تكريم مركز ضياء بتونس في ختام الندوة الدولية المهنية في التربية والتعليم
قئة المقال: | تقارير |
---|
انطلقت فعاليات اليوم الختامي من الندوة العلمية الدولية “المهنية في التربية والتعليم بين الواقع والآفاق” التي نظمتها الجمعية التونسية للجودة في التربية (ATUQUED) بالشراكة مع مخبر الجمعية للبحث العلمي في علوم التربية والتكوين والتعليم والتي تم بث فعالياتها على صفحة مركز ضياء للمؤتمرات والأبحاث.
المداخلة الأولى قدمتاها الباحثة دقاس فاطمة والباحثة مقيدش مريم من الجزائر، اشتغلتا فيها على “صفات المعلّم الناجح وكفاياته المهنية في حقل التربية والتعليم”، وقد أشارتا في البداية إلى أهمية المعلّم والقيمة العالية التي يكتسيها دوره في المنظومة التعليمية والتربوية.
وقد توزّعت المداخلة على مبحثين رئيسين؛ أخلاقيات المدرّس الناجح في مرحلة أولى والكفايات اللازمة في المهنة في مرحلة لاحقة. وتتلّخص أخلاقيات المدرّس في المعرفة الشاملة والإحاطة بالمناهج، إلى جانب اكتساب مهارات عالية تستجيب لمقتضيات الكفاءة العلمية، أمّا عن الكفايات اللازمة فقد ظُبطت في الحاجة إلى التعدّد والانسجام، وقد وقع الإحالة على الكفايات العلمية الأكاديمية التي تتلّخص في الجانب المعرفي، والكفايات النفسيّة التربوية التي قد تيسّر عمليّة التعليم عبر تنمية الاستعدادات والقدرات، بالإضافة إلى الكفايات المهنيّة الوظيفيّة التي قوامها الوعي بأهميّة المهنة مع ضرورة انسجام الكفايات مع طبيعة المجتمعات ومع مقتضيات المنظومة التربوية والتعليمية نفسها.
المداخلة الثانية قدّمتها الباحثة ربيعة بن يوسف عن “مواصفات المدّرس أو المربّي المهني وكفاياته المهنية”، وقد دعت في بداية كلمتها إلى ضرورة تطوير الكفايات أو اعتماد كفايات جديدة تستجيب لمتطلبات المجتمع، فالمربّي هو النواة الأساسية والمنطلق، وحجر الزاوية في العمليّة التربوية.صنّفت الباحثة ربيعة بن يوسف صفات المربّي إلى:
– صفات مهنية: وتخصّ المعرفة الأكاديمية والمهارات المهنيّة.
– صفات شخصيّة: وتخصّ الصفات النفسيّة العقلية، والصفات الوجدانية والجسميّة .
أمّا فيما يخصّ المهارات التربوية، فتتعلّق بمهارات الاتّصال والتواصل والقدرة على إدارة الصفّ، إذ أكدّت الباحثة على قيمة لغة الجسد في تبليغ المعلومة، وقد دعت إلى ضرورة اكتساب الكفايات المهنية المصنّفة إلى معرفية/ وجدانية/ إنتاجية/ أدائية، مشيرة إلى ضرورة إضافة الجاني المدني إلى الكفايات بإدراج الكفايات المدنية التي تقوم في تقديرها على:
1- الحياد: بتحييد المؤسّسات التربوية والتعليميّة عن التجاذبات السياسيّة عملا بما نصّ عليه دستور تونس لسنة 2014.
2- قبول الآخر: بتثمين الرأي الآخر وتثمين وجهات النظر المختلفة، فالفضاءات التعليميّة يجب أن تكون قابلة للاختلاف.
3- فنّ مقاومة العنف: وأحالت في ذلك على نموذج مرسيدس الذي تحدّده أقطاب ثلاثة (السلوك/ الشعور/ التفكير) يجب التزامها ضرورة بمبدأ التكرار.
أرفقت المداخلة باستبيان عنف توجهت به الباحثة إلى التلميذ، إلى جانب إنجازها لسبر آراء حول نسب المشاركة بالدورات التكوينيّة ومدى نجاعة هذه الدورات اعتمدت فيه على عيّنة من 30 أستاذ 50 تلميذ.
ختمت المداخلة بمجموعة من التوصيات مفادها أنّ نجاح الكفاية يتعلّق بشخصية المربّي نفسه وباجتهاده وحرصه على التطوير الذاتي بدرجة أولى.
في تعقيب على ما ذكر، أحيلت الكلمة للدكتور بلقاسم بلغيث مدير الجمعية التونسيّة للجودة في التربية المشرفة على الملتقى، لتوضيح أنّ مصطلح “معلّم” يشمل جميع أصناف التعلّم ولا يقتصر على درجة تعليميّة بعينها، بالإضافة إلى شرح مصطلح “المهنيّة”؛ ماهيته؟ كيفيّاته؟ استعمالاته؟ حدوده؟ معتبرا أنّ المهنيّة هي اكتساب الفرد لكفايات تمكنّه من إنجاز الدور المنوط بعهدته بصفة جيّدة، وفي الجانب التربوي تتعلّق المهنيّة باكتساب المدرّس كفايات تمكنّه من أداء عمله، متسائلا عن قدرة المدرّس على الإحاطة الشاملة بالكفايات المهنيّة التي تمكنّه من التدريس، وعن صلة التلميذ بالمعرفة التي يقدّمها المدّرس؛ هل له رغبة حقيقيّة بالتعلّم؟ وصلة المدرّس بالتلميذ؛ هل من تواصل/ تعاون فعليّ؟ وعن صلة التلميذ/ المتعلّم بالمؤسّسة، إلى جانب التساؤل عن صورة الذات؛ كيف يرى التلميذ نفسه في القسم؟
وقد أكدّ الدكتور بلقاسم بلغيث على أنّ المدّرس يمثّل مرآة تعكس صورة التلميذ؛ إذا كانت ناصعة فذلك راجع بالضرورة إلى كفاءة المدّرس ومهنيته، إذ على المدّرس أن يكون متبصّرا/ واعيا بالمادّة التي يقدّمها حتى يؤسّس تلميذا متبصّرا قادرا على التمييز، فالرهان الفعليّ متوقف على وجود موارد بشريّة قادرة على تبليغ المعلومة بكفاءة,
وقد ألحقت الجلسة العملية بحلقة نقاش مطولة أثرت ما قدمه الباحثون في المحاضرات ثم تمّ قراءة التقارير العلمية التي واكبت الورشات العلمية وتم تقييم الندوة من قبل الحضور والمنظمين. وقد أعلن السيد مجير الجمعية عن فتح فروع من الجمعية في كل من سوسة والمنستير ونابل إلى جانب إمضاء اتفاقية شراكة مع الجمعية التونسية للثقافة الرقمية والبيداغوجية.
وفي ختام الملتقى قام السيد عز الدين بنطيب كاتب عام الجمعية بتكريم مركز ضياء للمؤتمرات والأبحاث منوها بمجهوداته في إنجاح الندوة والعمل على إشعاعا بتقدييم شهادة تقدير للسيد زكرياء السرتي المدير العام للمركز استلمتها الأستاذة نجاة ذويب ممثلة المركز بتونس. وقد تم الاتفاق مع المشرفين على الندوة على تحسين سبل التعاون لمزيد دعم البحث العلمي والرقي به.
تعليقات