المؤتمر العالمي للعلوم والعلوم التطبيقية 2022

قئة المقال:تقارير

نظمت جامعة قطر، ممثلة بتجمع العلوم والعلوم التطبيقية في كلية الآداب والعلوم، المؤتمر العالمي للعلوم والعلوم التطبيقية 2022: (التطورات الحديثة في علوم وتكنولوجيا النانو)، والذي جاء بهدف زيادة الاهتمام بأبحاث العلوم النانوية والتي أصبحت تمثل أولوية للعلماء في مختلف التخصصات، كما أن الرؤية الوطنية 2030 لدولة قطر، تهتم بهذا المجال وتركز على التنمية المستدامة وكيفية إيجاد التوازن للحفاظ على البيئة وإدارة الموارد الطبيعية والتنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية.

وتمثل العلوم والتقنية النانوية، اليوم، أرضًا خصبة للتخصصات البينية التي تربط بين مختلف مجالات العلوم الأساسية كما تقدم أدوات جديدة يمكن تسخيرها لحل المشكلات الحالية التي تواجه البشرية، وقد أدت الثورة الكبيرة في التقنيات الحالية إلى تطبيقات أكثر فعالية ودقة في مختلف المجالات، بما في ذلك الطب والهندسة وإنتاج الطاقة وحماية البيئة والزراعة ومعالجة المياه وإنتاج الأغذية.

وفي كلمته الافتتاحية، قال سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم، رئيس جامعة قطر: “تغمرني السعادة البالغة في هذا اليوم الخيّر وأنا أقف امامكم في افتتاح مؤتمر علوم وتكنولوجيا النانو، والذي حرصت كلية الآداب والعلوم في هذا الصرح العلمي الكبير على تنظيمه انسجامًا مع الرؤية الوطنية 2030 لدولة قطر وتحقيقًا للاهتمام العالمي بأبحاث العلوم النانوية، وخاصة في مجال التنمية المستدامة وكيفية إيجاد التوازن للحفاظ على البيئة وإدارة الموارد الطبيعية والتنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية، كما أرحب بالضيوف الكرام الذين تشرفت جامعة قطر باستضافتهم من علماء وباحثين ومهتمين وطلبة علم لحضور هذا المؤتمر لما له من أهمية بالغة في الربط بين مختلف مجالات العلوم الأساسية وتقديم الادوات الجديدة وتسخيرها لإيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي تواجه البشرية، كما أرحب بضيوفنا من دول مجلس التعاون الخليجي من جامعة الملك سعود وجامعة الكويت وجامعة الشارقة وجامعة السلطان قابوس”.

وأضاف د. حسن: “سيناقش هذا المؤتمر في يومه الأول مجموعة من الأوراق البحثية التي تشمل: حماية البيئة والزراعة ومعالجة المياه وإنتاج الأغذية، وكذلك الطاقة التي تأتي على رأس هذه التحديات لما لها من اهمية لعالم اليوم من حيث توفيرها بكلفة منخفضة وبصورة اقل تلويثاً وإضراراً بالبيئة؛ حيث فشلت معظم العلوم والتقنيات التقليدية في مواجهة هذا التحدي العلمي والفني الكبير وأصبح الأمل معقودًا على علوم وتقنيات النانو لمواجهة هذا التحدي لما لها من قدرة على فهم المشاكل والتصدي لها عند المستوى الذري والجزيئي للمادة، وكذلك سلسلة القيمة المضافة للطاقة مما يقود وبشكل تدريجي إلى انظمة توليد وتخزين وتوزيع طاقة غير مركزية أكثر كفاءة وأقل تلويثًا”.

كما أشار د. حسن إلى أن المؤتمر في يومه الثاني تطبيقات النانوتكنولوجي في المجال الصحي، بما في ذلك علوم الطب والدواء، حيث أن التطور الحديث في تقنيات النانو ساعدت في تغيير القواعد الطبية المتبعة في منع الأمراض وتشخيصها وعلاجها وأصبحنا نعيش عصر التقنية الطبية النانوية، حيث تقدم تقنية النانو، على سبيل المثال، طرقاً جديدة لحاملات الدواء داخل جسم الإنسان تكون قادرة على استهداف خلايا مختلفة في الجسم، وكذلك استخدام الأغلفة النانوية المطلية بالذهب لتدمير الخلايا السرطانية، ويتم التفكير الآن بتصنيع أجهزة نانوية ذات خصائص ميكانيكية وكهربائية تحل بديلاً عن خلايا الدم الحمراء وتقوم بجميع وظائفها.

من جهته، قال سعادة الشيخ د. فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني، وزير البيئة والتغير المناخي:”إنه لمن دواعي سرورنا واعتزازنا في وزارة البيئة والتغير المناخي أن نشارك في مؤتمر علوم وتكنولوجيا النانو (WCSAS 2022) والذي تنظمه جامعة قطر لمناقشة الأبحاث المعنية بعلوم وتكنولوجيا النانو للاستفادة منها بقضايا البيئة والصحة والطاقة والامن الغذائي. ولا يفوتني الا أن أثمن الجهود المبذولة للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر لإتاحة الفرصة لجمع أكبر قدر من الباحثين والخبراء المعنين بمجال علوم وتكنولوجيا النانو، والذي سيكون له دور محوري في الاستفادة من الأبحاث المطروحة بمجال البيئة والحد من آثار التغير المناخي والمجالات الأخرى”.

وأضاف الشيخ د. فالح آل ثاني: “لذا فإننا نطمح في وزارة البيئة والتغير المناخي للتوسع في دراسة تطبيقات استخدام المواد النانومترية في إنتاج العديد من المواد الصديقة للبيئة، والتي تعتبر أحد البدائل للمواد الاخرى التي من شأنها أن تساهم في الاستخدام النظيف وغير الملوث للحد من الاضرار البيئية. كما أن تقنية النانو تعد من العلوم التي تهدف لتوفير أكبر قدر من الطاقة للحفاظ على موارد الأرض للأجيال المقبلة في المستقبل، فضلا عن المساهمة الكبيرة في خفض تلوث الهواء. وبهذه المناسبة، فإننا نتطلع إلى مزيد من التعاون مع مراكز البحوث بجامعة قطر لدعم مشاريع وأبحاث تكنولوجيا النانو للوصول لأعلى الإمكانيات والوسائل الحديثة الممكنة للاستفادة منها في المحافظة على قضايا البيئة بمختلف مجالاتها”.

وبدورها، قدمت الأستاذة الدكتورة مريم المعاضيد، نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، عرضًا بعنوان “التحول إلى عصر جديد” واستندت فيه على كلمة سعادة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في منتدى الدوحة الذي يعد منصة عالمية للدبلوماسية والحوار والتنوع. كما ألقت أ.د. المعاضيد الضوء على إنجازات جامعة قطر البحثية والعلمية، وأعربت عن فخرها بارتفاع تصنيف جامعة قطر على مستوى المنطقة العربية والعالم، كما عرضت المنشورات البحثية المرتبطة بعلوم وتكنولوجيا النانو وتطورها في السنوات الأخيرة. وذكرت في كلمتها أن العالم يواجه تحديات أمام الثورة الصناعية واحتياجات أمن وسلامة الإنسان، وأكدت أن أبحاث علوم وتكنولوجيا النانو قد تكون أحد أبرز مفاتيح التحول إلى عصر جديد من خلال تطبيق الابتكارات البحثية والتصنيع الذكي في مجالات عديدة كالصناعة والطب والتنمية المستدامة وغيرها.

وقال الدكتور أحمد الزتحري، عميد كلية الآداب والعلوم:”يعتبر هذا المؤتمر من أهم المنصات لكي يلتقي كوكبة من علماء النانو المتميزين والطلاب واصحاب المصلحة، وهو يمثل بيئة مناسبه لتبادل الأفكار وطرح المشاكل والتحديات وإيجاد الحلول لهذه المشاكل وتعتبر تقنية النانو تقنية معروفة لأكثر من ٢٥ سنه وهنا نحاول عرض وطرح الاساليب المتقدمة وطرق استخدامها في حل المشاكل والتحديات في جميع النواحي”.

وشهد المؤتمر في يومه الأول؛ مناقشة تقنية النانو في استدامة الغذاء والطاقة والمياه والبيئة النظيفة وشملت عدة محاور، فالمحور الأول تم تسليط الضوء على الغذاء والمياه والزراعة الدقيقة، وفي المحور الثاني تم التطرق إلى المعالجة النانوية والبيئة النظيفة، أما في المحور الثالث فتطرق المشاركين إلى النفط والغاز والطاقة المتجددة، وشهد اليوم الثاني للمؤتمر؛ تسليط الضوء على علوم الصحة والحياة شاملة طب النانو وتسليم الأدوية والمواد الحيوية والأجهزة الطبية الحيوية.

تعليقات