المؤتمر الدولي الدراسات اللسانية والأدبية وتدريسية اللغة العربية: قضايا نظرية وتطبيقية المؤتمر الدولي الدراسات اللسانية والأدبية وتدريسية اللغة العربية: قضايا…
لا زال ” النص ” يثير أسئلة النظر، والتأسيس، والمقاربة، فالتحليل، ثم التأويل. وكل ذلك يدل على مركزيته في اختبار نجاعة الإجراءات القرائية، والعدة التحليلية، والأدوات ” العلمية”، اختبار يكشف عن توهم متجدد في كثير من “اليقينيات النظرية”؛ كما اعتبر في غيرها من صور “اليقينيات”، ولكل ذلك تناسلت النظريات وتعددت المقاربات تنشد حدا له وتحديدا، وكشفا لهندسته وتكشيفا ، واستدرارا لـ”المعنى” منه وإسقاطا، فكانت العلاقة به وفيه ترجمة لمركزية ممتدة، وأثر متجدد ، يسعف في تبَيُّنٍ- ليس فقط – لتاريخ تطور النظريات القرائية والتأويلية، ولكن أيضا لخصوصيات توارد النصوص تبعا للمجال المعرفي والحقل العلمي والانتساب المرجعي . مما فرض مدخلا تركيبيا في بناء العدة التحليلية للنصوص، تنهدم به زعوم “الاستقلال النظري “، و”خصوصيات المناهج”، و”سيادة المقاربات”.
وقد استلهمت بعض الجهود هذه الطبيعة المركبة للمسمى “نصا”، وتوسلت في الإحاطة به قراءةً وفهما فتأويلا ثم إنتاجا “نماذجُ تفسيرية”، بما هي أدواتٌ تحليلية تربط بين “دوائر الفكر المختلفة ربطا مركبا عبر نماذج تحليلية”، ويتساوى في تجريب ذلك الأدبُ وقضايا الفكر واللغةُ والتاريخُ والسياسة و …. وقد كان ممن دقق مفهوم “النماذج التفسيرية ” الدكتور عبد الوهاب المسيري حيث قال: “النموذج: بِنيةٌ تصوُّرية يجردها عقل الإنسان من كَمٍّ ضخم من العلاقات والتفاصيل والحقائق والوقائع، فيستبعد بعضها باعتبارها غير دالة (من وجهة نظره)، ويستبقي البعض الآخر، ثم يربط بينها وينسقها تنسيقا خاصا بحيث تصبح (حسب تصوُّره) مترابطة، ومُماثلة في ترابطها للعلاقات الموجودة بين عناصر الواقع.
كل هذا يعني أن الإنسان ليس خاملاً، يتلقى عقلُه الواقع بشكل سلبي ويسجله بشكل مباشر، وإنما هو مبدع وخلاق يعيد صياغة الواقع من خلال النماذج، حتى في أثناء أبسط عمليات الإدراك، ومن هنا فالإدراك هو ذاته عملية تفسير.
ورغم أن النموذج بنية تصوُّرية، إلا أن من الممكن اختباره لاكتشاف مقدرته التفسيرية والتصنيفية. ” (من كتابه “اللغة والمجاز بين التوحيد ووحدة الوجود ” ص 217 و218 – ملحق بالمصطلحات والمفاهيم).
ويضيف ” كان من الحتمي أن يواكب رفض الموضوعية الفوتوغرافية وفكرة العقل السلبي، وهي تحولات في رؤيتي لعقل الإنسان وعلاقته بالواقع المادي، ومن ثم في الفلسفة الكامنة وراء المنهج ( … ) تحول في الأدوات المنهجية ، ولذا اتجهت نحو البحث عن أداة تحليلية … ” (ص: 363 و 364 من كتابه “رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر”).
وفي مجال الدراسات الأدبية – على سبيل المثال – يرى المسيري أن “يحاول الباحث ألا يظل على مستوى الموضوع المباشر الظاهر (بالإنجليزية: سابجيكت subject)، وإنما يحاول الغوص للوصول إلى الموضوع الأساسي الكامن (بالإنجليزية : ثيم theme ) . والموضوع الأساسي الكامن يتسم بأنه يربط بين كل أجزاء النص ويمنحه الوحدة التي لا بد أن يتسم بها إن كان نصا جيدا. ولأن الموضوع الأساسي كامن، لا يمكن للعقل رصده بشكل مباشر، وإنما عليه أن يكد ويتعب ويجتهد ويُفَكِّك ويُرَكِّب ويُجَرِّد ليصل إليه. ودراستي للموضوعات الأساسية الكامنة في الأعمال الأدبية كان تمهيدًا حقيقيًّا لتبني النماذج كأداة تحليلية” (ص265 – المصدر المذكور).
فهل النصوص المؤسِّسة لأدبية القول في ظاهرة من الظواهر أو قضية من القضايا، في طابعها الاجتماعي أو اللغوي أو الفكري، تقدم بناء على بنية تصورية لإدراك موضوع ما؟ وهو ما يفرض قراءتها في ضوء هذا ” التحيز الإدراكي ” و”التحيز القطاعي”؛ وانتهاء ب ” التحيز المنهجي”؛ فتنهدم معه أوهام “الخصوصية المجالية ” نظرا ومنهجا بل أدوات ؟؟؟
ما مستلزم القول بأصل التداخل في المقاربات للظاهرة الواحدة بحسب ما تنطق به حقيقتها المعلنة؟
ما أثر ذلك على كيانية “النصوص” واستقلالها؛ إن كان لها أن تكون كذلك؟
هل التزام النظر الاستنسابي للنصوص يفيد في إدراك حقيقة “البنية التصورية” الملازمة لكل “نص” بما هو “قول” يقارب في ضوء تلك النسبة؟
ألا تقوم حقائق الواقع المعاصر على هذه الطبيعة المركبة للنصوص في عالم الفكر واللغة والأدب والتاريخ والسياسة و …؛ بل وفي عالم التقدم العلمي والتكنولوجي؟
ما مصير “الإنسانية” إن لم تتملك هذه الرؤية المركبة لـ”النصوص” المؤسسة للرؤى والتصورات والبانية لـ”مخيال” البشرية، وهي تكدح في سبيل حفظ أجل وصف يميزها “الإنسانية”؟
تحمل الندوة هذه الأسئلة متوجهة لعموم المهتمين والمختصين؛ مستثيرة لكوامن قدراتهم العلمية؛ ومستضيئة بقبسات علمهم وأنواره؛ مستدرةً منهم أوراقا علمية؛ تقدم إجاباتٍ على تلك الإشكالات والأسئلة؛ على شرط المطارحة الأكاديمية والعلمية في محاور تُحدد كما يلي:
1- النص؛ واحدية الإطلاق وتعدد المفاهيم.
2- ” النماذج التفسيرية” تاريخ المفهوم ومستقر التحديد.
3- النص والنموذج التفسيري: حقيقة العلاقة ودواعي التمايز.
4- النماذج التفسيرية والمناهج النقدية: حقائق التصور ومنسوب العلاقة.
5- الطبيعة المركبة للظواهر وأثرها في إنتاج النصوص وتأويلها: نماذج من حقول مختلفة (اللغة؛ الأدب؛ الفكر؛ التاريخ السياسة؛ … ).
6- آفاق الاشتغال بـ”النماذج التفسيرية” والاستحقاقات المعرفية والعلمية والمنهجية (تنظيرات في التأسيس العلمي والإجراءات التدبيرية لمحاضن الفكر والعلم).
7- النص والنماذج التفسيرية ووضع المصطلح العلمي الواصف (مقترحات في التوليد والإنتاج).
شروط المشاركة:
1. أن لا يخرج البحث عن أحد محاور الندوة المسطرة.
2. أن يتسم البحث بالمنهجية العلمية ومواصفات البحث العلمي الأكاديمي الرصين.
3. ألا يكون قد سبق نشره بأي صيغة، أو شارك به صاحبه في فعالية أكاديمية أو علمية سابقة.
4. ان يقدم الباحث ملخص بحثه في حدود 400 كلمة، يتضمن موضوع الدراسة وأهدافها وصلتها بأرضية الندوة والمنهج المعتمد فيها.
5. أن يحرر البحث باللغة العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية، وأن يتراوح ما بين 20 و30 صفحة، مقاس(A4)،
وأن يكون خط التحرير (Sakkal Majalla) للمداخلات باللغة العربية، وخط (Times New Roman) للمداخلات بغير العربية ولما يرد في البحث بغير العربية. وبمقاس (16ن) في المتن، وبمقاس (12ن) في الهوامش.
6. أن ترقم هوامش البحث في أسفل الصفحة.
7. أن ترتب قائمة المصـادر والمراجع في آخر البحث باعتماد أسماء شهرة المؤلفين.
8. ستعرض البحوث على لجنة علمية متخصصة لتحكيمها قبل الاعتماد للعرض في الندوة.
9. أن يعبئ الباحث بتعبئة استمارة المشاركة المرفقة، ويرسلها في الوقت المحدد مرفقة بموجز السيرة العلمية وملخص البحث عبر البريد الإلكتروني المبين أسفله.
مواعيد مهمة:
– آخر أجل للتوصل بملخص البحث (400 كلمة)، واستمارة المشاركة، وموجز السيرة الذاتية (100 كلمة): 20/05/2021.
– الرد على الملخصات ابتداء من: 30/05/2021
– آخر أجل للتوصل بالبحث كاملا: 15/07/2021.
– رد اللجنة العلمية بخصوص البحوث المقبولة وغير المقبولة ابتداء من 10/10/2021.
– تاريخ انعقاد المؤتمر: نونبر 2021.
– مكان انعقاد المؤتمر: جامعة مولاي إسماعيل – الكلية متعددة التخصصات بالرشيدية – المملكة المغربية.
لغات الندوة:
– العربية – الإنجليزية – الفرنسية.
ملحوظة:
– الجهة المنظمة: جامعة مولاي إسماعيل – الكلية متعددة التخصصات بالرشيدية – المملكة المغربية.
معلومات الاتصال:
تبعث الملخصات والاستمارات والبحوث المقترحة حصرا عبر البريد الإلكتروني للندوة:
arabicseminar2019@yahoo.com
للتواصل والاستفسار:
00212665168920 أو 00212662030695 أو 00212672393342 أو 00212632691485
المؤتمر الدولي الدراسات اللسانية والأدبية وتدريسية اللغة العربية: قضايا نظرية وتطبيقية المؤتمر الدولي الدراسات اللسانية والأدبية وتدريسية اللغة العربية: قضايا…
المؤتمر الدولي حول العولمة والثقافة (ICGC) المؤتمر الدولي حول العولمة والثقافة (ICGC) 13 أكتوبر 2023 - بورصة ، تركيا الهدف…
المؤتمر الدولي العلمي الحادي عشر: فروع المعرفة بين التخصص والتداخل المؤتمر الدولي العلمي الحادي عشر للمركز الأوروبي للبحوث والاستشارات في العلوم الإنسانية…
الندوة الدولية: ديداكتيك اللغات (العربية، والأمازيغية، والفرنسية) بين التكامل والتخصص ليست اللغة أداة تواصل وتورية، فحسب، بل إنها أيضا، ترميز…