ندوة حول أهمية الرقمنة لحفظ التراث المخطوط

قئة المقال:تقارير

شهدَ جناحُ المُلتقى القطري للمؤلفين يوم الجمعة 21 يناير 2022 ندوةً ثقافيةً حول أهمية الرقمنة لحفظ المخطوطات والتراث الإنسانيّ المكتوب، تحدّثَ خلالها الأستاذُ الدكتورُ محمد مولاي أستاذُ التعليم العالي بالجامعة الإفريقيّة في الجزائر، المُتخصّص في مجال تكنولوجيا المعلومات والأرشفة للمخطوطات العربية. وقد أدارت الندوةَ الأستاذةُ مريم الحمادي مدير المُلتقى، والتي بدأت بدورها بتعريف المحاضر، عبر تقديم نبذة عنه، موضحة أنه شخصية تجمع بين عدة مجالات، أبرزها ثقافة المكتبات والتكنولوجيا، ثم أعطته الفرصة للتعريف بصورة أكبر بنفسه والحديث عن مجهوداته المبذولة في نطاق عمله، مع استعراض أبرز الإشكاليات التي تخصّ مجال رقمنة المخطوطات وسبل تلافيها.

من جانبه، أوضحَ الدكتورُ مولاي أنَّ بدايته في مجاله كانت من جامعة وهران والتي تحصل منها على شهادتَي الماجستير والدكتوراه، مُشيرًا إلى أنَّه ركز جلّ جهوده في الحفاظ على ما كتبه الأولون، حين قاموا بالتدوين من أجل ترك إرثهم الثقافي للأجيال التي ستأتي من بعدهم، كما بحث في الأدوات التي فكر في إيجادها الإنسان العربي القديم بغرض توثيق معلومات عصره، منوهًا إلى أنّ السابقين لجؤوا في ذلك لجريد النخيل وما يرقق من الجلود، وكذلك ورق البردي الذي كان ينبت على ضفاف النيل، إلى أن عرفوا الورق من الصين، ثم عملوا على تطويره بعد ذلك بالتذهيب ونزع الشوائب منه. وأضاف: الكتاب العربي المخطوط وسام على صدر الحضارة العربية الإسلامية، وهو ما ساهم في نقله عن طريق الاستعمار الحديث لمتاحف العالم المختلفة، الأمر الذي يدلل على صمود تلك الحضارة وبقائها.

وأوضحَ الدكتورُ مولاي أن أبحاثه دائمًا ما تدور حول كيفية الحفاظ على المخطوط وإتاحته رقميًا مع الحفاظ على النسخة الأصلية، كما يهتمّ كذلك بقيمة الكتاب الفنية، ويدرس كيف كُتب، وجُلّد، وصنع، ومن أين جاء وكيف كانت رحلته إلى أن وصل إلى ما بين يديه، مؤكدًا على أن هذا العلم يهتم به الغرب اليوم ويساعدهم في تحديد أعمار المخطوطات وعصور ولادتها، ولفت كذلك إلى أنّه يدرس المهن التي ارتبطت بالكتابة، والتي من بينها الوراقة، الكتبيّون، المزخرفون، والمذهبون، وكلها مهن ظلت ملتصقة بحركة التأليف على مدار أغلب عصور التدوين في المخطوطات، أي الجانب المتعلق بالمحتوى سواء كان ذلك في الطب أو الفلك أو اللغة العربية، وإن كان الجانبان الديني والفقهي، الغالبين.

وحول أبرز الإشكاليات التي يعاني منها مجال حفظ المخطوطات ورقمنتها، أكّد على أن تطلّب الأمر لكلفة عالية يعد أبرز تلك الإشكاليات، كما أن كثيرًا ما تتواجد تلك الكنوز عند أناس من أحفاد علماء لا يدركون القيمة الحقيقيّة لها، بينما في المقابل يوجد أيضًا الكثير ممن يحافظون على ذلك الإرث، وفي هذا السياق، دعا لضرورة التفكير في حلول لتلك المشكلات التي تحتاج لبذل جهود كبيرة من أجل الحفاظ على هذه الذاكرة وخروجها بصورة رقميّة للأجيال القادمة مع ضرورة تحقيقها، الأمر الذي يبعث فيها الحياة من جديد.

تعليقات