جائزة المنهاج النبوي - الدورة الثانية جائزة المنهاج النبوي - الدورة الثانية تشجيعا للباحثين والباحثات في الفكر الإسلامي التجديدي، ورغبة…
الديباجة :
لقد أكّد جدال دانتي في كتابه “De eloquence en langue vulgaire” في بداية القرن الرابع عشر ، في نوع من البنوّة المزعومة مع قيثاره Muses أو Orpheus ، أنّ “كلّ الكلمات الموضوعة في الشّعر هي أغاني” منذ عصور خلت ، وقد تجلىت هذه الرؤية مع بداية العصور الوسطى الذي ظهر فيها فنّ التروبادور ، الذي ابتكره المنظّمون للقصائد الشعرية المصحوبة بالموسيقى ، و مع نهاية العصور الوسطى وتحديدا منذ القرن السادس عشر ، بدأت حركة فصل الموسيقى عن الشعر. و أضحت القصيدة كيانا مستقلا بذاته له موسيقاه الخاصة به .وهذا ما عمدت إليه الحداثة التي جعلت القصيدة لتُقرأ بصمت ،و رسّخت الأغنية نفسها كفنّ مستقل بذاته ،و مع مطلع القرن العشرين شهد الشعر إحتفاء واهتماما كبيرين ، ليصبح مرة أخرى النصّ المكتوب نصًا لأغنية مؤداة بلحن مخصوص . موجهة إلى جمهور أكبر بكثير من النوع المحدّد في القرن التاسع عشر . وهو النوع الذي أثبت وجوده في عصر النهضة ،حيث عمد كثير من المغنيين “المشهورين” إلى التغني بالشعر الذي لم يكن مقصودًا للغناء في الأماكن العامّة ،وهكذا تحوّلت قصائد الشعراء إلى “كلمات” لأغاني مشهورة متداولة.
وقد اتّسعت هذه الظاهرة في جميع المجالات اللغوية والثقافية خلال القرنين العشرين والحادي والعشرين: وخاصة في فرنسا ، حيث تمّ تكييف قصائد أراغون من قبل ليو فيريه و جان فيرات وبراسنس ،الحائزة على الجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية عام 1967 ، و في إسبانيا تمّ تعيين ميغيل هيرنانديز على موسيقى إنريكي مورينتي أو كارمن ليناريس ، و في الولايات المتحدة ، جيم موريسون أو بوب ديلان ، الحائز على جائزة نوبل للآداب في عام 2016 ، الذي غنّي قصائد ويليام بليك ، ونرتقب لقاءات محتملة بين جان لويس مورات وأنطوانيت ديشوليير ، وباسكال أوبيسبو ومارسيلين ديسبوردس فالمور ، وجان لويس أوبير وميشيل هويلبيك ، و شعر كارلا بروني الأنجلو ساكسوني في القرنين التاسع عشر والعشرين (دبليو بي ييتس ، إي ديكنسون ، دبليو إتش أودن ، دوروثي باركر).
و أما في الجزائر ، لقد لعب الشعر ،دورا مهما في ثقافة المقاومة ، ويعدّ “ترسانة أخلاقية” و “منارة” للمقاومة الشعبية ضدّ الاستعمار الفرنسي في الجزائر.لقد لعب الشعر “دورًا رائدًا في نشر الوعي الوطني” و “شحذ الروح القتالية للمقاومين الجزائريين خلال القرنين التاسع عشر والعشرين”. وقد رافق الشعر الشعبي كلّ حركات المقاومة التي انطلقت ضدّ المحتل الغاشم ،إذ كتب الشعراء “نصوصاً تنبض بالروح الوطنية وحبّ الوطن”.
و قصيدة “من أجلك عشنا يا وطني ” التي ألّفها عمر البرناوي و غنّاها شريف قرطبي ، عدّة سنوات مع جوق التليفزيون الجزائري، التي شحذت همم الشباب الجزائري -كبيرهم وصغيرهم على السواء – في جميع الظروف ، و التي تمّ إعادة أدائها من قبل أصوات شابة وبأداء فردي ، و بتوزيع جديد ، من قبل الموهوبة ياسمين بلقاسم.
و أنشودة من جبالنا ، التي تعدّ من أشهر النصوص الثورية التي خلّدت أمجاد الثورة التحريرية ، نسب تأليفها إلى الشاعر محمد العيد آل خليفة وأبدع محمد الهادي الشريف في تلحينها ، حتى فرضت نفسها بشكل خاص من خلال هذا النطاق العاطفي والموسيقي الراقي، الذي كساها لبوسا وطابعا ثوريا لا مثيل له ، و خاصّة في المقطع الشهير الذي يعبّر فيه المؤلّف عن حبّه العميق لوطنه:
يا بلادي يا بــــــلادي أنا لا أهوى سواك
قد سلا الدنيا فؤادي و تفاني في هواك
كــل يـــوم فيك ينـمو حــبه مــثل النبات
يا تـرى يأتـــيك يــوم تزدهر في الحياة
وتبقى أنشودة موطني وما تحمله من رسائل و ترنيمات سامية في حبّ الوطن ، كتبها الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان (1905-1941) و لحنها الموسيقار محمد فليفيل ، نظّمت في البداية للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإنجليزي. وفيما بعد ذاعت شعبيتها فاكتسبت بعدا عربيا فيما بعد . و هكذا أضحت أغنية رمزية لجميع الشعوب التي تناضل من أجل الحرية والاستقلال، قبل أن يتم إعتمادها كنشيد وطني عراقي في عام 2004 ، بعد سقوط نظام صدام حسين. و في آيات هذا النشيد رمزية قوية ، تمكّن المرء أن يظل حساسا بهذا الحبّ الصادق للوطن الأم.
و أغنية “الجزائر حبيبتي ، الجزائر إلى الأبد” ،التي حازت نجاحا كبيرا شارك في أدائها ثلاثون فنانًا جزائريًا اجتمعوا عام 1999 في باريس حول الفنان بعزيز ، تكريمًا للبلاد في منتصف العشرية السوداء ، وقد تغنّت في انسجام تام ، باللغة العربية ، و الفرنسية و البربرية.
وفي الأخير لا يمكننا الحديث عن هذه الملحمة غير المسبوقة دون الاقتباس من أنغام الجزائر (Mélodies d’Algérie) للشهيد علي معاشي ، هذه الأغنية التي تعدّ من أعظم الأغاني الجزائرية ،التي تضمنت لازمة اتخذتها بشكل رائع المغنية الراحلة نورة وغيرها من الفنانين. كالفنان الراحل بلاوي الهواري ، ثمّ فيما بعد أصبحت نشيد مدرسة ألحان وشباب ، فأغنية “يا ناس أما هو حبّي الأكبر “، هي أغنية جميلة وعميقة ، جاءت كردة فعل على الأغنية التي أدّاها فريد الأطرش الذي ذكر كل البلدان وتغنّى بسحرها إلا الجزائر لم يذكرها ،فارتأى الفنان الشهيد «علي معاشي» أن ينظّم أغنية بغيرته على وطنه، فكتبها وغنّاها يقول فيها :
يا ناس أماهو حبّي الموثر
ياناس أماهو عزّي الأكبر
لو تسألوني نفرح او نبشر
ونقول بلادي الجـــــزائـــــر
ولا يمكننا أن نتحدّث عن الأغنية الوطنية الملتزمة دون الحديث عن النشيد الوطني “قسما ” الذي يعدّمن الأناشيد الوطنية الخالدة والمقدسة في الجزائر ، فهو النشيد الوطني الرسمي للدولة الجزائرية ،الذي حفظه تلامذتنا في المدارس عن ظهر قلب. والذى كتب كلماته الشاعر مفدى زكريا، فى 25 أبريل 1956 وهو فى سجن سركاجى أحد أقدم وأشهر السجون الجزائرية، و موسيقاه وألحانه من تأليف محمد فوزي ، مع إدخال إيقاعي أداه هارون رشيد ، مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بتاريخ الثورة ، حتى أصبح نشيد قسما إلزاميًا في المدارس الوطنية .
إشكالية الملتقى :
وبناء على ما سبق ، ارتأينا تنظيم هذا الملتقى الوطني الأول الموسوم بـ : ثقافة المقاومة :الشعر والموسيقى والأغنية الذي يحاول أن يجيب على كثير من الأسئلة:
– كيف يتمّ توظيف الشعر و الأغنية الملتزمة توظيفا رمزياً؟
– ما هي آليات إعادة قراءة الأعمال الشعرية الوطنية ، ومحاولة إعادة صياغة التاريخ وفقها؟
– ما الذكريات التي تحملها هاته الأعمال ؟ و كيف نستفيد منها في حاضرنا لاستشراف المستقبل؟
– ما هي الطريقة الواجب اتخاذها لتعليم الأناشيد الوطنية و الأغاني الملتزمة (ندوة ، دورة ، ورشات تعليمية ، إلخ)؟
– ما مكانة الشعر والأغنية الملتزمة في البرامج الجامعية؟
ولأجل الإجابة على هذه الإشكالات وغيرها من التساؤلات اقترحنا المحاور التالية :
– المحور الأول: شعر الالتزام ، وثقافة المقاومة عند الشعراء .
– المحور الثاني: الأغنية الملتزمة: إبداعا ، توزيعا ، استقبالا .
– المحور الثالث : أدبية وسيميائية الأغاني الوطنية العربية و الفرونكوفونية ،والانجليزية
– المحور الرابع: أساليب وتقنيات تعليم وتدريس الكونتولوجيا
– المحور الخامس: البلاغة والشعرية من خلال الأناشيد والأغاني الوطنية كجنس أدبي.
– المحور السادس : التمثلات الفردية والجماعية للأغنية الوطنية في الجزائر .
v – آخـر أجـل لإرسـال الملخصـات : يـوم : 15 / 05 /2021
v – آخـر أجـل لإرسـال المداخـلات كاملة : يـوم : 30/ 05 / 2021
ملاحظة :
– تقبل المداخلات باللغة العربية والفرنسية والانجليزية
– ترسل الملخصات والمداخلات المقبولة على الموقع moltaqua1tiare@gmail.com
الرئيس الشرفي للملتقى : أ.د. عبدالقادر زروقي
رئيس الملتقى : أ. مليكة مرايم
جائزة المنهاج النبوي - الدورة الثانية جائزة المنهاج النبوي - الدورة الثانية تشجيعا للباحثين والباحثات في الفكر الإسلامي التجديدي، ورغبة…
الندوة الحادية عشرة لطلبة الدكتوراه في اللسانيات الندوة الحادية عشرة لطلبة الدكتوراه في اللسانيات ينظم مختبرُ اللّسانيات الندوةَ الحادية عشرة…
المؤتمر الدولي للدراسات البينية والابتكار المؤتمر الدولي للدراسات البينية والابتكار عن المؤتمر يوفر المؤتمر الدولي للبحث متعدد التخصصات والابتكار (ICMRI…
ملتقى وطني حول: آليات محاربة التدفقات المالية غير المشروعة واسترداد العائدات المتحصلة من الجريمة المنظمة عبر الوطن التعريف بموضوع الملتقى:…