فعاليات اليوم الثاني من ندوة التعلمية ودورها في تنمية كفاءة المدرّس
قئة المقال: | تقارير |
---|
انعقدت فعاليات اليوم الثاني من الندوة العلمية “التعليمية ودورها في تنمية كفاءة المدرس” التي ينظّمها المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الإنسانيات بالمهدية، جامعة المنستير بالاشتراك مع جمعية الإبداع الثقافي وكلية علوم التربية بالرباط، جامعة محمد الخامس/ المغرب يومي 1 و 2 نوفمبر 2018 بالمعهد العالي للدراسات التطبيقية في الإنسانيات بالمهدية.
الجلسة العلمية الأولى كانت برئاسة الأستاذ سعد الدين بوطالب وتندرج ضمن محور تعلمية اللغة العربية للأجانب. وشاركت فيها الأستاذة ماجدولين النبيهي (المغرب) بورقة عنوانها “مدرس اللغة العربية للناطقين بغيرها من التكوين إلى التمهين” وفيها تناولت أهمية مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها مبرزة أهم شروط الأستاذ من ذلك معرفته المهارات التالية: الاستماع والقراءة والكتابة، معتبرة أن الاستماع هو الحجر الأساس في تكوين المتعلم. وأكّدت الباحثة على أن من أهم شروط معلم اللغة العربية لغير الناطقين بها هو إتقان الفصحى والمعرفة بقواعد النطق واشترطت في المقابل الوعي الصمتي بالنسبة إلى المتعلم .
أمّا الأستاذ نادية العمري (المغرب) فقد ساهمت بورقة عنوانها “تطوير آليات إعداد معلمي اللغة العربية لغة ثانية شروط بناء كفاية لغوية ثقافية متعدّدة” اهتمت فيه بإعداد معلم اللغة العربية باعتباره متعلما لا معلما. وينطلق من فكرة أساسية ترى أن مدرس اللغة العربية لغة ثانية يحتاج إلى تكوين لغوي أكاديمي يحافظ على التوازن بين التكوين النظري العلمي والتكوين العملي التطبيقي في العربية من منظور لساني مقارن حديث، وفي إطار من الوعي بما هو مشترك بين لغات متعددة والوعي بما تختلف فيه. وانطلقت من السؤال التالي:
كيف نصمم برامج لإعداد معلمي اللغة العربية تحسن من مستويات أدائهم اللغوية/الثقافية وتُمَكِّن من جودة التعلمات؟
ويتناول البحث مجمل خصائص المعرفة اللغوية/الثقافية، والمعرفة البيداغوجية والمعرفة التقنية، في تفاصيلها الضرورية، لإعداد مدرس للعربية لغة ثانية. ويتوخى البحث الوصول إلى تصميم برنامج يرسم الكيفية التي نعد بها معلما يمارس مهنته باحترافية كبيرة ويجدد ويبدع في ممارسته وفي طرق تعليمه لتكون في مستوى برامج تعليم لغات الأمم الراقية.
أمّا الأستاذة نادية زيد الخير (الجزائر) فقد قدمت ورقة بالاشتراك مع الأستاذة سعاد لعريبي موسومة بـ”الانغماس اللغوي ودوره في اكتساب العربية لغة ثانية في ظلّ الفلسفة الوظيفية التواصلية” بنتها على جملة من الإشكالات وهي كالتالي:
-ما هي جملة الأسس والمعايير الفعّالة لتحصيل متعلّم اللغة العربية الثانية، التي تمكّنه من إحكام مهارة التصرف في البنى والتراكيب والدلالات اللغوية في مختلف المواقف الوظيفية التواصلية؟
-وما هي الكيفيات المـــُـــثلى التي من شأنها أن تسهم بشكل ناجع في تحصيله ملكة هذه اللغة وفق ما توصلت إليه المناهج والنظريات اللسانية العامة والتطبيقية الحديثة؟
-كيف تؤثر اللغة الأولى في اكتساب اللغة العربية الثانية لغير الناطقين بها؟ وما هي أبرز مظاهر التداخل اللغوي المسجلة بين اللغتين؟
وكان ختام الجلسة بمداخلة الأستاذة نجاة الطاهر قرفال وعنونها “النقل الديدكتيكي تعليم العربية لغير الناطقين بها من النظري إلى الإجرائي (أسماء الإشارة مقالا). تناولت فيها المسالك الثلاث للدرس اللغوي وهي كالتالي:
المعرفة العالمة فالتعليمية فالتعلمية. وقد هدفت الورقة إلى اختبار جدوى النقل الديداكتيكي ، في درس اللغة العربية الموجه لغير الناطقين بها، في مسألة أسماء الإشارة. والعمدة في ذلك على معرفة عالمة يوفرها، شرح المفصّل ، وصولا إلى معرفة تعلمية يفترض أن يكتسبها متعلم العربية، لغةٌ ثانية ، ومرورا بمعرفة تعليمية يوفرها الكتاب المدرسي ممثلا في كتاب العربية المعاصرة.وقد طرحت الورقة إشكالية مفاهدها: إلى أ ي حدّ يمكن أن يفيد المدرس من النقل الديداكتيكي في درس أسماء الإشارة للناطقين بغير العربية؟
أمّا الجلسة الثانية فكانت برئاسة الأستاذ غايات بوفلجة (الجزائر)وتندرج ضمن محور التعلمية بين الوحدة والتعدّد. ساهم فيها الأستاذ خالد الجوادي بورقة عنوانها النقل الديدكتيكي بين إكراهات المعرفة المدرسية وضرورات المعرفة العلمية” طرح فيها بعض الإشكالات على نحو:
هل يشوّه النقل الديداكتيكي المعرفة العلمية ويحطّ من موضوعيتها محدثا نوعا من الهدر العلمي الذي تختصّ به تلك المعرفة؟ وإذا سلمنا بأنّ هذا الأمر يعود إلى إكراهات النّقل البيداغوجي فهل لمدرّسينا اليوم من اليقظة العلمية والابستيمولوجية ما يجعلهم يدركون مختلف الضوابط التي تحكم آليات النقل الديداكتيكي؟
وما طبيعة المعا رف التي يتلقاها المتعلمون في المدرسة من زاوية ديداكتيكية إن رمنا الانخراط في السّير نحو ردم الفجوة بين واقع المدرسة وبين رهاناتها؟
أمّا الأستاذة إيمان العجمي (تونس) فقد قرأت ورقة بعنوان النقل التعليمية اليوم بين الواقع والآفاق
بينت فيها أنّ مصطلح ـ”التعليمية” قد انبثق من جملة مااشتغلت عليه المدرّس وعلاقته بالنقل التعليمي.
فالمدرّس بماهو قطب من أقطاب الوضعيّة التعليمية لاتنفكّ التفاعلات بينه وبين التلميذ والمعرفة، ولاينفكّ النظر في واقع هذه التفاعلات والبحث عن رهاناتها.
وأولى هذه التفاعلات متعلّقة بالمدرّس في علاقته بالمعرفة (ابستمولوجيا) أي كيف تمكّن المدرّس من إعادة بناء معرفته العالمة وتقديمها في شكل معرفة مدرسيّة. وماهي رهاناته؟؟
ثاني هذه التفاعلات بين المدرّس والتلميذ (بركسيولوجيّا) يكون النظر فيها في التقنيات التي اعتمدت لإنجاح التفاعل بين المتعلّم والمعرفة وكذا الّتي يراهن على اعتمادها للغرض ذاته.
ثالثها يحضر فيها المدرّس بغيابه لأنّها تجمع بين التلميذ والمعرفة (سيكولوجيّا) وفيها ينظر في آليّات اكتساب التلميذ لها وما قد يحول دون هذا الاكتساب من صعوبات والرهانات المرسومة للغرض أيضا.
أمّا الأستاذة فضيلة بوخريص (تونس) فقد ساهمت بورقة عنوانها “تعلمية التربية الإسلامية بين الموجود والمنشود” بينت من خلالها مسألة التعدّد من منطلق التعلمية متناولة التعلمية في مسألة التربية الإسلامية، فأبرزت مدى إمكانية ذلك وحدودها مركزة على الوسائل والإمكانات. وقد ركزت الباحثة على وقائع تعلمية التربية الإسلامية من خلال المناهج والبرامج التعليمية في تونس كما نظرت الباحثة في مدى تطبيق مادة تعلمية المواد على التربية الإسلامية.
وكان ختام الجلسة مع مداخلة الأستاذ يوسف السهيلي (تونس) بعنوان “التعلمية بين الوحدة والتعدد: مقاربة فلسفية”. تناول فيها مدى تحقيق العلوم لعلميتها وموضوعيتها. وقد طرح من خلالها بعض الإشكالات على نحو:
ماذا عن التباس مفهوم التعلمية؟ وأي علاقة بينها وبين البيداغوحيا؟ وهل توجد تعليمية أو تعلميات؟ وأي ّ علاقة يجب أن تكون بين الوحدة والكثرة في التعلمية؟
أمّا بقية الجلسات العلمية فقد كانت متنوعة وقد اندرجت في محاور مختتلفة على نحو محور “تعلمية المواد وصعوبات التعلم ومحور كفاءة المدرس وجودة التدريس…
وقد لقيت جميع المحاضرات تفاعلا كبيرا من قبل جمهور الحاضرين ممّا أثرى الورقات المعروضة وفسّر ما جاء غامضا فيها.
قرأ الأستاذ حلمي بن نصير (تونس) ورقة بعنوان “الوسائل التعليمية السمعية البصرية: خصائصها وطرق توظيفها وتأثيرها في المتعلم”
بين فيها مكانة الوسائل السمعية البصرية بما إحدى الوسائل التعليمية التي يوظفها المعلّم والتي تخاطب حاستي السمع والبصر والتي تطوّرت في عصرنا اليوم في ظلّ التطور التكنولوجي والاتّصالي الذي يشهده العالم في السنوات الأخيرة . وقد تطرق إلى ذلك في هذا المبحث حيث أبرز خصائص هذا النوع من الوسائل التعليمية وطرق توظيفها وبيّن من خلال دراسات تعليمية ميدانية تأثيراتها على المتعلّم على مستوى التحفيز والاستيعاب.
وترأّس الأستاذ يوسف السهيلي (تونس) جلسة علمية تندرج ضمن محور تعلميات اللغات/ تعلمية اللغة العربية للأجانب/ صعوبات التعلم. وشاركت فيها الأستاذة مليكة بوراوي (الجزائر) عالجت من خلالها الصعوبات التي تعترض المعلم –في النقل الداخلي- في تدريس بعض مواد اللغة العربية، وكيفية معالجته لها وتبسيطه للمعرفة دون الوقوع في الابتذال.
والأستاذ عبد القادر طالب (الجزائر) بورقة عنوانها “تعلمية مواد اللغة العربية للناطقين بها بين الواقع والمأمول” تناول من خلالها الإجراءات البديلة لتجاوز الصعوبات التي يقع فيها متعلم اللغة العربية. كما قام الباحث بنقد المناهج المعتمدة في تعليم العربية وأكد على ضرورة دراسة الظاهرة اللغوية والتركيز على مهارة المناقشة والحوار في العلمية التعليمية.
وقد قصد الباحث الوقوف عند أبرز الإشكالات وأهم العقبات التي تحفّ عملية تعلميتها وتعلّمها للناطقين بها.
ففيم تكمن هذه الإشكالات والعقبات يا ترى؟ وما الجوانب التي تنبثق عنها ؟ أيردُّ الإشكال إلى المنهج المعتمد في تدريس مواد العربية؟ أم إلى قصورٍ في القدرات العلمية والعملية لمدرّسي هذه اللغة ؟ هل الأمر راجع إلى افتقار المتعلمين للمهارات العلمية في تلقي موادها ومعطياتهـا المعرفية؟ أم في انعـدام استعداداتهم القبلية وعزوفهم التام عن تعلمها والتعاطي الجيّد مع موادها؟ أم لكل هذه الجوانب وغيرها حظّ التأسيس لهذه الإشكالات واستفحالها بمؤسساتنا التعليمية؟ وما الإجراءات البديلة والمقترحات الكفيلة بتجاوز هذه الإشكالات؟
وقدّمت الأستاذة وسيلة معارك ورقة عنوانها “إسهامات النظرية الخليلية الحديثة في تطوير الدرس النحوي في الجامعة الجزائرية” هدفت إلى الكشف عن واقع تعليمية النحو العربي في الجامعة الجزائرية، وتحديد الطرائق والاستراتيجيات المتبعة في دلك؛ الأمر الذي سيسمح بتشخيص عوائق تعليم النحو العربي والمشاكل التي تعاني منها، ومحاولة إيجاد سبل جديدة لتدريس النحو العربي ودلك باستثمار مبادئ النظرية الخليلية الحديثة للدكتور عبد الرحمان الحاج صالح من اجل تدليل عقبات تعليم النحو العربي في الجامعة الجزائرية.
وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي وتفعيل آليتي الملاحظة والتحليل.
وتوصلت الدراسة إلى أن تدريس النحو العربي في الجامعة الجزائرية يحتاج إلى إعادة نظر عميقة في بناء مناهجه وطرائق تدريسه إضافة إلى رفع مستوى الأساتذة الجامعيين من خلال التكوين والتأهيل ، كما تشيد الدراسة بمميزات النظرية الخليلية الحديثة في تحسين وتطوير طرائق تدريس النحو العربي من خلال استغلال وتوظيف مبادئها والسعي نحو تحقيق مكانة لغوية بدل حشو الأذهان بالقواعد المجردة والدعوة إلى ممارسة قواعد النحو من خلال ممارسة اللغة في حد ذاتها وعدم فصلها عن جانبها الوظيفي.
وترأس الأستاذ عبد الرزاق التباب (تونس) جلسة علمية تندرج ضمن محور تعلمية المواد وصعوبات التعلم وشارك فيها الأستاذ محمد مدور بورقة عنوانها ” اتجاهات جديدة في تعلمية النحو العربي”
تناول فيها قضية النحو العربي في ضوء المناهج اللسانية الحديثة. وقد انطلق من إشكالات منها:
-كيفية تيسير النحو العربي وكيفية عرضه.
-ما هي حصيلة النتائج التي أنجزت في هذا المجال؟
وقد قامت الدراسة على المحاور التالية :
-الاتجاه الوظيفي في تعلمي النحو
-المقاربة النصية والنحو الوظيفي
-تدريس القواعد في ظلّ الأساليب
-القواعد بالمعنى
-نحو النحو واتجاهات أخرى
وقد هدف من خلالها إلى الوصول في الطريقة المثلى في تقديم المادة النحوية وبصورة فعالة ومشوقة وعرض الاتجاهات الجديدة في تيسير تعليم النحو.
وساهم الأستاذ محمد بن الهادي علي الشهري (السعودية) بورقة عنوانها “دور ممارسات برنامج التربية الميدانية الإشرافية والتدريبية في تحقيق أهداف المقرر من وجهة نظر الطلاب المعلمين في كلية الآداب ببشرودة” تناول فيها مسألة تطوير برنامج التربية الميدانية والتربية العملية داعيا إلى ضرورة تغيير نمط التربية الميدانية.
والأستاذة سهام مكي ورقة عنوانها “آليات بيداغوجيا المشروع وكيفية تطبيقها في تعليم اللغة العربية”, وقد بنتها على الإشكالات التالية:
-هل يمكن تطبيق آليات بيداغوجيا المشروع في تعليم اللغة العربية لدى مرحلة تعليم المتوسط؟
-هل يمكن تجاوز الضعف اللغوي لدى متعلمي مرحلة التعليم المتوسط لتطبيق استراتيجية التعلم بواسطة المشروع.
وقد خرجت الباحثة بجملة من التوصيات من بينها:
-تجويد المناهج وجعلها أكثر مناسبة مع البرامج الجديدة
-ضرورة تماشي المحتوى والبرنامج والطرق الجديدة والخصائص النمائية للمتعلم
-استراتيجات تدريسية للمتعلم.
تعليقات