم تجاوزه والعالم الممكن الذي ترغب في تشكيله.

أمّا الجلسة العلمية الثانية فكانت برئاسة الأستاذ فيصل سعد شاركت فيها الأستاذة هاجر مدقن بورقة عنوانها “تقابلية القيم في حواريات المقامات القضائية في الآداب السلطانية” بينت فيها التقابل في مستوى التعريفات وقدّمت تعريفا للتعريف. كما تناولت الباحثة جملة من القيم المتقابلة كالظن واليقين والصلاح والفساد والممكن والمتمكن فيه وذلك في إطار تناولها للقيم المتقابلة في حواريات المقامات القضائية. معيدة بذلك الاهتمام إلى مسألة التقابل وقيم مضمرة كثيرة في كتب التراث.

وشارك الأستاذ رؤوف دمق بورقة عنوانها “تعميم أحكام القرآن بين الوجوب والإمكان” بين فيها كيفية اقتباس الاحكام من الأدلة وأهم صفات المقتبس. وقد ركز الباحث على مصطلحات علم الأصول وعلاقتها بالواجب والممكن كالقطع والظن والصلاح والفساد والضرورة والصلاح. وقد أثار دمق سؤال : هل نتحدث عن الواجب والممكن بالاجتهادات الأصولية؟.

 وكان ختام الجلسة بورقة الأستاذة لمياء العوني عنوانها “الواجب والممكن في التشريع” تناولت فيها الواجب والممكن مفهوميا وأهم مصادر التشريع بين العقل والنقل ودور العقل في التنظير الأصولي. واهتمت فيها بالواجب والممكن من النظرية الكلاسيكية إلى الدراسية التشريعية.

أمّا الجلسة المسائية فكانت برئاسة الأستاذ محمد بن عياد وشارك فيها محمد القاضي بورقة عنوانها “المحتمل والمشاكل قراءة في نصّ جاحظي” تناول في فاتحتها تاريخية فكرة المشاكلة انطلاقا من أرسطو. ثم تعرض إلى ثنائية الضرورة والاحتمال كمقابل للواجب والممكن. مبرزا أن الاحتمال ليس مرادفا للمشاكل إنما هو صورة منه .وقد انتهى القاضي إلى أنّ الخبر لا ينقل الوقائع فقط بل ما يجوز أن يقع مؤكدا على الخروج من مقولة الصدق إلى مقولة الصدق الفني, وقد قام بتدقيق مفهوم المحتمل والمشاكلة من مفهوم ابستيمي.

قدم محمد بن محمد الخبو ورقة عنونها “الممكن البلاغي في القصص التعاملي” بين فيها أن النص المرجعي كالنص التخييلي له مرجع يحيل عليه حسب نظرية الأدب. وأن العالم الممكن هو الذي نتخيله نتوقعه ويقابله العالم الممتنع الذي لا يمكن تحققه أمّا الضروري فهو المتحقق في جميع الحالات الممكنة. فالإمكان في النص التخييلي قد يكون فيه التشابه بين ما في هذا النص وما يجري فيه.

وتعرض الخبو إلى مفهوم الإمكان ومدى تعمقه عند الاقتران بمفهوم الجهة مبرزا أن الممكن قد يحيل على ممكن آخر في العالم التخييلي.

وقام بتناول المسألة بلاغيا ودرس مفهوم الإمكان. وتناول خبر الهارب إلى ربّه والآبق من ذنبه الأخوذ من “مصارع العشاق” للسراج. كما تعرض الخبو إلى مسألة البلاغة في مقام التخاطب بين الراوي والمروي له وبين المؤلف الضمني والمؤلف الحقيقي وبين الشخصيات. وقد بين أنّ العوالم الممكنة تصاغ بمقتضى علاقتها لعوالم أخرى تكون تخييلية  وتناول عوالم مصوغة وهي دائرة بين المتخاطبين مبرزا مختلف طبقات العوالم الممكنة.

وقدّمت الأستاذة نوارة محمد عقيلة عكاشة ورقة بعنوان “نظرية العوالم الممكنة منهجا تحليليا” تعرضت فيها إلى اهم مقولات العوالم الممكنة منطلقة في ذلك من جملة من الأسئلة هي كالتالي:

هل تستعين هذه النظرية بمنهج تحليل لتناول نص سردي؟

ما هو المفهوم الثابت في نظرية العوالم الممكنة الذي نجده حاضرا نظريا ومنهجيا؟

وقد تعرضت الباحثة إلى تاريخية هذه النظرية من الفلسفة إلى المنطق إلى الأدب إلى السرديات. وقد بينت أنّ هذه النظرية قد انبنت على مفاهيم ثابتة من الفلسفة حتى السرديات وهي الثوابت هي العالم الفعلي والعالم الممكن والعالم والعلاقة بين العالم الفعلي والعالم الممكن. وقد تناولت الباحثة هذه المفاهيم في مختلف الحقول المعرفية التي ارتحلت فيها النظرية انطلاقا من العالم ثم الحكاية ثم الخطاب وصولا إلى القارئ.

وكان ختام الجلسة بورقة الأستاذة دليلة شقرون وعنوانها ” الرواية بين الواجب والممكن” تناولت فيها الممكن بين المرجع والتخييل في رواية “حيا ميتا” لمحمد الصالح بوعمراني مركزة على الجدلية بين العوالم التخييلية والعوالم الممكنة. وقد أكدت شقرون على احتواء التخييلي للمرجعي. وقد بنت بحثها على سؤال:كيف نتحول من المرجعي إلى الممكن في عالم السرد؟ وقد خلصت في ورقتها إلى قوة التخييل ودوره في تشكيل العوالم التخييلية.

تعليقات