افتتاح فعاليات الندوة العلمية الدولية “خطاب المقدمات” بكلية الآداب القيروان
قئة المقال: | تقارير |
---|
نجاة ذويب – تونس
افتتحت اليوم 16 أفريل 2016 فعاليات الندوة العلمية الدولية “خطاب المقدمات” تحت إشراف مدرسة الدكتوراه الآفاق الجديدة في اللغات والآداب والفنون والإنسانيات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان تونس. وستمتد هذه الندوة على ثلاثة أيام 16-17-18 أفريل 2018 بفضاء قاعة المناقشات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان.
كان الافتتاح اليوم بكلمة السيد المدير العام للتعليم العالي ماهر القصاب الذي رحّب في كلمة بكل ضيوف الندوة وأثنى على الأنشطة العلمية الواعدة التي تنظم داخل كلية القيروان، ثم كلمة الأستاذ حمادي المسعودي رئيس جامعة القيروان الذي سعى إلى وضع الندوة في إطارها العلمي في علاقتها ببقية الأنشطة العلمية التي جرت في الكلية والتي ستُجرى في الأيام القادمة. ثم كانت كلمة السيد عبد الرزاق المجبري عميد الكلية الذي رحب بدوره بكل الحاضرين وبكل ضيوف الندوة متحدثا عن الأنشطة العلمية في كلية آداب القيروان وفي الختام كانت كلمة السيد رضا بن حميد مدير مدرسة الدكتوراه فتوجه بالشكر إلى كل القائمين على هذه الندوة وكل الحاضرين والمشاركين فيها.
ثم كانت الجلسة العلمية الأولى برئاسة الأستاذ عبد العزيز شبيل (تونس) وشارك فيها:
الأستاذ سعيد يقطين (المغرب ) الذي قرأ ورقة بعنوان “خطاب المقدّمات في التراث العربي، الطبيعة والوظيفة” عالج من خلالها جملة من الإشكالات من قبيل :هل يمكن للمقدمة أن تكون نصا؟ هل يمكن لنا إعادة قراءة المقدّمات باعتبارها خطاب له خصوصيته أم لأنّها خطاب في علاقته بالنص؟
كما أكّد الباحث على ضرورة تصنيف المقدّمات حسب جنس الكتابة وركّز الباحث في ورقته على خصوصية المقدّمات خاصة في أثري “كليلة ودمنة” و”مقدمة البخلاء” مبرزا أثر ابن المقفّع في المقدّمات العربيّة اللاحقة.
والمداخلة الثانية كانت للأستاذة جليل طريطر (تونس) بعنوان “مقدّمة “في حياتي” لأحمد أمين بيانا تأسيسيا” بيّنت من خلالها أنّ خطاب المقدّمات يصلح أكثر من خطاب يظهر ويختفي فهو يؤسّس للكتابة ولجنس الكتابة. وقد قٍات الباحثة المقدّمات التي جاءت في كتاب “حياتي” بمختلف طبعاته مركّزة على مقدّمة الطبعة الثالثة وهي مقدّمة الأستاذ عبد العزيز عتيق بما هي مقدّمة قارئ للمقدّمات السابقة في الطبعات السابقة . وقد أثارت الباحثة أسئلة من بينها كيف يعتبر خطاب المقدّمات مؤسّسا لجنس السيرة الذاتيّة بما هو بيان يقدّم ممارسة للسيرة الذاتيّة؟
توصّلت الباحثة إلى أنّ كتابة المقدّمة بيانا تأسيسيا هي بداية إنشاء المؤسّسة في الأدب العربي الحديث. كما أكّدت خصوصيات المنوال الذي أفرزته مقدّمة أمين معتبرة إياه منوال غير مخصوص غنما هو منوال مطلق لكتابة السيرة الذاتية.
وساهمت الأستاذة نجيبة نشط (المغرب) بورقة عنوانها ” جدل الداخل والخارج في مقدمة “سقط الزند”” بينت من خلالها هواجس خطاب المقدّمات واهميّة هذا الخطاب في علاقته بالعتبات النصيّة الاخرى.
أمّا الأستاذ لطفي زيتوني (لبنان) فقد ساهم بورقة عنوانها “جدل الداخل والخارج في مقدّمات السردية العربية” بين من خلالها اختلاف الكتب باختلاف الكتب التي تقدّم لها. فمقدمات الخطاب الروائي تختلف عن سائر المقدمات. فهي تعوّق المتعة وتحلّل عالما لم يعرفه القارئ بعد وتحلّل شخصيات لم يلتقيها القارئ بعد. وأكّد الباحث في ورقته على أنّ المقدّمة خطاب إذا غاب المرسل عاب التواصل وتوقّف الحوار فيتحوّل الخطاب إلى نص. وقد أثار الباحث عديد الأسئلة من ذلك: هل هناك حوار بين المقدّمة والقارئ؟ هل التواصل داخل المقدّمة تواصل داخلي؟
أمّا الجلسة العلمية الثانية فقد كانت برئاسة الأستاذ سعيد يقطين. شارك فيها الأستاذ عبد العزيز شبيل (تونس) بمداخلة عنوانها “مقدمات كليلة ودمنة لابن المقفع” بين فيها أن هذه المقدمات تبدو وكأنها متعالية على النص . كما بين الباحث مزايا هذه المقدّمات الأربعة التي يحتويها الأثر مبرزا ما أتاه أصحابها في مختلف هذه المقدّمات.
وساهم الأستاذ الطاهر رواينية (الجزائر) بورقة عنوانها “خطاب التقديم واستراتيجيات التعاضد قراءة في المقدمات الذاتية لنماذج من أعمال واسيني الأعرج” حيث قارن بين مختلف مقدّمات الأعرج من حيث الطول والقصر. مبرزا محالة الأعرج تأسيس ميثاق سير ذاتي خاصة في روايته “ريمة ابنتي” لكن التخييل يفسد عليه ذلك. ثم درس الباحث الأهداف في الرواية مبرزا دورها في بناء الجسور بين ما هو مرجعي وما هو تخييلي. كما درس الباحث الخطاب الواصف في إهداء رواية أنثى السراب لواسيني الأعرج.
أمّا الأستاذة مريم جبر فرحات (المغرب) فقد عنونت مداخلتها ب”مضمرات الخطاب التقديمي في رواية “الفتاة الريفية” لمحمود خيرت” بينت من خلالها أهمية الخطاب المقدّماتي وأنواعه ووظائفه. وقد بينت الباحثة أن وراية محمود خيرت تتصدّرها ثلاث مقدمات الأولى ذاتية وهي للكاتب والثانية لمحمد بن عيد التواب والثالثة لخيري دومه، وبعضها واصفا للنص وآخرها متعالي يتعمّق في النص فيقدمه في صورة مخصوصة. كما تساهم المقدمات في إبراز مقصدية المؤلف وكذا القصدية الخارجية للناقدين الذين قدّما هذا النص.
بينت الباحثة كذلك أن الخطاب المقدماتي هو خطاب يحرص فيها الكاتب على تقديم نفسه بطريقة غير مباشرة. ومقدّمة خير دومة لهذه الرواية هي مقدمة متعالية وهي أساسية قدّم عليها ما يعرف بهوايات النشأة والصعوبات التي تعترض منشئ الرواية وعلاقتهم بالرواية الأوروبية. أمّا المقدّمات الواصفة فهي بيانات مرافعة تترك الأبواب مشرّعة على قراءات أخرى.
وساهمت الأستاذة نظار الهمامي (تونس ) بورقة عنوانها
Reading through the preface in Henry James’s fiction :A framing strategy to construct ficyional theory and instruct the modern reader »
بينت من خلالها أنّ مقدمات هنري جيمس تقدم تصورا جديدا لكتابة المقدّمات مت تظهر هذه المقدمات؟ ما هي القيمة التي تعطى لهذه المقدمات؟ وحاولت الإجابة عن سؤال: لماذا يكتب المبدع مقدّمة لنصّه؟ ألا يكون نصّه دالا عليه؟
وكان ختام هذه الجلسة مع الأستاذة آسيا متلف (الجزائر) بورقة عنوانها “الخطاب المقدّماتي في الرواية العربية العاصرة بين الوعي النظري والمقاربة الإجرائية” بينت من خلالها ما يتميز به النص الخطاب المقدّماتي من حضور مكثّف في حقول معرفية مختلفة تختلف باختلاف الخطاب المقدّماتي في النصوص الإبداعيّة. فهو خطاب يسعى إلى التطلّع إلى المتعة وتحقيقها ويعمل على محاولة إضفاء نوع من التأثير لفكّ شفرات النص. وأبرزت القيمة الأساسية للخطاب المقدّماتي على مستوى جمالي ودلالي.
وبينت الباحثة أنّ المقدّمات نوعان قديمة وحديثة. وتمتاز الحديثة بخمس سيمات: المكان والزمان والشكل والمرسل والمستقبل.
تعليقات