دور التكوين أثناء الخدمة في تطوير أداء الأستاذ الجامعي المبتدئ
قئة المقال: | دراسات وأبحاث |
---|
دور التكوين أثناء الخدمة في تطوير أداء الأستاذ الجامعي المبتدئ دور التكوين أثناء الخدمة في تطوير أداء الأستاذ الجامعي المبتدئ
ملخص:
ترتبط مكانة الجامعة بمكانة أساتذتها، وقد صارت قوة الجامعات اليوم تقاس بارتفاع وانخفاض أداء أساتذتها وعلمائها، والتعليم الجامعي لا يمكن أن يقوم بدوره ويتطور إلا إذا وفرت الإمكانات لهذا الفاعل والذي يعتبر العنصر الفعال في العملية التعليمية الجامعية، وهو الوحيد القادر على تعويض أي نقص أو تقصير محتمل في الإمكانات الفنية والمادية للجامعة، وليس هناك بديل إلا بتحسين أداء الأستاذ الجامعي وتنمية وتطوير كفاياته التدريسية والمهنية أثناء القيام بعمله، وهو ما يعرف اصطلاحا بالتكوين أثناء الخدمة ، ومن المعلوم أن ذلك يبدأ منذ سنوات الأولى من الممارسة المهنية ،فهذه المرحلة(السنوات الأولى) تعرف على أنها مرحلة مهمة للأستاذ الجامعي المبتدئ، وهذا ما سنحاول مناقشته في هذه الورقة البحثية.
Summary:
Standing relates comprehensive in standing her professors, and already strength became comprehensive today her rise measures in and drop of performance of professors and knowledgeable her, and the college education does not be possible to his rotary straightens in and develops unless the abundant possibilities consequently the subject and who the effective element in the instructional operation academic considers, and he only God on compensation any nqS or possible shortening in the artistic possibilities and the materialism for comprehensive, and not there substitute to in educational improvement performance of the academic professor and development and development his of enough and occupational during the rising in his work, and he what convention in the forming during the service introduces, and blessing known that that first years of the occupational practice start since, so this stage (the first years) acquaintance on that she important stage for the academic professor the beginner, and raved what discussion in this paper will try his research.
أولا- المفاهيم المفتاحية للموضوع:
أ – الأستاذ الجامعي :
يمكن القول أن الأستاذ الجامعي هو العامل الذي يقوم بعملية التدريس في الجامعة على اختلاف تخصصاتهم ومؤهلاتهم العلمية.
ويعرف عبد الفتاح أحمد جلال الأساتذة الجامعيين على أنهم ” مجموعة الأشخاص الناقلين للمعرفة والمسؤولين على السير الحسن للعملية البيداغوجية بالجامعة والقائمين بوظائف و واجبات مختلفة مثل التدريس والتوجيه العلمي للطلاب وإجراء البحوث العلمية والإشراف عليه .”
كما يعرفه محمد حسنين بأنه ” محور الارتكاز في منظومة التعليم الجامعي بحثا وتعليما وخدمة للمجتمع ومشاركة في التطور الشامل، وهو العمود الفقري في تقد الجامعة وهو مفتاح كل إصلاح وأساس كل تطوير، وعلى كفاءته وإنتاجه يتوقف نجاح الجامعة. ”
وعليه فالأستاذ الجامعي هو عضو فعال في العملية التعليمية، حامل لشهادة معينة إما شهادة ماجستير أو دكتوراه، وإلى أدوار ومهام عدة داخل الجامعة وخارجها، ومن مهامه نقل المعارف والمعلومات للطلبة الجامعيين بمختلف مستوياتهم وتخصصاتهم، كما يؤدي في النهاية إلى نجاح التعليم الجامعي أو فشله وبالتالي إلى ازدهار أو انحطاط المجتمع في مختلف المجالات.
والأستاذ المبتدئ: كما يصفه perrenoud ،يكون بين هويتين،يتخلى عن وضعية طالب من اجل الاندماج في جلد المهني المسئول عن قراراته. الضغط النفسي,القلق,مخاوف مختلفة،فترات من الذعر تأخذ أهميتها ولكن تتلاشى مع التجربة والثقة بالنفس.مطلوب منه بذل مجهودات كبيرة ,الكثير من الوقت و التركيز من اجل حل المشكلات على خلاف الأستاذ المجرب. يحمل عبء معرفيا كبير ،محصور بجملة من المشكلات ،يجمع،يعيش في البداية قلق التشتت مقارنة بزميله المجرب.يحس في الغالب بأنه وحيد ،منفصل عن زملاء الدراسة ،مندمج بصورة ضعيفة ،ليس دائما مرحبا به من طرف الآخرين، انه بين (مقعدين)،ينتابه إحساس بعدم القدرة على التحكم وبصورة قوية في حركات المهنة.يقيس الفواصل بين ما يتخيله وبين ما يختبره،دون أن يعي أن هذه الأخيرة شيء عادي ولا يعني ذلك مساس بقدرته ولا ضعف في شخصيته” .
ويقصد به في هذه الدراسة، كل شخص يزاول مهنة التدريس في إحدى الجامعات الجزائرية، ويشغل إحدى الرتب العلمية التالية: أستاذ مساعد متربص، أستاذ مساعد صنف (ب)، أستاذ مساعد صنف(أ).
السنوات الأولى: يحددها Huberman و Blase وGreenfield ، في ثلاثة سنوات.حيث: أن اغلب الأساتذة المبتدئين يحلون المشكلات الكبرى في حدود ثلاثة إلى خمسة سنوات “.
يقصد بها في هذه الدراسة كمايلي:” من بداية التنصيب إلى غاية ثلاثة سنوات”
ب- الجامعة:
كلمة الجامعة( university ) مأخوذ من الكلمة اللاتينية( universitas ) والتي تعني الرابطة التي تضم عملا أو معرفة معينة ليصبح اللفظ فيما بعد يطلق على الاتحاد العلمي أو النقابة التي تشمل عددا من رجال العلم سواء كانوا أساتذة أو طلابا.
وتعددت تعاريف الجامعة حسب الدور والوظيفة والأهداف منها:
الجامعة هي ” مكان التحصيل الخلاق للمعرفة في مجالاتها النظرية والتطبيقية وتهيئة الظروف الموضوعية بتنمية حقيقية في الميادين الأخرى. ”
كما يعرفها رياض قاسم بأنها ” حرم العقل والضمير، حرم العقل لأنها تؤمن به، وبالحقيقة التي يشيدها، ولأنها لا توقف جهودها على تهذيبه وتنميته وبعث قدراته على الإنتاج والإبداع وأنها حرم الضمير لأنها تؤمن بأن المعرفة الإيجابية مهما عززت تظل ناقصة بل تنقلب فسادا ما لم تؤديها مناعة خلقية ”
ومنه فالجامعة هي الفضاء الجامع لمختلف التخصصات ويتم عن طريقها الحصول على الشهادات، وهي المكان الذي يقوم بوظيفة التدريس وإعداد البحث العلمي ونشر الثقافة والمعرفة، وتكوين الإطارات اللازمة للتنمية وخدمة المجتمع.
ج- التكوين أثناء الخدمة:
إن التكوين أثناء الخدمة أو أثناء ممارسة نشاط مهني ما ، يعد أحد أشكال التكوين المواكبة لممارسة العمل، والذي يقصد به :” إلحاق الموظف بدورة تسمى دورة تكوينية بهدف تحديث معلوماته وتنمية قدراته الشخصية ” ، حيث أن هذه الدورة التكوينية يمكن أن تتم داخل المؤسسة نفسها التي ينتمي إليها الموظف
والتكوين كذلك هو: ” مجموعة الأفعال التي تسمح لأعضاء المنظمة أن يكونوا في حالة من الاستعداد والتأهب بشكل دائم ومتقدم من اجل وظائفهم الحالية والمستقبلية في إطار منظمتهم و بيئتها”.
وهو: “عملية تعلم تتضمن اكتساب مهارات ومفاهيم وقواعد أو اتجاهات لزيادة وتحسين أداء الفرد” .
ويعتبر أيضا:” نشاط متعمد تمارسه المنظمة بهدف تحسين أداء الفرد في الوظيفة التي يشغلها ” .
بناءا على ماسبق يمكن تقديم تعريف إجرائي للتكوين أثناء الخدمة بأنه:” عملية إلحاق الأساتذة الجامعيين بدورة
تكوينية داخل المؤسسة أو خارجها بغرض زيادة معارفهم ومعلوماتهم يترتب عنها تحسين قدراتهم ومهاراتهم وتغيير اتجاهاتهم وسلوكهم من أجل الارتقاء بأدائهم بغية تحقيق أهدافهم وأهداف مؤسستهم. ويتميز التكوين أثناء الخدمة بعدم انقطاع وتخلي الأستاذ عن أداء عمله “.
د- الأداء الوظيفي:
إن موضوع الأداء هو من بين الموضوعات التي شغلت بال المفكرين والكتاب الاجتماعيين بحيث تعددت تعاريفه من باحث لآخر ومن نظرية لأخرى ومن تخصص لآخر، أي كل حسب تصوراته وكيفية التحكم فيه خاصة عند المتخصصين في التربية والمؤسسات التعليمية. ويرى تايلور أن الأداء ” هو زيادة إنتاج العامل من خلال الدراسة العلمية للحركة والزمن. ”
كما يعرف الأداء على أنه ” ما يصدر عن الفرد من سلوك لفظي أو مهاري، وهو يستند إلى خلفية معرفية و وجدانية معينة، وهذا الأداء يكون عادة على مستوى معين يظهر منه قدرته أو عدم قدرته على أداء عمل ما. ”
ويشار أيضا للأداء على أنه ” تعبير عن المستوى الذي يحققه الفرد العامل عمد قيامه بعمله من حيث كمية وجودة العمل المقدم من طرفه والأداء هو الجهد الذي يبذله كل من يعمل بالمؤسسة من منظمين مديرين قادة رؤساء مهندسين …إلخ ”
أما الأداء الوظيفي فيمكن القول على أنه ذلك الالتزام من طرف الأستاذ بمتطلبات وظيفته التي أُسندت إليه مهامها مثل ساعات العمل، التدريس، توجيه الطلاب علميا وخلقيا، الإشراف على بحوث الطلبة ونشاطاتهم العلمية، القيام بواجبه العلمي في ميادين البحث والتوجيه الإداري وكذا الالتزام بأنظمة الجامعة ولوائحها.
ويشير الكثير من الباحثين أن الأداء الوظيفي عند الأستاذ الجامعي ينقسم إلى عدة عناصر منها:
أ – المعرفة بمتطلبات الوظيفة: وتشمل المعارف والمهارات الفنية والخلقية العامة عن الوظيفة والمجالات المرتبطة بها، ومن بين أهم هذه المتطلبات:
– أن يحول سلبيات طلابه إلى إيجابيات، ويجعل الخطأ طريق الصواب.
– إتقان محتوى المواد العلمية ذات العلاقة بتخصصه.
– احترام الطلاب وتوجيههم وإرشادهم أكاديميا.
– الاستمرار في ممارسة البحث العلمي وتأليف الكتب ونشر المقالات العلمية.
ب- كمية العمل المنجز: أي مقدار العمل الذي يستطيع الموظف إنجازه في الظروف العادية ومقدار سرعة هذا الإنجاز، بحيث أصبح مقدار العمل الذي يؤديه الأستاذ في نظام ل.م.د أكبر بكثير مما كان عليه في النظام الكلاسيكي.
ج- المثابرة والوثوق: وتشمل الجدية والتفاني في العمل والقدرة على تحمل مسؤولية العمل وإنجازه في الوقت المحدد، ومدى حاجة الموظف والتوجيه من قبل المشرفين وتقييم نتائج عمله.
وعليه فالأداء الوظيفي هو مجموعة من العوامل المتداخلة والتي يجب التركيز على جميع عناصرها بدءا بالأستاذ الجامعي و وصولا إلى الوظائف المنوطة إليه.
ثانيا- الأستاذ الجامعي المهام و الوظائف :
إن الحديث عن وظائف هيئة التدريس الجامعي مرتبط بالحديث عن وظائف الجامعة المبنية على فلسفتين رئيسيتين تركزان على الجانب المعرفي على اعتبار أن الوظيفة الأساسية للجامعة هي علمية معرفية، والجانب الاجتماعي حيث أن وظيفة الجامعة هي وظيفة اجتماعية سياسية وهي المكان الذي يدرس أوضاع المجتمع ومشكلاته ويعمل على إيجاد الحلول لها.
وبالرغم من صعوبة حصر الوظائف الأساسية للأستاذ الجامعي، إلا أنه يمكن اشتقاقها من وظائف الجامعة المتمثلة في إعداد الإطارات والكوادر، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع وتنميته. كل هذا يعرف عند الأستاذ بالوظيفة الأكاديمية إضافة إلى الوظيفة الإدارية التي تتمثل في الإدارة الأكاديمية، هذه الأنشطة والوظائف تتكامل فيما بينها لتبين مدى فاعلية هذا العضو في العملية التدريسية.
وإجمالا لما تم ذكره والإشارة إليه فإن وظائف عضو هيئة التدريس الجامعي تتمثل في:
أ. الاداء التدريسي في الجامعة : يعتبر ” الأداء التدريسي الذي يقوم به الأستاذ من أهم المدخلات في تحقيق الأهداف التربوية كما يعتبر المؤثر الأقوى في إحداث تغييرات مطلوبة لدى الطلبة الجامعيين.”
وعملية التدريس الحديثة هي عملية تقديم المعارف باستخدام تقنيات جديدة مساعدة على القيام بالأنشطة التعليمية وفق أسس علمية ومعالجة نظرية وتطبيقية.
كما تشمل هذه العملية ” الخطة التدريسية خلال العام متضمنة المقررات الدراسية، وكذلك الأنشطة التي عليه القيام بها لتحسين طرق وكفاءة التدريس وفاعليته أو لتحديث استخدام التقنيات والوسائل التعليمية، والتدريس هو عملية نقل معارف واتجاهات في إطار أكاديمي حيث يتم نقل المعارف وإكساب المهارات بأسلوب يمكن الطالب من الاستخدام والتطبيق، ويركز على مدى إدراك الطالب للمادة العلمية ومدى القدرة على التطبيق. ”
ومن هناك يجب أن يتوفر في الأستاذ الجامعي سمات يستطيع من خلالها ” تحديد مخرجات التعلم والتعليم، وتحديد واستخدام الطرائق المتبعة في التدريس وتجديد طرائق وأساليب التقييم المتبعة، وربط مخرجات المقرر مع مخرجات البرنامج وتوظيف تقنيات المعلومات والاتصال في التعليم والتدريب والتقويم ومساعدة الطلبة على اكتساب مهارات أساسية تؤهله للتواصل والتعامل مع الغير، والعمل ضمن فريق والاعتماد على النفس والثقة بها والانضباط والأمانة. ”
وتتضمن أيضا عملية التدريس ” التخطيط لإعداد الدروس وإلقائها أو ما بعد التدرج، وتأليف الكتب في التخصص الذي يدرسه الأستاذ وتطوير المناهج التدريسية في التخصص والعمل في اللجان البيداغوجية وإتقان اللغة التي يدرس بها” .
وعليه فلابد على الجامعة أن توفر كل الشروط والإمكانات البيداغوجية والتعليمية اللازمة للعاملين بمهنة التدريس.
ب.الأداء البحثي للأستاذ الجامعي : إن البحث العلمي هو الوظيفة التي تميز المؤسسة الجامعية عن باقي المؤسسات التعليمية الأخرى، وقد أصبح ضرورة ملحة لأي مجتمع حديث، يستخدمه للتحليل والدراسة وحل المشكلات ومعالجة كل القضايا الموجودة فيه، والتعليم الجامعي من دون تزاوج مع البحث العلمي، يعتبر هذا التعليم مبتور وناقص.
ويمثل البحث العلمي الركيزة الأساسية من ركائز تقويم نشاطات عضو هيئة التدريس، فانصرافه للتدريس وإهمال البحث العلمي، سيؤدي ذلك لا محالة إلى ضعف في العملية التدريسية والنزعة الإبداعية لدى الأستاذ.
وعموما فإن وظيفة البحث العلمي التي يقوم بها الأستاذ الجامعي تتجلى فيما يلي:
– التدريب على البحث العلمي وأساليبه ويتحقق أثناء إعداد درجتي الماجستير والدكتوراه.
– التأليف في مناهج البحث وتقنياته.
– الاستمرار في ممارسة البحث العلمي والنشر العلمي في ميدان تخصصه.
– قراءة وتطبيق موضوعات البحث العلمي للطلبة وإعطائهم توجيهات وإرشادات في البحث.
– حضور الملتقيات العلمية والمؤتمرات والندوات الوطنية والدولية التي تنظم في ميدان تخصصه والمشاركة فيها، لأن حضور مثل هذه الملتقيات والمؤتمرات يخلق نوعا من النقاش العلمي البّناء والذي يساعد على التعرف على أفكار الباحثين ومن ثمة رفع مستوى الأستاذ.
ومن هنا تتضح أهمية ” دور عضو هيئة التدريس في مجال البحث العلمي والإنتاج الفكري فهذه المهمة تقع على عاتقه بصفته الشخص الذي يمتلك المؤهلات العلمية والمهارات الفنية والقدرة البحثية على الإنتاج العلمي.”
وفي مجال البحث العلمي يتم تقويم عضو هيئة التدريس الجامعي من حين النشاط البحثي المستمر والإنتاج البحثي، لذا لابد لهذا العضو من امتلاك القدرة على عمل أبحاث علمية تطبيقية لخدمة الجامعة والمجتمع، واستخدام كل الوسائل التكنولوجية والتقنية المساعدة على الإبداع والتطوير والبحث.
ج. اداء الأستاذ الجامعي في خدمة المجتمع وتنميته: يساهم عضو هيئة التدريس الجامعي في خدمة مجتمعه سواء كان تكليفا أو تطوعا في مجال تخصصه وحسب إمكاناته وخبراته وذلك من خلال المساعدة على حل المشكلات الاجتماعية التي يتعرض لها المجتمع سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية…إلخ، وعلاج كل الأمراض والآفات المنتشرة في المجتمع.
ولا يمكن لأستاذ الجامعة أن يحقق ذاته ويثبت وجوده، ما لم يكن ملتزما بقضايا مجتمعه ومتطلبات نموه وازدهاره، يعيش مشاكله ويجد الحلول المناسبة لها، بتقديم الاستشارات للجهات الحكومية والخاصة ونشر المعرفة عن طريق المحاضرات والندوات العامة، وإجراء البحوث لصالح مؤسسات مجتمعية، وتوجيه انتقادات للمجتمع والجامعة.
عموما فإن وظيفة الأستاذ في خدمة المجتمع وتنميته يتم من جانبين:
1) داخل الجامعة: وتتضمن المشاركة في الأنشطة الطلابية الغير دراسية، كالمشاركة في الأنشطة الطلابية الثقافية والفنية والرياضية، وإلقاء المحاضرات في موضوعات علمية متنوعة في مجال التخصص.
2) خارج الجامعة: وتتضمن ما يلي:
– القيام بالبحوث التي تعالج المشكلات الاجتماعية والمساهمة في حلها.
– تقديم الخبرة والمشورة إلى المؤسسات والجمعيات ذات النفع العام.
– تأليف الكتب في ميدان التخصص وتكون موجهة للمثقف بصفة عامة.
– المشاركة في الندوات العلمية التي تنظم في قطاعات غير جامعية بتقديم أعمال عليمة فيها.
د. الإدارة الأكاديمية: يمارس الأستاذ الجامعي بعض الأعمال الإدارية أو ما يعرف بالقيادة الإدارية من اجل تسيير الجامعة على اختلاف هياكلها، وكل هذه الممارسات محددة في القوانين المعمول بها في تسيير الجامعة، على اعتبار أن هذا الأستاذ هو جزء من نظام إداري جامعي.
وتختلف اختصاصات ومسؤوليات أساتذة الجامعة في المجال الإداري، تبعا لاختلاف المناصب الإدارية التي يعتليها هؤلاء الأساتذة، كما تتمثل ” ممارسات في العملية الإدارية في التخطيط والتنظيم والرقابة والإشراف والاتصال والتواصل بطريقة سليمة تراعي الحداثة في الأسلوب القيادي كالديمقراطية، واستخدام نماذج حديثة في القيادة كالإدارة بالأهداف والإدارة بالنتائج، وغيرها من الأساليب التي ثبت نجاحها محليا وعالميا وما يترتب عنها من إقامة علاقات إنسانية مثل احترام وتقدير شعور الطلبة، والتشجيع على حرية الرأي والتعاون وإقامة علاقات حسنة مع الطلاب والعاملين، الاهتمام بمشاكل الطلبة وأحوالهم، والمرونة وعدم الحدة في المعاملة، إشاعة جو من الثقة والاحترام بين الطلاب، كسب ثقة الإدارة العليا والإداريين والزملاء والعمال. ”
ومنه فالمناصب الإدارية كثيرا ما تشغل الأستاذ عن الواجب الأكاديمي الذي يعتبر الوظيفة الأهم والأساسية لعمله في الجامعة.
وإجمالا لما تم ذكره فإن الأستاذ الجامعي مطالب اليوم بعدة أدوار و وظائف يمكن تلخيصها فيما يلي:
– تشكيل تفكير الطلاب وتقويدهم التفكير العلمي السليم.
– توجيه وإرشاد الطلاب علميا ونفسيا واجتماعيا فكرا وسلوكا.
– تنفيذ السياسة التربوية من خلال تنفيذ البرامج وتنظيم النشاطات الصفية ودراسة الأهداف التعليمية.
– تجسيد قيم وثقافة المجتمع وتأدية الأنماط السلوكية المرغوب فيها.
– توطيد العلاقة بين الجامعة والبيئة المحلية والمؤسسات المجتمعية الأخرى.
– القيام بدور إيجابي وفعال في جميع القطاعات من خلال توظيف معارفه وكفاءته.
– المساهمة في إحداث التغير والتطور الاجتماعي من خلال القيادة الفعالة والرائدة لأفراد المجتمع في جميع المجالات خاصة المجال السياسي.
مما سبق يتبين أن لعضو هيئة التدريس جملة من الوظائف والمهام تتكامل وتتباين فيما بينها، تسهم بشكل مباشر في رقي وتقدم المجتمع.
• واجبات الأستاذ الجامعي:
تختلف الوظائف عن الواجبات، فالواجبات أكثر خصوصية من الوظائف وهي أكثر إلزامية وإجبارية منها، والأستاذ الجامعي بواجباته والابتعاد عن كل ما يسيء لسمعة الجامعة من تبديد للأموال واستغلال اسمها لأغراض شخصية والعمل خارجها يكون إلا بموافقة الجامعة.
ويمكن إجمال الواجبات المنوطة لعضو هيئة التدريس بوجه عام في ما يلي:
– التدريس ضمن الحجم السنوي المرجعي المحدد في المادة 06 من القانون الأساسي الخاص بالأستاذ الجامعي الباحث.
– التدريس الإضافي فوق النصاب القانوني إذا دعت الضرورة.
– إعداد الامتحانات الخاصة بمادته وتصحيحها والمشاركة في مداولات الامتحانات.
– المشاركة مع زملائه في إعداد الخطط الدراسية والمشاريع الدراسية.
– ” الإشراف على الجانب العملي من إعطاء تدريس نوعي والمشاركة في إعداد المعرفة وضمان نقلها والقيام بنشاطات البحث التكويني.
– القيام بالبحوث والدراسات والمشاركة في البحوث الجماعية والندوات العلمية في مجال تخصصه.
– الإشراف على البحوث والرسائل الجامعية والمرافقة البيداغوجية للطلبة.
– “مساعدة الطلاب وإرشادهم في أداء واجباتهم الشخصية واكتساب تقنيات التقييم والتكوين الذاتيين.”
– المشاركة في الجلسات التنسيقية واللجان البيداغوجية والجمعيات المختلفة في الجامعات.
– القيام بالكتابات الإبداعية والاتصال بكل جديد في مجال تخصصه.
• السمات والخصائص الواجب توفرها في الأستاذ الجامعي:
إن الأستاذ الجامعي لابد أن يتملك مهارات وسمات لمعايشة التجديد والتطور ليطور نفسه ويسهم في تطوير مهنته ومجتمعه، ومن المتفق عليه أن مكانة الجامعة من نظيراتها تسمو بسمو مكانة أساتذتها العلمية والمهنية، وقد أشارت الكثير من الدراسات التربوية إلى وجود علاقة إيجابية بين امتلاك الأستاذ لعدد من الخصائص والصفات ومدى فاعليته التعليمية، ويمكن تلخيص هذه الخصائص في جوانب هي:
أ. الجانب العقلي المعرفي: فالهدف الأسمى للتعليم هو زيادة الفاعلية العقلية للطلبة ورفع مستوى كفاياتهم الاجتماعية، فالأستاذ (المعلم) يجب أن يكون لديه قدرة عقلية تمكن من معاونة طلبته على النمو العقلي، والسبيل إلى ذلك هو أن يتمتع المعلم بغزارة المادة العلمية، أي أن يعرف ما يعلمه أتم المعرفة، وأن يكون متمكنا من مادته التدريسية، وأن يكون شديد الرغبة في توسيع معارفه وتجديدها، مرن التفكير يداوم على الدراسة والبحث في فروع المعرفة التي يقوم بتدريسها وملما بالطرق الحديثة في التربية.
ب. الرغبة الطبيعية في التعليم: فالأستاذ الذي تتوافر لديه هذه الرغبة على طلابه بموضوعية وبحب ودافعية، كما سوف ينهمك في التعليم فكرا وسلوكا وشعورا، ويشجعه على تكريس جل جهده للتعليم والمهنة التي اختارها عن رغبة ذاتية.
ج. الجانب النفسي والاجتماعي: أن المعلم الكفء هو الذي يتمتع بمجموعة من السمات الانفعالية والاجتماعية، ومن أبرزها أن يكون متزنا في انفعالاته وأحاسيسه، ذو شخصية بارزة، محب لمهنته وطلبته، واثقا بنفسه، يتصف بمهارات اجتماعية تساعده على التفاعل الاجتماعي الإيجابي مع أعضاء محيطه ومحافظا على علاقات اجتماعية فعالة، يتحلى بالصبر ويتميز بالموضوعية والعدل في الحكم ومعاملة الطلبة…إلخ.
د. الجانب التكويني والجسمي: إن مهنة التعليم مهنة شاقة تقتض جهد كبير، فالصحة المناسبة والجسمية تمثل شروطا هامة لتحقيق نجاح العملية التعليمية، فالأستاذ يجب لأن يكون واضح الصوت حتى يوفر الانتباه لطلبته ويحافظ على مظهره الخارجي حتى يستأثر باحترام وتقليد الطلبة له.
وقد أوضح فلية في كتابه ( أستاذ الجامعة ) بعض الصفات والخصائص التي يجب أن يتحلى بها عضو هيئة التدريس الجامعي وهي على النحو التالي: 5
– حب العمل وتقديس الحرية والزمالة من أقوى الروابط التي تجمع أساتذة الجامعات.
– الاهتمام بالحرم الجامعي وبيئة العمل من حيث الزمالة والتعامل مع الشباب الواعي.
– الشعور بالمشاركة في نمو وتطور الكفاءات الجديدة في المجتمع من خلال تقدير الزملاء للأعمال.
– التمتع بقدرة كبيرة على تقييم الأطر التدريسية والتقنية وتطورها وفقا لإستراتيجية الجامعة والدولة ويستعمل كافة الوسائل في ذلك.
– التمتع بالمهارة في مجال التخصص والقدرة على استعمال التكنولوجيا الحديثة.
– امتلاك قاعدة عريضة من العلوم الأساسية المتعلقة بالتخصص والقدرة على التفاعل مع المجتمع.
– امتلاك القدرة على إجراء البحوث التطبيقية التي تواكب التغير السريع في التكنولوجيا.
وعليه فإن الأستاذ هو بمثابة القدوة والمثال للطالب وهو المشرف على تلقينه المعرفة والعلم اللازم وهو المتصف بسمات وخصائص تساعد على جودة العملية التعليمية ومن ثمة تحقيق الجودة في التعليم الجامعي بمسايرة كل ما هو جديد ومستحدث في تكنولوجيا التعليم.
• حاجات الأستاذ المبتدئ:
فالبدايات في المهنة تكشف،عن خاصية خاصة ومعقدة بالنسبة للأستاذ المبتدئ، حيث يجد نفسه يتموضع داخل تناقضات،من جهة يعتبر نفسه كفء ومن جهة أخرى مدى تعقد مهنة التعليم هذا يجعله يفكر بان عليه أن يعمل أكثر لتحسين مستواه ..وهذا ما يقودنا إلى الحديث عن الحاجات الأستاذ الجامعي. في السنة الأولى من عمله، يعتمد على مصادره الخاصة(survivre) للبقاء في مواصلة المهنة، كل يوم في تدريس، يجد نفسه أمام صعوبات مهنية مختلفة، مما تجعله يعي أن له نقائص في تكوينه و يحتاج إلى تحسينها.
وحدد Gold العديد من الحاجات المرتبطة ببداية مسيرة الأستاذ المبتدئ،جمعهم ضمن ثلاث محاور كبيرة (الحاجة إلى نمو الفزيولوجي الجسدي و الانفعالي والحاجات مرتبطة بالنمو السيكو اجتماعي و أخيرا الحاجات المرتبطة بالنمو الشخصي و الفكري.
وقد أضاف nemser و ferman حاجات أخرى للأستاذ المبتدئ منها:
الحاجة إلى امتلاك المعارف فيما يخص المناهج و الأنساق المؤسساتية •
التكيف مع خصوصيات الطلبة •
تسير و التحكم في الفصل •
تنمية الممارسة المهنية •
تحسين صورته كأستاذ •
أما morency و gervai،من جانبهما فيؤكدان على الحاجات التالية: الحاجة إلى المساندة و التدعيم،الحاجة إلى التفريغ ،الحديث عن الصعوبات،و أخيرا الحاجة على الاعتراف به.
وحسب gold بمحاولة تعلمنا و إدراكنا لهذه الحاجات الانفعالية بذلك المبتدئ يساهم في زيادة الثقة بنفسه التي هي la gageللصحة الجسدية و الانفعالية،وأيضا يبني مهاراته في تسير الوضعيات التي تثير إشكالات و التي،من الممكن أن يعيشها أثناء مسيرته المهنية، حيث يتوقف النجاح على مدى تنميته للكفاءات الشخصية و السيكولوجية .
ثالثا- التكوين أثناء الخدمة :
إن التعليم عملية متشابكة و متداخلة تؤثر فيها عناصر كثيرة ،لذ ا يتطلب الإعداد المسبق لاكتساب الخبرات اللازمة للنجاح فيها. ، فتوسع الكبير في حجم المعلومات و ما يحدث من ثورة هائلة في المعلومات و الاتصالات،وما يتبع ذلك من ظهور أجهزة و مواد تعليمية و عناصر جديدة لتوصيل الماد ة الدراسية وأساليب التعلم، كل هذا يفرض ضرورة إعداد المعلم و تأهيله و تدريبه، فمهنة التدريس أصبحت مهنة كسائر المهن الأخرى يحتاج القائم بها أو الذي يريد القيام بها إلى إعداد و تدريب وتكوين لاكتساب المهارات المختلفة التي يتطلبها النجاح في تأديتها،والعمل بالتالي على رفع مستوى التعليم تكوينا وبحثا.
1. أهمية التكوين أثناء الخدمة:
يحتل التكوين أثناء الخدمة مكانة مهمة وكبيرة في وقتنا الحاضر، فهو أحد الركائز الأساسية لنجاح العملية
الإدارية، لأنه يمكن المؤسسة من استثمار القوى البشرية، ويزود تكوين الموظفين أثناء الخدمة بالمعارف
و المعلومات و يكسبهم المهارات، مما يؤدي إلى التغيير الإيجابي في سلوكهم و تطوير أدائهم، وهذا
يؤدي بل شك إلى الإسهام في تغيير توجهاتهم نحو المؤسسة والمستفيدين من خدماتها.
وفي هذا الإطار نورد المقولة المعروفة للأستاذ/ M.crouzierبأن الاستثمار في الموارد البشرية أكثر صعوبة من الاستثمارات الأخرى، لكن في حالة النجاح فإنه الأكثر مردودية.
ويبين هذا بأن تكوين الموظفين أثنا الخدمة يعتبر استثمارا ذو أهمية بالغة يمكن أن تعود بالفائدة على جميع الأطراف الذين لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالمؤسسة.
كما تبرز أهمية التكوين أثناء الخدمة باعتباره أهم السبل للنمو المهني والحصول على المزيد من الخبرات الثقافية والسلوكية وكل ما من شأنه رفع مستوى الأداء الموظفين في المؤسسة الجامعية ومن ثم المساهمة الفعالة في تحسين نوعية الخدمات المقدمة لكل الأطراف التي علاقة مباشرة بهذه المؤسسة.
وهناك مجموعة من الأسباب التي تجعل التكوين أثناء الخدمة للموظفين ضرورة ملحة ولازمة أهمها مايلي:
– تحقيق الاستقرار الوظيفي في المؤسسة و إكسابها صفة الثبات وحسن السمعة في المجتمع، فالموظف المتكون يقوم بإنجاز عمله على أكمل وجه ممكن، مما يؤدي إلى رضا الإدارة و بالتالي مكافأته وتحفيزه
بالطرق المناسبة والممكنة، و هكذا يتم تحفيز الموظفين وتعزيز رضاهم عن المؤسسة وشعورهم بأنهم جزء منها فيقل احتمال ترك العمل والانتقال إلى مؤسسة أخرى، كما أنهم يقومون بالدفاع عن مؤسستهم في المجتمع.
– التكوين يحسن أداء الفرد، وينعكس ذلك في زيادة نوعية الخدمات المقدمة بأقل جهد، وفي أقصر وقت.
– عن طريق التكوين يمكن مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة.
– يقلل التكوين الحاجة إلى الإشراف، فالموظف المتكون الذي يعي ما يتطلبه عمله يستطيع إنجاز ذلك
العمل، دون الحاجة إلى توجيه أو مراقبة مستمرة من رؤسائه.
– يحسن التكوين خدمات المؤسسة وطريقة تقديمها، مما ينعكس إيجابا على العلاقات بين المؤسسة
وعملائها.
– يساهم التكوين في خلق الاتجاهات الإيجابية لدى الموظفين نحو العمل والمؤسسة.
– يساهم التكوين في أداء الموظفين للعمل بكفاءة وفعالية.
– يؤدي التكوين إلى توضيح السياسات العامة للمؤسسة.
– يساعد التكوين أثناء الخدمة الموظفين على تجديد المعلومات و تحديثها، بما يتوافق مع المتغيرات
المختلفة في البيئة.
كما يمكن توضيح أكثر أهمية التكوين أثناء الخدمة بالنسبة للأفراد والمؤسسة والمجتمع.
أ- أهمية التكوين أثناء الخدمة بالنسبة للأستاذ المبتدئ:
– توسيع وزيادة فرص الترقية الوظيفية، وما يترتب عليها من مكتسبات مادية ومعنوية.
– رفع الروح المعنوية والرضا عن الأداء وتحسين العلاقات الإنسانية.
– تقليل الأخطاء والانحرافات واحتمالات التعرض للعقوبات التأديبية.
– تحديث المعلومات وإثراء المعارف ذات العلاقة بالوظائف الحالية والمستقبلية.
– زيادة الفهم للقوانين والنظم واللوائح المنظمة للعمل والعلاقات.
– إثراء الخبرات والتجارب وتبادلها والتعرف على المستجدات الفكرية والعملية ذات العلاقة بمجال العمل.
– التخفيض من الصراعات والنزاعات والضغوط النفسية الناجمة عن نقص الكفاءة.
– مساعدة الأفراد في تحسين قراراتهم، وحل مشاكلهم في العمل.
– غرس القيم الإيجابية وأخلاقيات الوظيفة العامة واجتناب العادات السلبية.
– تعميق الحس المهني والوظيفي للموظفين عن طريق التكوين والوقاية من الانحراف والفساد و استغلال
الوظيفة لمصالح خاصة.
– المساعدة على تطوير مهارات الاتصال بين الأفراد.
– تطوير الدافعية (التحفيز) للأداء.
– التقليل من الأخطاء المهنية في المؤسسة.
ب- أهمية التكوين أثناء الخدمة بالنسبة للمؤسسة الجامعية :
– إذا كانت الفوائد السابق ذكرها تتحقق لمتكونين أنفسهم، فإنها في نفس الوقت وبصورة غير مباشرة ستصب في مصلحة المؤسسة، أما الأهمية المباشرة فتتمثل في:
– معالجة القصور والخلل في الأداء الكلي أو في المخرجات النهائية للمؤسسة.
– تقليل معدلات الدوران والتسرب وترك العمل بسبب عدم التكيف والتأقلم.
– تحسين السمعة وتوثيق العلاقات مع المتعاملين من الجمهور.
– إشاعة ثقافة الحوار والتفاهم والمصارحة مما يحسن المناخ الوظيفي ويرفع الأداء التنظيمي.
– الحفاظ على المعدات والأجهزة وحسن أدائها والتعامل معها ، وتقليل العطل والإتلاف.
– المساعدة في ربط أهداف الموظفين بأهداف المؤسسة.
– المساعدة في انفتاح المؤسسة على العالم الخارجي.
– توضيح السياسات العامة للمؤسسة.
– المساعدة في فعاليات الاتصالات والاستشارات الداخلية.
أهداف و فوائد التكوين أثناء الخدمة
– رفع مستوى أداء الفرد عن طريق إكسابه المهارات اللازمة لاستخدامها في ميدان العمل.
– تحقيق أهداف وغايات خاصة بالمتكون نفسه فيما يتعلق بترقية أو زيادة أجره، أو لشغله مناصب أعلى،
وبهذا يكون التكوين أثناء الخدمة أحد الحوافز المهمة للفرد، والتي تحرك دوافعه لبذل المزيد في الأداء.
– يعتبر التكوين وسيلة فعالة لمواجهة التحديات الخارجية للفرد والمؤسسة.
– تنمية الاتجاهات السليمة للفرد نحو تقديره لقيمة عمله، وأهميته، والآثار النفسية والاجتماعية المتصلة به والمترتبة عليه، وكذلك إحداث تغيير في سلوكه أو تصرفاته مع غيره ومع الجماعة والمؤسسة بصفة عامة.
– معالجة مشاكل العمل الحالية والمستقبلية.
– إعداد موظفين يتم اختيارهم لتولي المناصب الإدارية العليا في المؤسسة.
– سد الفجوة في القصور بين ما يؤديه الموظف فعليا وما يجب أن يؤديه.
– مواجهة التغيرات التي تحدث في النظم الاقتصادية والاجتماعية، ومواكبة التطور العلميوالتكنولوجي.
– تحسين نوعية الخدمات.
– تقليص المشاكل وتخفيف الحوادث.
– التخفيف من الحاجة إلى الإشراف المباشر.
– زيادة الاستقرار والمرونة القدرة على التكيف.
– إكساب الأفراد الثقة بالنفس والخبرة.
– توفير موارد بشرية من داخل المؤسسة قادرة على تحمل مسؤوليات أكبر، والعمل في مواقع وأدوار
وظيفية متعددة.
– المساهمة في الاحتفاظ بالكفاءات البشرية لأطول فترة ممكنة.
– رفع معنويات الأفراد.
– المساهمة في معالجة مشاكل العمل في المؤسسة مثل حالات التغيب، أو دوران العمل، أو كثرة الشكاوي و التظلمات.
– تحقيق المرونة والاستقرار في المؤسسة.
– يهدف التكوين إلى رفع الروح المعنوية للعناصر البشرية، وهذا من خلال شعورهم بتقدير أهميتهم من طرف إدارة مؤسساتهم عندما يكونون محور البرامج التكوينية، مما يدفعهم إلى العمل بكامل قدراتهم.
– يهدف التكوين إلى تأقلم العمال أو الموظفين مع المستجدات الحاصلة في البيئة الخارجية للمؤسسة والمتعلقة بالمهام و الوظائف المنوطة بهم.
2. واقع تكوين الأستاذ الجامعي الجزائري:
بما أن الأستاذ الجامعي هو الفاعل في العملية ككل فإن تسليط الضوء على وضعيته من الأهمية بمكان، عسى ذلك يساهم في ترقية مكانة هذا الأخير ويضعها أمام مواطن الخلل في تكوين هذا الأخير من أجل تلافيها وتجاوزها ، ونوجزها في النقاط التالية :
– النشاطات المقامة من أجل التكوين في الجامعات الجزائرية عبارة عن تجارب ذاتية، غالبا ما تخلق تفاوت
بين التكوين النظري في الدراسات ما بعد التدرج والاكتساب الفعلي للبيداغوجيا من أجل التدريس .
– في الواقع لا يتم إعداد الأستاذ الجامعي في الجزائر لمهنة التدريس تربويا ومهنيا، والذي يحدث هو أنه أثناء
التحاق الطالب ببرنامج الماجستير، يتلقى في شقه النظري دروسا ضمن مقياس يسمى علم النفس البيداغوجي، يتسم بعدم الوضوح في موضوعه و أهدافه كذلك يكون محتوى هذه المادة نظري فمثلا حول طرق التدريس أو أساليب التقويم أو سيكولوجية المتعلم…إلخ ، و لا يكون شق ميداني و عملي لهذا المحتوى النظري، فلا وجود لدورات أو ورش حول هذا الموضوع كذلك التنظيم المعمول به حاليا في الجامعة الجزائرية لا يلزم الأستاذ على تلقي تكوين في أساسيات التدريس قبل التحاقه بالمهنة.
– هناك وضع خاص بالنسبة لإعداد الأستاذ الجامعي في الجزائر لمهمة البحث العلمي، حيث هناك ضعف
واضح في هذا الإعداد، حيث نجد أن معظم حاملي درجة الدكتوراه ، ليسوا مؤهلين لذلك لأنهم لم يمارسوا
البحث إلا أثناء إنجازهم لرسائلهم في الماجستير والدكتوراه.
– إعداد الأستاذ الجامعي كمساهم في تنمية المجتمع لا وجود لها أصلا في اهتمامات الجامعة الجزائرية، حتى
على مستوى إدارة الجامعات و الكليات، فالأستاذ ليس مهيأ و لا يوجد في ذهنه أنه يمكن أن يقدم خدمة
علمية للمجتمع من خلال مؤسساته ويساهم في حل مشكلاته، مما نتج عنه فصل تام بين الجامعة كمؤسسة
عمومية تمارس البحث العلمي والمجتمع بمؤسساته التعليمية و الاقتصادية و الإدارية و الثقافية التي هي في
حاجة إلى تدخل الجامعة بباحثيها وعلمائها لتساهم في حل المشكلات التي تتعرض لها هذه المؤسسات.
– غياب مناخ بحثي بيداغوجي يدفع الأستاذ إلى القيام بالنقد الذاتي و التغذية الراجعة الموضوعية و الإيجابية
لطرق التدريس التي يعتمدها، وهي مشكلات سلبية تؤثر سلبا على مرد ودية الأستاذ.
أما فيما يخص مجال التقويم فنجد فيه عدة مشاكل:
– غياب أدوات التقويم الموضوعية و الأساليب الكفيلة بالتقويم الدقيق لأعضاء هيئة التدريس.
– إحساس بعض الأساتذة بأنهم فوق التقييم و ذلك بدعوى أنه لا يوجد من يرقى لمستواه لتقويمه.
– عدم جدية التقويم أحيانا و الحرص على تقديم صورة جميلة عن العملية التعليمية مما يجعل التقويم أحيانا عملية شكلية.
– عدم إحساس الأستاذ الجامعي بجدوى التقويم و بأن له مردود في حياته الوظيفية.
هناك ظروف محيطة عديدة ساهمت في بروز الأوضاع السلبية السالفة الذكر، وتعود هذه الأوضاع لعدة أسباب نذكر منها:
– الانعدام العملي للإلزام القانوني لدفع الأستاذ الجامعي الجزائري لتنمية نفسه علميا ومهنيا فبناءا على المرسوم التنفيذي رقم 08- 130 و المؤرخ في 27 ربيع الثاني عام 1429 الموافق 3 مايو 2008 و المتضمن القانون الأساسي الخاص بالأستاذ الباحث و في مادته 22 و التي تقول أنه يتعين على الإدارة أن تنظم ، بصفة دائمة تكوينا متواصلا للأساتذة الباحثين يهدف لتحسين مستواهم و تطوير مؤهلاتهم المهنية و كذا تحسين معارفهم في مجال نشاطاتهم وفق الشروط المنصوص عليها في التنظيم المعمول به، حيث نلاحظ ضبابية محتوى المادة و عدم ضبطها لمدة هذا التكوين أو مجاله في التدريس أو في البحث العلمي.
– غياب التنسيق بين الجامعة والمحيط السوسيو اقتصادي.
إن هذه الوضعية للأستاذ الجامعي الجزائري أدى إلى ظهور عدة ظواهر سلبية في المهنة الجامعية نذكر منها:
– الميل السلبي إلى مهنة التدريس.
– انعدام الاهتمام بالتكوين الذاتي في مجال التدريس أو البحث العلمي.
– عدم الانضباط في أداء المهنة.
– تجميد طرق التدريس عند طريقتي التملية والمحاضرة.
– انخفاض مستوى التحصيل العلمي لدى الطلبة.
الخاتمة:
إن الأداء الوظيفي للأستاذ الجامعي يعتبر من أهم المؤشرات التي تقيس جودة التعليم العالي في الجامعات،
ويبدو واضحا الآن أن الأستاذ اليوم أصبح مطالب بتطوير أدائه بالتكوين المستمر على المهارات الأدائية والقدرة على متابعة التكوين المستمر والتكوين الذاتي، إضافة إلى القدرة على التدبير البيداغوجي لجماعة الصف للحفاظ على جودته في أداء العمليات التكوينية والتعليمية.
وعليه فإن كفاءة وتطور مستوى الأستاذ الجامعي مقترن ومرتبط بكفاءة التعليم الجامعي، وجامعة اليوم منوط إليها مهمة تطوير وتعزيز قدرات هذا الفاعل بالشكل الذي يرفع من مستوى جودة ونوعية مؤسسات التعليم العالي ومن ثمة المساهمة في تقدم ورقي ورفاهية المجتمع ككل.
قائمة المراجع:
صالح عبد العزيز: التربية وطرق التدريس، دار المعارض، ج 3، مصر، بدون سنة، ص 76.
العجمي محمد حسنين: التطور الأكاديمي والإعداد للمهنة الأكاديمية بين تحديات العولمة ومتطلبات التدويل، المكتبة العصرية للنشر والتوزيع، مصر،2007 ، ص2.
: Phlippe Perrnoud :Former Des Enseignants Qui Deviendront Des Praticiens ,Reflexifs ;Ed Bruxelles ,p12, 1996.
: Roberta Alliata, Fabienne Benninghoff,Jérôme Mabillard Et Muriel Pecorini :L’insertion Professionnelle Des Enseignants : Définitions Et Enjeux ; Le Processus D’insertion Etd’évaluation Professionnelle Des Enseignants Débutant Dansl’enseignement Primaire A Genève, Février 2009,p22.
عياش صالح: أي غد لعلم الاجتماع، الجامعة اليوم، الجزائر، 1998 ، ص 1.
قاسم محمد: السلوك التنظيمي، دراسة السلوك الفردي والجماعي في المنظمات الإدارية، دار المستقبل للنشر والتوزيع، عمان، 1995 ، ص 8.
طارق المجذوب،الإدارة العامة -العملية الإدارية والوظيفة العامة والإصلاح الإداري،الدار الجامعية للنشر والتوزيع،بيروت، 2000 ،ص 335.
فيصل حسونة،إدارة الموارد البشرية،دار أسامة للنشر و التوزيع،عمان،الأردن، ط 1،2008 ،ص 138.
راوية محمد حسن،إدارة الموارد البشرية،الدارالجامعية،الإسكندرية،مصر، 2000 ،ص 167.
سعاد نائف برنوطي، إدارة الموارد البشرية، دار وائل للنشر،الأردن، ط 3، 2007 ،ص 443.
السلمي علي: تطور الفكر التنظيمي، وكالة المطبوعات، الكويت 1975 ، ص 7.
اللقاني أحمد حسين، الجمل علي أحمد: معجم المصطلحات التربوية، المعرفة، عالم الكتب، القاهرة، ط 3، 2003 ، ص 21.
حمداوي وسيلة: إدارة الموارد البشرية، دار المسيرة للنشر والتوزيع، الأردن، 1996 ، ص 1.
كردي أحمد السيد: مفهوم الأداء الوظيفي، نقلا عن موقع http://www.ukenananlin.com/4users: .
المرجع السابق.
ردمان محمد سعيد غالب، توفيق علي عالم: مرجع سابق، ص 178.
بربارا ماتيرود وآخرون: الأساليب الإبداعية في التدريس الجامعي ترجمة بعارة حسين عبد اللطيف، الخطايبة ماجد محمد، دار الشروق للنشر والتوزيع، ط2،2002 ، ص 27 ، ص 28.
ردمان محمد سعيد غالب، توفيق علي عالم: مرجع سابق، ص 197.
براهمي وريدة: مرجع سابق، ص 70.
المرجع السابق، ص 68.
قمبر محمود: دراسات في التعليم الجامعي، جدار للكتاب الجامعي، الأردن، 2006 ، ص ص 201،202.
زاهر ضياء الدين: مرجع سابق، ص 152.
ردمان محمد سعيد غالب، توفيق علي عالم: مرجع سابق، ص 182.
حديد يوسف: مرجع سابق، ص 146.
المادة 06 من المرسوم التنفيذي رقم ( 08- 130): مرجع سابق.
المرجع السابق، المادة 04.
المرجع السابق، المادة 08.
المفرج بدرية وآخرون: الاتجاهات المعاصرة في إعداد المعلم وتنميته مهاريا، وزارة التربية الكويتية، وحدة بحوث التجديد التربوي، الكويت، 2007 ، ص15.
فلية فاروق: أستاذ الجامعة، الدور والممارسة بين الواقع والمأمول، دار زهراء الشرق للنشر، القاهرة، 1997 ، ص 32 ،33.
: Monique Lamontagne :L’insertion Professionnelle,Les Besoins De L’enseignant
Debutant Et Les Programmes Efficaces D’insertion Professionnelle,Quebec,Mai,2008,p74.
إبراهيمي عبد الله حميدة المختار،دور التكوين في تثمين و تنمية الموارد البشرية،مجلة العلوم الإنسانية،جامعة بسكرة،الجزائر،العدد 07 ، فيفري، 2005 ،ص9.
طاهر محمود الكلالده،الاتجاهات الحديثة في إدارة الموارد البشرية،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع،الأردن، د ط، 2011 ،ص ص 100-102.
سهيلة محمد عباس، إدارة الموارد البشرية -مدخل استراتيجي،دار وائل للنشر،عمان،ط 1،2003، ص188.
خالد عبد الرحيم الهيتي،إدارة الموارد البشرية -مدخل استراتيجي،دار الجامعة للنشر،عمان،ط1، 1999 ،ص 200.
عامر خضير الكبيسي،التدريب الإداري والأمني – رؤية معاصرة للقرن الحادي والعشرين،جامعة نايف العربية للعلوم الامنية،الرياض،ط 2010،1 ،ص 18.
عامر خضير الكبيسي، المرجع السابق ،ص 19.
نظمي شحادة وآخرون،إدارة الموارد البشرية، دار الصفاء للنشر والتوزيع،عمان،ط 2000،1 ،ص 115.
رداح،الخطيب أحمد،التدريب الفعال،عالم المكتب الحديث،إربد،الأردن،دط، 2006 ،ص 287.
منصور أحمد منصور،تخطيط القوى العاملة بين النظرية والتطبيق،وكالة المطبوعات،الكويت، 1995 ،ص 142.
سليمة حفيظي. ‘التكوين الجامعي واحتياجات الوظيفة’.ماجستير في علم الاجتماع جامعة بسكرة. الجزائر،2004 ، ص94.
بشير معمرية. بحوث و دراسات متخصصة في علم النفس. الجزء الثاني. باتنة: منشورات الحبر. 2007،ص ص146،148.
تعليقات