تقرير حول الندوة العلمية الدولية الرابعة: أطروحة ومسار

قئة المقال:تقارير

نظم مركز ضياء للمؤتمرات والابحاث الندوة العلمية الدولية الرابعة بمشاركة من أساتذة هيئات التدريس بالجامعات وأعضاء المراكز البحثية والجمعيات العلمية والمؤسسات الأكاديمية تحت عنوان : أطروحة ومسار، وتشتمل هذه الندوة العلمية على تعريف الخبراء والباحثين بأطروحة الدكتوراه والمسار العلمي الذي سلكوه بعد الأطروحة.

    وهدفت هذه الفعاليات إلى التعريف بسيرة الخبراء والباحثين وتعزيز القدرات العلمية لطلاب الدراسات العليا بمعارف وخبرات تساعدهم على تطوير سيرهم العلمية، واستلهام افكار منها تنير سبل البحث أثناء وبعد الأطروحة، وكذلك توطيد سبل التعاون والتنسيق بين أعضاء المجتمع الأكاديمي.

    وفي مستهل هذه الندوة رحبت المسيرة الأستاذة جيهان علي الدمرداش (الكويت) بالأساتذة المتدخلين ( الأستاذ عبد المجيد بنجيلالي، والأستاذة بختة هواشرية، والأستاذ نضال مزاحم رشيد). بحيث قدم كل واحد من السادة المتدخلين نبذة موجزة عن مشروع الأطروحة الذي قدمه وعن مسيرتهه الأكاديمية عد الحصوصل على الدكتوراه وذلك هذف تقديم نموذج وقدوة للباحثين وطلاب الدراسات العليا في سياق مسيرتهم العلمية.

    بعد ذلك أعطيت الكلمة للأستاذ عبد المجيد بنجيلالي (سلطنة عمان) الحاصل على الدكتوراه في مناهج تحليل الخطاب في الدرس الأدبي والنقد الحديث بجامعة محمد الخامس بالرباط.

عرض الباحث مجال الأطروحة التي اشتغل عليه ، وعرج على أدب الرحلات وما يعترض مسيرة البحث العلمي من الإشكاليات والصعوبات ، ثم سبل تخطيها .

   ففي مرحلة الأطروحة ما يلاحظ أن الباحث كان منفتحا على مجالات أخرى وعدم اقتصاره على المجال الذي تخصص فيه أثناء إعداد الأطروحة ، بحيث انفتح على مجال الترجمة من خلال ترجمته للعديد من النصوص الشعرية لعدد من الشعراء الإسبان ، وهي لا شك خطوة انفتاحية على ثقافة الآخر ونقل أدبه وشعره ، إضافة إلى ذلك إنخرط الباحث في مجال النقد من خلال كتابه تحليل للخطاب الشعري الذي تحدث فيه عن إشكاليات النقد ففي العصر الحديث وهو ما دفعه للإهتمام هذا المجال .

   وأوضح الباحث أن هذا الكتاب يأتي كمحاولة لرد الاعتبار لمكانة النص العربي ، وذلك النظر إلى النسيج الكلي للنص في إيقاعه ودلالته وبلاغته وجمالية التعبير فيه.

    بعد ذلك يلاحظ عودة الباحث إلى مجال تخصصه ، حيث عاد إلى تحقيق الرحلات ، ويظهر ذلك من خلال كتابه فلك الانوار ، ثم انخرط واتجه إلى مجال النقد واللسانيات من خلال كتاب الأيقونة ودلالتها في الموسوعة العمانية وهو كتاب من ثلاثة عشر مجلدا ، يدخل في في دراسة اللسانيات والسميائيات التي إتخذت من الصورة أرضا خصبة للبحث في لغة النقد الأدبي الحديث.

    ثم أشار الباحث إلى مرحلة مهمة في مساره العلمي، حيث إنفتح أيضا على مجال الإبداع، وكان هذا الأخير متنوعا شمل المجموعة القصصية  بعنوان المسيح الدجال .كما شمل هذا الإبداع مجال الرواية وكتابة الشعر، من ذلك رواية ” راضية” وهي رواية تخيل أحداثها في المغرب وتنطبق وقائعها على عدة مناطق من العالم العربي.ثم كتاب جدلية الأنا والآخر في رحلة الأدب السردي. ثم كتاب مجتمع السرد الروائي في الخليج العربي .

    وخلص الباحث في مداخلته إلى القول بأن هذه نافذة أشرعها في مجال البحث العلمي ، وأمل الباحث أن يجد فيها القارئ والمستمع ما يبحث عنه.

     من ذلك يظهر مدى تنوع ثقافة الباحث والمسارات التي سلكها بعد الأطروحة  ، وعدم اقتصاره على مجال واحد ، حيث قدم نموذج للباحث الموسوعي الذي يحرص على التنوع والتجديد وفتح مسارات مختلفة، تحيط بالتخصص .

     بعد ذلك تناولت الأستاذة بختة هواشرية (الجزائر) الكلمة للحديث عن تجربتها في إعداد الأطروحة ومسارها العلمي بعد الأطروحة ، حيث سلطت الضوء على العلاقة بين الباحث والأستاذ المشرف على البحث ، ووقفت على نقط هامة منها دور المشرف الأكاديمي في تشجيع وتحفيز الباحث ومساعذته على إمتلاك أدوات البحث العلمي.

     كما أشارت المتدخلة إلى نقطة مهة في البحث وهي اقتناع الباحث بالفكرة ، طالما أن البحث العلمي يحتاج إلى مجهود كبير  ومثابرة ، فعدم اقتناع الباحث بالفكرة التي يشتغل عليها يكون أحيانا من العقبات التي تعيق البحث العلمي.

أيضا تفضلت الباحثة تقديم العديد من النصائح والتوجيهات لفائدة طلاب الدراسات العليا، منها التنظيم وحسن التخطيط وتنظيم الوقت وتحديد مواعيد للعمل من أجل تحقيق الأهداف.

    كما عرضت الباحثة إلى عدم اقتصار الباحث على إنجاز الأطروحة، وذلك من خلال المشاركة في الندوات والفعاليات العلمية والمشاركات العلمية وحضور الورشات والدورات التكوينية وهي أمور كلها تعين الطلبة الباحثين على إتمام الأطروحة وإمتلاك أدوات البحث العلمي من اجل الصيرورة نحو مسار علمي متميز.

بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ نضال مزاحم رشيد (العراق) الحاصل على الدكتوراه في مناهج وطرائق التدريس، حيث عرض نبذة عن العقبات التي تعترض الباحث أثناء إعداد الاطروحة خاصة في المجال التربوي والذي تعاني منه الكثير من المجتمعات العربية في مجال ابحث التربوي وعدم الإستفادة من البحوث التربوية التي تنجز وتحويلها إلى أرض  الواقع .

      كذلك من الأمور التي التي تطرق لها الباحث، عدم وجود تنسيق كاف بين المؤسسات التربوية، وزراة الترية الوطنية والتعليم العالي وبين المؤسسات الأكاديمية. حيث ان المسار الأكاديمي بعيد كل البعد عن الواقع التعليمي لا يواكب حركة التطور التي تحصل في الواقع التربوي والمدارس .

     بعد ذلك عرج الباحث على مساره العلمي بعد الأطروحة من خلال مشاركته في العديد من المؤتمرات والبحوث من أجل تطوير طرائق التدريس والمناهج، وتأليف العديد من المؤلفات في هذا المجال .

    كما أشار الباحث إلى دور التمويل المادي في تشجيع والنهوض بالبحث العلمي .

وفي الأخير فسحت رئيسة الجلسة العلمية المجال للأساتذة والحاضرين عن بعد لطرح تساؤلاتهم واستفسارتهم.

تعليقات