الجلسة العلمية الثالثة والرابعة لندوة خطاب المقدمات
قئة المقال: | تقارير |
---|
نجاة ذويب – تونس
افتتحت اليوم 16 أفريل 2016 فعاليات الندوة العلمية الدولية “خطاب المقدمات” تحت إشراف مدرسة الدكتوراه الآفاق الجديدة في اللغات والآداب والفنون والإنسانيات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان تونس. وستمتد هذه الندوة على ثلاثة أيام 16-17-18 أفريل 2018 بفضاء قاعة المناقشات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان.
كانت الجلسة العلمية الثالثة برئاسة الأستاذة جليلة طريطر (تونس) وشارك فيها:
الأستاذ مهدي المقدود (تونس) بورقة عنوانها “القافية موضوعا إشكاليا في مقدمة اللزوميات لأبي العلاء المعري”. وقد بين الباحث أن مقدمة هذا الديوان قد جاءت في باب رفع الحيطة ورفع اللبس لمن يجهل أمر القانية. والمعري وهو يكتب هذا الديوان كان على وعي بأنّه ياتي نهجا جماليا لا يُسبق إليه .
أما الأستاذة إيمان الغربي (تونس) فقد قرأت ورقة بعنوان “عتبة المقدّمات والكتابة في التراث العربي القديم: سيرة أحمد بن طولون للبلوي” بينت فيها ان الأدب العربي متجدّد بتجدّد القراءات. وطرحت جملة من الأسئلة من ذلك: ما هي المقدّمة؟ ما علاقتها بالكتابة السردية؟ هل هي جزء من الكتاب أم هي كتاب بذاته؟ ما هي بنية خطاب المقدّمة وما هي وظائفه؟ هل اهتم العرب القدامى بالمقدّمة؟ كما تناولت الباحثة دواعي تأليف المقدّمات ووظائف المقدّمات التي دفعت الكتّاب إلى الاهتمام بالمقدّمة.
أمّا الأستاذ أحمد الجوة (تونس) فقد قرأ ورقة بعنوان “مقدّمات ومقدّمات:كتب الأدب الجامعة أنموذجا” درس من خلاله مقدّمة ديوان المنصف الوهايبي ومقدّمة كتاب “امرأتنا في الشريعة والمجتمع” التي كتبها الباحث حافظ قويعة والأستاذة آمنة الرميلي ومقدّمات توفيق بكار، أبرز من خلالها أنّ المقدّمات ليست حكرا على النصوص الأدبيّة. وقد أكّد الباحث على الخطة المخصوصة التي يستعملها توفيق بكار حيث يضع عنوانا لكلّ مقدمة.
كما ركز الباحث اهتمامه على مدى الترهين على القضايا المطروحة في الأعمالل الإبداعية؟ وقد بين الباحث أن مقدمات بكار تثير الجدل بين الراهن والوضع الذي تكتب فيها المقدمة.
وخلص الباحث إلى أن المقدّمة لدى كل واحد منهم إنّما هي تقديم للنص وكتابة للنص الشخصي فالمقدّمة تكتب الذات وتكشف عن العوالم.
وساهم الأستاذ رضا الأبيض (تونس) بورقة عنوانها “خطاب التقديم في مقدّمة سعيد يقطين النقديّة، سؤال المنهج ورهان العلم” درس فيها المقدمات التي كتبها يقطين لكتب غيره وكذا لتقديماته التي وضعها لكتبه. ثم قام بمقارنة بين التقديم الذاتي والتقديم الغيري على مستوى الأسلوب وعلى مستوى الرهانات.
وقد أكّد الباحث على أن يقطين لا يوجّه كلامه إلى قارئ عادي قد يعترضه الكتاب وإنّما إلى قارئ مخصوص يواكب معه مشروعه. كما قام الباحث بمقارنة بين المقدّمات الغيرية والمقدّمات الذاتيّة مبرزا مدى الحاجة إلى نظريّة وكيفية التعامل مع هذه النظريّة الغربية. وقد اهتم الباحث بالخصوص في ورقته بالمقدمات الذاتية معلنا عن المشروع الذي تتنزل فيه هذه الدراسة وهو مشروع يعمل فيه على دراسة المقدمات الذاتية والمقدمات الغيرية.
وختام هذه الجلسة مع الأستاذة ريمة لعواس (الجزائر) بورقة عنوانها ” مقدّمات النصوص الأدبية النسوية” تناولت فيها المقدّمات الذكورية للأعمال الإبداعية النسوية مبرزة من خلالها التناقض بين النص بكلّ متّكآته النسويّة والمقابل الذكوري بكل منطلقاته المضادة. كما طرحت الباحثة مسألة دور المقدّمة الذكورية في إضعاف قيمة الرواية النسوية ممّا قد يؤدّي إلى تغيير وجهتها فيساهم في توجيه القرّاء وتوريطهم.
أمّا الجلسة العلمية الرابعة فكانت برئاسة الأستاذة مريم جبر فرحات (الأردن) وشارك فيها الأستاذ مصطفى الصيد (تونس) بورقة عنوانها “في خطاب السجال: المقدمات في المعارك الأدبية معركة الشعر الجاهل أنموذجا” تناول فيها مقدّمة كتاب الشعر الجاهلي لطه حسين ومقدمة كتاب “تحت راية القرآن” لمصطفى الرافعي. أبرز من خلالها دور المقدّمات في المعارك الأدبية من خلال بحثه في القواعد ومقارنتها. كما قام الباحث بتفكيك وتحليل مقدّمات المعارك الأدبيّة فدرس من خلالها القضايا والمضامين والإشكالات… وتوصّل الباحث إلى أنّ الخطاب السجالي عند الرافعي أشدّ تضخّم من خطاب طه حسين. فالرافعي قد استعمل الخطاب الديني والديباجة والدعاء والهجاء ضرب الأمثال على طريقة كليلة ودمنة.
وشارك الأستاذ عبد المنعم شيحة (تونس) بورقة عنوانها “خطاب المقدمات وفن المخاتلة في “حي ابن يقظان” لابن طفيل أنموذجا” بيّن فيها أنّ الغاية من إيراد المقدمات في كتب التراث وكذلك قد يكون هذا الخطاب سبيلا إلى المخاتلة والخداع والإيهام بإيقاع القارئ في شراك السرد ودفعه إلى الانغماس فيه. وقد تخيّر الباحث لدراسة فكرة المخاتلة في الأدب قصّة “حي ابن يقضان” التي قام بتقديمها في بداية مداخلته واضعا إياها في إطار مداخلته. وقد بين الباحث أنّ هذا النص مبتكر فنيا، مغاير لما سبقه يدور حول شخصيّة “حي” التي اكتفت أحيانا بدور الراوي. وقد تساءل الباحث في ورقته عن ماهية التخييل القصصي، مبرزا من خلالها قدرة ابن طفيل على مخاتلة صديقته ومن ورائه القارئ أو متقبّل هذا النص، وأبرز الباحث أنّ هذا الأثر ينخرط في المنوال العربي القديم في كتابة الأخبار والقصص التي تقوم على مبدأ التأصيل والربط بين القول وقائله حتى وإن كان ذلك شكليا ومن باب الصناعة. وقد قام ابن طفيل بتأصيل هذا الخبر منذ المقدمة عندما أحال على مرجع في هذه الرسالة هو رسالة ابن سينا.
وساهم الأستاذ حمدي عبيد (تونس) بورقة عنوانها “متصوّر الأدب والأديب في خطاب المقدّمات، كتب الأدب الجامعة أنموذجا” وكان ختام الجلسة بورقة الأستاذ مسعود لشيهب (تونس) بورقة عنوانها “الخطاب المقدّماتي في المصنّفات التراثيّة: مقدّمة زهر الآداب وثمر الألباب لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الحصري نموذجا.”
تعليقات