جامعة النجاح الوطنية تنظّم معرض المصانع والشركات الطلابية الناشئة
قئة المقال: | تقارير |
---|
نظمت كُليتا الاقتصاد والهندسة في جامعة النجاح الوطنية بتاريخ 13/12/2021 معرضَ المصانع والشركات الطلابية الناشئة، والذي ضمّ 50 شركةً ومصنعاً طلابياً، احتوت على أكثرِ من 150 مُنتجاً حقيقياً صلباً، تم تنفيذها ضمن مُهمةٍ عمليةٍ رئيسة في مساقات الريادة والابتكار من قِبَل نحو 300 طالب وطالبة من مختلف تخصصات الجامعة خلال الفصل الدراسي الحالي، بإشراف مدرس المساق م. محمد جهاد دويكات، وهو عضو هيئة تدريس يقوم بتنفيذ مهمة مشتركة بين كليتي الهندسة والاقتصاد في هذا السياق.
وحضر المعرض أ.د. عبد الناصر زيد، رئيس الجامعة، ود. عبد السلام الخياط، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية، وأ. رائد الدبعي، نائب الرئيس للشؤون المجتمعية، وعميدا الكليات الشريكة د. سائد الكوني ود. سامر العرندي، وأ. محمد دقة، عميد شؤون الطلبة، والسيد خالد الحسيني، مدير العلاقات العامة، ومجموعة من النواب والمساعدين ورؤساء الأقسام وأعضاء الهيئة التدريسية؛ إضافة إلى ضيوف من أهالي الطلبة ومحكّمين من سوق العمل، من بينهم مهندس الصناعة والتطوير محمد زهير دويكات ممثل مصنع الراجح للمنظفات الكيماوية.
وضمّت أجنحة المعرض 11 قطاعاً صناعياً أبرزها: الأثاث المتحول، والأدوات والمعدات، ومستلزمات الإنارة، والصناعات الجلدية والقماشية، ومنتجات الثقافة والتعليم، والمكملات التكنولوجية، والأدوات الطبية، ومستلزمات الحدائق والزراعة والترفيه، والتحف والهدايا والاكسسوارات، وبعض المنتجات الكيماوية ومنتجات الطعام والشراب. وقد شارك في تنظيم المعرض جمعية المهندسين الصناعيين الطلابية، وجمعية الرياديين، وجمعية المهندسين المعماريين. ضمن تحالفٍ استراتيجي ودائم للمساق مع مصنع الراجح للمنظفات الكيماوية (راعي الرياديين) ومؤسسه المهندس زهير “محمد راجح” دويكات.
وزار أ.د. زيد برفقة مساعديه ونوابه أجنحة الشركات والمصانع الطلابية واستمعوا لتجارب الطلبة وقاموا بتدوين أهم الملاحظات والتغذية الراجعة لتطوير هذه التجربة الريادية للجامعة. وأشاد أ.د. زيد بالأفكار الريادية المُنفّذة، مضيفاً “إن توليفة فرق العمل الطلابية من تخصصات متنوعة هي فكرة ممتازة وناجحة؛ فالطلبة يتعاونون معاً ويتشاركون مهاراتِهم وأفكارهم لتحقيق المخرجات، وبعض الأفكار التي شاهدتها قابلة للتطوير فعلاً للتحول إلى منتجات صناعية منافسة في السوق الفلسطيني. إن تواصل الطلبة مع القطاع الخاص والحرفيين هو أمر مهم، ويثري معرفة الطلبة ومهارات التعلم مدى الحياة لديهم، ويجعل المجتمع يدرك الدور الريادي للجامعة، وأن ما تقوم به ليس مجرد إعداد الخريجين لوظيفة، بل خلق مسار وخيار آخر أمام الطالب لتحقيق الدخل والحياة الكريمة وربما الجمع بينهما.”
من ناحيته قال د. الكوني: “أقول لأحبائنا من أهالي الطلبة، هذا نتاج أبنائكم وجهودهم التي رأيتموها تتجسّد على مدار الفصل، وهذه أول مرة في تاريخ المساق والكلية نخرج بهذا الكم والنوع من المخرجات الملموسة التي من شأنها تمكين الطلبة من البدء بأنوية مشاريعهم الخاصة المستقبلية بتكاليف بسيطة، وما أحوجنا إلى هذا النوع من العمل في ظل نسبة بطالة عالية بين خريجي الجامعات، لذلك كانت فكرة هذا المساق.”
بدوره تحدث د. العرندي عن أسباب النجاح الذي حققه الطلبة، فهو يرى أن الرجوع للتعليم الوجاهيّ بدءاً بالفصل الدراسي الحالي كان له أثر بالغ في تعزيز شغف الطلبة للعمل في الحياة الحقيقية، وكذلك التنوع في التفكير، والتميّز الذي يحظى به طلبة جامعة النجاح، فضلاً عن الشراكة بين كليتي الاقتصاد والهندسة، قائلاً إنهما لا تنفكّان واحدتُهما عن الأخرى في الحياة العامة، واصفاً ما رآه في المعرض بالزخم الكبير.
فيما قال السيد الحسيني: “لقد عملنا على إعداد هذا المعرض وسابقنا الزمن لإخراجه في فترة قياسية في الأيام الأخيرة من الفصل الدراسي الحالي، وتبيّن لنا أن ذلك يستحق، أنا سعيد بأن أكون بين الطلبة في هذا اليوم رغم الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، لقد شاهدتُ منتجاتٍ مميزةً، بعضها ناضج بالفعل إلى درجة التنفيذ بكميات للدخول والمنافسة في السوق، والبعض الآخر يحتاج إلى تطوير. أعجبني هذا الخليط من طلبة تخصصات الجامعة المختلفة؛ فقد رأينا طالب الطب بجوار طالب الهندسة والاقتصاد والآداب والفنون يعملون معاً بتناغمٍ فعّال، ونحن جاهزون دوماً للوقوف إلى جانب الطلبة لتعزيز اندماجهم بالحياة العامة.”
هذا وقد شارك في تقييم المشاريع المهندس الصناعي محمد دقة، وفي مَعرِضِ حديثه عن المشاريع قال: “أباركُ لجامعة النجاح الوطنية هذا الإنجاز، ما ميّز هذا العمل هو التعاون والشراكة الأفقية بين كليات الجامعة، لقد كان مجهوداً ذاتياً وإبداعاً بكل معنى الكلمة ضمن تكاليف ممكنة، وهذا يعزز انتماء الطالب لجامعته وبلده. نحن ندعم إبداع هؤلاء الطلبة، وأنا على يقين بأن هذه التجربة قد شكّلت حافزاً لهم.”
وعن أهمية البعد الدولي لمساق الابتكار، أشار د. محمد عثمان، رئيس قسم الهندسة الصناعية إلى أن لجنة التقييم الدولية للاعتماد (ABET) عندما حضرت للكلية لتقييم برامجها، امتدحت وجود مساق الابتكار وريادة الأعمال الذي يطرحه قسم الهندسة الصناعية لسائر برامج الكلية، وشكّل ذلك علامة فارقة، وأردف بالقول إن اندماج طلبة التخصصات الهندسية مع زملائهم من الكليات الأخرى يُثري العمل والمخرجات نظراً للمهارات الحرفية والحاسوبية المتميزة التي يمتلكها طلبة الهندسة، ما يزيد من جودة المخرجات المأمولة.
واختتم المعرض بكلمة للدكتور سام فقها رئيس قسم إدارة الأعمال قال فيها: “إن المعرض اشتمل على منتجات وابتكارات تجسد ما تعلمه الطلبة في مساقات مختلفة، وإن مساق الريادة والابتكار يأتي ضمن أهداف الجامعة بإعادة النظر في خطط المساقات لتصبح ذات طابع ريادي أكثر، ولتعزيز مهارات التفكير الريادي للطلبة ليتمكنوا من تشغيل أنفسهم بأنفسهم، وأن يتحول الخريج من مجرد باحث عن وظيفة إلى قادر على خلق فرص عمل لنفسه وللآخرين، أو الابتكار ضمن المنظومة التي سيعمل بها.”
وأشار دويكات إلى أهداف المساق والمعرض والتي تمثلت بنشر ثقافة الصناعة والإنتاج المحلي في أوساط الطلبة، لفهم دورهم المستقبلي الممكن في بناء الاقتصاد الوطني، والتشبيك بين الطلبة وسوق العمل والمستثمرين، وأن يأخذ الطلبة ملاحظات من الزوّار حول منتجاتهم بهدف تطويرها؛ إضافة إلى أن يجرّب الطلبة عملية حقيقية بدأت بالبحث عن فكرة منتج، والتواصل مع حرفيين لتصنيعه، وإنتاج كميات منه بالمواصفة نفسها، وتغليفه، وكتابة وصف له، وتسويقه عبر المتاجر الإلكترونية، وتوصيله، وغيرها من محطات، مشيراً بأن بعض الطلبة حقق مبيعات لنحو 200 قطعة من منتجه، وبعضهم باع بضعة قطع، والبعض الآخر لم يبع شيئاً، لكن التعلّم من التجربة حصل عليه الجميع سواء ممن نجحت تجربته أو فشلت. مضيفاً بأن بعض الطلبة قرر الاستمرار بالعمل على فكرته حتى بعد نهاية المساق. وشكراً الطلبة واصفاً ما أنجزوه بالعمل الرائع، وبأن الملتزمين منهم بذلوا جهوداً تقدر بضعفي إلى ثلاثة أضعاف الزمن الطبيعي لهكذا مساق.
من جهةٍ أخرى فقد تمت استضافة عشرة ضيوف متحدثين من المؤسسات العامة ومن سوق العمل خلال الفصل ضمن سلسلة ندوات مسائية عبر تقنية زووم لتعزيز مهارات الطلبة بحكم تخصصاتهم ومواقعهم، وكان من بينهم: السيد بسام ولويل، رئيس اتحاد الصناعات الفلسطينية، وم. عبد الناصر دويكات، مدير الشركة الوطنية لصناعة الكرتون، والسيدة عبير أبو حجلة، مديرة مكتب الشمال بمؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية، والسيدة وعد بني عودة من الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، والسيد ناصر التميمي، مسؤول تسجيل الشركات في وزارة الاقتصاد الوطني، والمحامي سميح الهدهد، والمحاسب القانوني عصام الكوني، والسيد حسن أبو جلالة من ماليزيا مؤسس أكاديمية (EGA) المتخصصة في مجال التجارة الإلكترونية.
يُذكر أن هذا المعرض ومخرجاته، هي نتاج توءمة داخلية وثمرة تعاون وعمل مشترك بين قسم الهندسة الصناعية في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات من جهة، وقسم إدارة الأعمال في كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية من جهة أخرى. بإسنادٍ لوجستي من دوائر الجامعة المختصة وعماداتها الإدارية، ويتم تدريسها وفقاً لمعايير مهارات التعليم للقرن والواحد والعشرين. ويرى محللون أن الصناعات المحلية لها فرصة كامنة تلوح في الأفق، خاصةً ما بعد جائحة كورونا وارتفاع تكاليف الاستيراد والشحن الدولي.
تعليقات