موسى عليه السلام ورؤية الله تعالى في الدنيا

قئة المقال:مقالات
عندما سأل موسى عليه السلام ربه “قَالَ رَبِّ أَرِنِیۤ أَنظُرۡ إِلَیۡكَۚ” هل كان يجهل أن رؤية الله غير ممكنة في الدنيا، وهو سليل الأنبياء؟!
أم أن تكليم الله له من وراء حجاب هو الذي أغراه بهذا الطلب؟
أم هي الطبيعة المادية لبني إسرائيل التي أثرت فيه فطلب ما طلب؟
أم كل هذه الأسباب مجتمعة؟

ولماذا كان الجواب هكذا؟

لقد كان الجواب من الله تعالى درسا عمليا يثبت الحقيقة ويؤكد عليها أنه {لَن تَرَانِی}
وكانت هذه كافية وافية في الرد، ولكن دوافع السؤال قد تظل باقية، فكان الرد العملي أبلغ في الجواب وأدوم في الأثر، وأقطع لإعادته مرة أخرى، منه أو من غيره.
{وَلَـٰكِنِ ٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡجَبَلِ فَإِنِ ٱسۡتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوۡفَ تَرَىٰنِیۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلۡجَبَلِ جَعَلَهُ دَكࣰّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقࣰاۚ فَلَمَّاۤ أَفَاقَ قَالَ سُبۡحَـٰنَكَ تُبۡتُ إِلَیۡكَ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ الأعراف ١٤٣.
لقد فهم موسى عليه السلام الدرس، وتاب إلى ربه، فقال: وأنا أول المؤمنين، يقول الإمام ابن كثير: أي المؤمنين بأَنَّهُ لَا يَرَاكَ أَحَدٌ. أو: أَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِكَ أَنَّهُ لَا يَرَاكَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. انظر: تفسير القرآن العظيم.
أما حالنا نحن أمة الإسلام فيما يرد على النفس من خواطر التفكير في ذات الله تعالى، فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مجرد مدافعة وساوس الشيطان في هذه المنطقة والاستعاذة بالله منها، من صريح الإيمان.
فحين جاءَه ناسٌ من أصحابه فَسَأَلُوهُ: إنّا نَجِدُ في أنْفُسِنا ما يَتَعاظَمُ أحَدُنا أنْ يَتَكَلَّمَ به، قالَ: وقدْ وجَدْتُمُوهُ؟ قالوا: نَعَمْ، قالَ: ذاكَ صَرِيحُ الإيمانِ” رواه مسلم.
فلا يَدفع الإنسان نفسه بنفسه إلى التفكير في هذا الأمر، ولكن إذا دُفع إليه فليستعذ بالله من الشيطان وليجاهد نفسه وليقلع عن ذلك.
وليوجه اهتمامه إلى التفكر في النعم والآلاء، فإنها مبثوثة في الأنفس والآفاق ولا يحدها حد ولا عد، وهي تقوي الإيمان وترسخ اليقين.
قال تعالى: “وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ” الأنعام: ٧٥.
وفي كل شيء له اية … تدل على أنه الواحد.

تعليقات