فعاليات اليوم الأوّل من الندوة العلمية الدولية الواجب والممكن
قئة المقال: | تقارير |
---|
تمّ اليوم الخميس 7 مارس 2019 افتتاح فعاليات الندوة العلمية الدولية “الواجب والممكن” تحت إشراف قسم العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس-تونس أيام 7 و8 و9 مارس 2019. برعاية مركز ضياء للمؤتمرات والأبحاث. وقد تمّ بث فعاليات هذه الجلسات على صفحة مركز ضياء للمؤتمرات والأبحاث
عُقدت الجلسة الافتتاحية برئاسة الأستاذ محمد بن محمد الخبو مدير الندوة. وتدخّل في مفتتحها الأستاذ محمد بن عياد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس فرحّب بالضيوف وتحدّث عن أهميّة موضوع الندوة في علاقته بمختلف اختصاصات القسم وأهم أهدافا متوجّها بالشكر إلى كافة المشرفين على تنظيم هذه الندوة.
ثمّ تدخّل رئيس القسم الأستاذ رياض الميلادي فتحدّث عن انفتاح هذه الندوة على المجال الثقافي في مدينة صفاقس من خلال الشراكة مع المركب الثقافي محمد الجموسي والمكتبة الجهويّة وبصفاقس.
وكان ختام هذه الجلسة الافتتاحية بكلمة الأستاذ محمد الخبو مدير الندوة أبرز فيها علاقة هذه الندوة بالندوات السابقة التي نظمها قسم العربية بالكليّة. وتحدّث عن مقولتي الواجب والممكن وما تمتازان به من أبعاد فلسفيّة مبرزا دلالة المصطلحين وتوجّههما الفلسفي وما يحمله من أبعاد أخرى. ثم قام بتعريف مقولتي الواجب والممكن فلسفيا ولسانيا. ووقف الأستاذ محمد الخبو على الإشكالات التي تطرحها الندوة. وت وجه في ختام كلمه بالشكر الى كافة الجهات الراعية لهذه الندوة والداعمة لها.
أمّا الجلسة العلمية الأولى فكانت برئاسة الأستاذ أحمد السماوي وشارك فيها الأستاذ محمد بن عياد والأستاذ توفيق بن عامر.
قدّم محمد بن عياد ورقة عنوانها “الخِبريّة بين الواجب والممكن” تعرّض فيها إلى أبعاد مشارب مسألة الواجب والممكن واختار توجيه هذين المصطلحين اتجاها تأويليا. وبين أنّ أصل الخِبريّة هي فهم العالم حصريا عن طريق الخبرة. والخِبريّة في التأويل إذ تستوعب هذا الفهم الفلسفي وتستفيد منه وفي المجال التأويلي تستوعب هذا وتزيد فيه.
والخبرية –حسب بن عياد- يماز فيها بين الخبريّة المتعالية التي هي جملة القوانين والقواعد المنظمة للوجود الإنساني والحدس القبلي والعقلي أو المحض، والخبريّة الحسيّة (كأن نشعر بالمكان). وأكّد بن عياد في ورقته على وجوب الخبريّة لفهم الواقع.
وقدم توفيق بن عامر ورقة عنوانها “علاقة الواجب والممكن” تناول بها علاقة الواجب والممكن في الفكر الإسلامي. وانطلق بتقديم مقدّمات مختلفة هي كالتالي:
-تحديد مدلول مقولة الوجوب والإمكان في سياق الفكر العقائدي الإسلامي.
-تحديد المثلث العقائدي في الفكر الإسلامي: علم الكلام والفلسفة الإسلاميّة والتصوّف الإسلامي.
-الاقتصار على كليات هذا الفكر دون الشاذ والهامشي والاستثناء.
ودعا إلى ضرورة الاكتفاء بتشخيص العلاقة بين الواجب والممكن دون النظر إلى انعكاساتها الحضاريّة. وبين مدى انتقال المقولة من المستوى العقلي إلى المستوى العقائدي. وأنّ الوجود الواجب هو الله والوجود الممكن هو العالم لافتقاره إلى العلّة.
أمّا الجلسة العلمية الثانية فكانت الأستاذ احمد الجوة وشارك فيها كلّ من الأستاذ أحمد السماوي والاستاذ محي الدين حمدي والأستاذ فيصل الشطّي والأستاذ عادل الناجم.
قدّم الأستاذ أحمد السماوي ورقة بعنوان “التعديل الجيهي أسّا لوجهة النظر عنتر وجوليات قصص ولوحات ليحي حقي أنموذجا” تحدّث فيها عن الجهة والتوجيه، والجهة في العالم التخييلي ودورها في النطق بالموقف. كما بين الاختلاف الأجناسي ودوره في التعامل مع الواجب والممكن. وقد تناول السماوي مبحث الواجب والممكن في وجهات النظر انطلاقا من تصور جاك فونتنييل لوجهة النظر فبين أن وجهة النظر عنده هي تعالق ما بين الحدّة والامتداد بين الإدراكين. وقد وقف عند أربعة نماذج من الاستراتيجيات هي محصّلة التفاعل بين قوة الامتداد وضعفها من جهة وقوة الحدة وضعفها من جهة أخرى.
وقام السماوي بإخضاع جوانب من النظريّة الأدبيّة للتجربة ليتأكّد من خضوعها للجانب الإجرائي. واستعمل مفاهيم هي سبب من وجهة النظر وطبّقها على النصّ الأقصوصي لاختبارها في مدى تماشيها مع النصّ.
وقد حاول السماوي الإجابة على سؤال: ما هو دور الواجب والممكن ف استخلاص وجهة النظر؟ وما هي الحلقة التي يتحقّق بها التفاعل بين الواجب والممكن داخل النصّ؟
وقدم الأستاذ محي الدين حمدي ورقة عنوانها “الكائن والممكن في تعليمة الأدب” تناول من خلالها علاقة المؤسسات التعليمية بالأدب بمختلف أنواعه بقطع النظر عن وظائفه والغايات من الاعتناء به.وقد بنى ورقته على جملة من الإشكالات أهمّها: هل يدرّس فعلا في الجامعات؟ ماذا أثمر تدريس الأدب في التراتيب العلمية؟
وساهم الأستاذ فيصل الشطي بورقة عنوانها “خرق الواجب في الجهة التقويمية في مقامات الهمذاني” تناول فيها إشكالات عدة مثل:
-النادرة الجاحظية مرجعية في الواجب، فكيف يمكن تقديم المقامة نفسها خرقا لذلك الواجب؟
-الدين مرجعية الواجب الأخلاقي: كيف تنشئ المقامة مع ذلك تنافرا؟
-هل الواجب هو صوت الجماعة المكبّلة بالسائد؟
-هل الممكن هو صوت الفرد الباحث عن الحريّة؟
ثم قام بتقديم حدّ للجهة وتصنيفها بما هي من المفاهيم الكبرى مبرزا كونها مازالت محلّ خلاف.
وكان ختام الجلسة بورقة الأستاذ عادل الناجم بعنوان “تعدّد العوالم الممكنة في توجيه الحديث لابن قتيبة” افتتحها بمدخل نظري ثم بين كيفية استخدام ابن قتيبة لبعض ما يظهر في بعض النظريات الحديثة كالعوالم الممكنة. وبين كيفية فهم المكوّنات المكونة للخطاب. كما ركز على مفهوم تعدّد العوالم عند ابن قتيبة. مطبقا بذلك نظرية العوالم الممكنة على نصّ يتعلق بالحديث النبوي.
أما الجلسة العلمية الثالثة فكانت برئاسة الأستاذ محمد علي الحلواني. قدمت فيها الأستاذة فاطمة المصمودي ورقة بعنوان “الرسم والموسيقى: بحث في علاقات ممكنة” بينت فيها مفهوم الواجب التشكيلي انطلاقا من سؤال: إلى أيّ مدى يمكن التنظير لمفهوم الواجب الشكلي؟وبينت أن الواجب التشكيلي هو طريقة الفنان للتعبير عن نضج اللوحة والممكن التشكيلي في الطبيعية/ الواجب التشكيلي. وأبرز العلاقة الممكنة بين الرسم والموسيقى.
وقدمت سهير أيوب ورقة عنوانها “الجهات المنطقية، أصولها الفلسفية، واتصالها بمباحث النقد الأدبي” وبنتها على جملة من الإشكالات أهمها:
-كيف وصلت الجهات المنطقية إلى الأدب؟
-العوالم الممكنة كيف تطوّرت؟ كيف اتصلت بالأدب والنقد الأدبي؟
-كيف يمكن لشيء ما أن يكون له معنى وهو غير موجود؟
وكان ختام هذه الجلسة بورقة الأستاذ المولدي عزالديني وعنوانها “Devoir et possible chez Kan” أراد من خلالها الإجابة عن سؤال كيف يظهر الواجب والممكن في المتن الكانطي؟ وتناول فيها سؤال ما الذي يجب عليّ أن أفعل ؟ الذي يحتمل الأخلاق إجابة حسب فلسفة كانط. وسؤال الرجاء عند كانط، ما الذي يمكنني أن أرجوه؟
تعليقات