مؤتمر ومعرض قطر للمسؤولية الاجتماعية تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء…
أوّلا: الإطار العلمي العام للندوة
عرف علم الكلام، في نشأته الاعتزاليّة، صراعا مع السلف، فقهاء ومحدّثين حول مشروعيته، انتهى بانبثاق الأشعريّة في بداية القرن الرابع الهجري. وقد شهدت أطوارا مثّل الباقلانـي ( ت 403هـ) طورها التأسيسي بتجهيزه للطريقة الكلاميّة بالمقدّمات النظريّة للاستدلال ( الجوهر الفرد، الخلاء، العرض الذي لا يقوم بالعرض، والعرض لا يبقى زمانين) وألحقها بالعقيدة، فوجب الإيمان بها. فأقرّ قاعدة بطلان الدّليل يؤذن ببطلان المدلول عليه. وقد اتّخذ الناس الجويني ( ت 487هـ) إماما لمحاذاته طريقة السلف بعقائد علم الكلام التي أصّلها كتاب: “الإرشاد”، ثم كان انتشار المنطق في العلوم الإسلاميّة، الذي فرّق بينه وبين العلوم الفلسفيّة الأخرى من حيث إنّه معيار للأدّلة فقط يُسبر به الأدلّة منها كما يسبر من سواها، على حدّ تعبير ابن خلدون ( ت 808هـ)، فأعيد النظر في النظريات الكلاميّة، وتلك القواعد والمناهج القديمة، واقتباس النظريات الطبيعيّة والميتافيزيقيّة الفلسفيّة؛ فوقع التخلّي عن قاعدة الباقلانـي، من أنّ بطلان المدلول من بطلان دليله، الذي ميّز طريقة المتقدّمين، وتقرير أنّه لا يلزم من بطلان الدّليل بطلان المدلول، وهي قاعدة المتأخرين.
لكن، احتفظ علم الكلام في هذا الطور بخصوصيته مع الفلسفة، رغم تغلغل الفلسفة فيه، وقد مثّل هذا الاتّجاه الغزالـي ( ت 505هـ) الذي كانت لحظته لحظة صراع ضدّ الفلاسفة الإسماعيلية لأسباب سياسيّة مذهبيّة. أما الطّور المتأخر والنهائي لعلم الكلام فقد تميّز باختلاط العلمين ( الكلام، الفلسفة) بعد توغّل المتأخرين من المتكلّمين في مخالطة كتب الفلاسفة؛ إذ جعلهم اشتباه المباحث بين الكلام والفلسفة يعتقدون أنّ موضوعهما واحد، فاختلط الكلام بالفلسفة بصفة نهائيّة، بحيث لا يتميّز أحد الفنّين عن الآخر.
ويميّز ابن خلدون في هذا الخلط بين مرحلتين: الأولى، خلط مسائل علم الكلام بمسائل الفلسفة نظرا إلى اشتراكهما في المباحث وتشابه موضوع علم الكلام بموضوع الميتافيزيقا ( العلم الإلهي) ومسائله بمسائلها؛ فصارا كأنّهما فنّ واحد.
أما الثانية، فهي تغيير المتكلّمين للترتيب الفلسفي في الطبيعيات والإلهيات وخلطهما فنّا واحدا، فقدّموا فيه الكلام في الأمور العامّة، ثم أتبعوها بالجسمانيات (الطبيعة) وتوابعها، ثم الروحانيات وتوابعها، إلى آخر العلم، كما فعله ابن الخطيب/ الرازي ( ت 606هـ) في “المباحث المشرقيّة” وجميع من بعده من علماء الكلام على حدّ قول ابن خلدون. وهذا هو الموجود في ” المواقف” للإيجي (ت 756هـ).
إنّ أهم ما يلاحظ في تاريخ علم الكلام، التمييز بين طريقة المتقدّمين وطريقة المتأخرين، ولئن اعتبر الغزالي المدشّن لطريقة المتأخرين مع الرازي؛ إذ الفيصل بين الطريقتين هو النفور من صور الأدّلة والأقيسة المنطقيّة اليونانيّة عند الأوّلين، كما هو عند الباقلاني، والإقبال على المنطق اليوناني عند المتأخرين، وتفريقهم بين المنطق من حيث هو أداة للاستدلال، وبين موضوعه ( الطبيعيات، الإلهيات)، فإنّ المدشّن الحقيقي لطريقة المتأخرين هو الإمام الرازي من حيث الشكل والمضمون.
فليس من باب الصدفة أن يبني ابن تيمية -وهو أعظم متكلّم سلفي بعد أحمد بن حنبل ( ت 241هـ)- مشروعه على نقد مشروع الرازي في كتابه ” أساس التقديس”، ذلك أنّه اعتبره الممثّل الحقيقيَ للطور الأخير للكلام، حيث اختلط الكلام بالفلسفة.
ولئن بشّر ابن خلدون بانتهاء دور علم الكلام وضرورة التخلّي عنه، نظرا إلى استقرار العقائد الإيمانيّة من ناحية، وإلى الإشكاليات المنهجية والنظريّة التي اعترضت سبيله من ناحية أخرى، وهو يتّفق في ذلك مع ابن تيمية (ت 728هـ) في نقد الكلام مع اختلاف الخلفيات المنهجيّة والمذهبيّة، فإنّ التقليد الكلامي استمرّ بعدهما، بل زاد رسوخا وانتشارا. الأمر الذي يحتّم علينا ضرورة إعادة تقييم الكلام المتأخر، ذلك أنّه كثيرا ما اعتبرتْ الدّراساتُ القرونَ المتأخّرةً (7، 8، 9) قرون تراجع وانحطاط وجمود لعلم الكلام وسائر العلوم الإسلاميّة، إلا أنّ البحوث العلميّة المعاصرة الجادّة، تريد أن تثبت عكس هذه الفكرة الشائعة.
فلئن عرفت الحضارة الإسلاميّة في القرنين السادس والسابع الهجريين/ الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، تراجعا حضاريّا وسياسيّا واضحين، خاصّة بعد سقوط بغداد سنة 656هـ، فإنّ هذا الأمر لا يصدق على الجانب العلمي والفكري؛ إذ شهدت العلوم، والكلام منها، انطلاقة جديدة بالمشرق والمغرب على حدّ سواء، ولقد انتبه ابن خلدون نفسه إلى هذه النهضة العلمية في بلاد العجم، تحديدا في الكلام، بل إنّ هنري كوربان (Henry CORBIN) (ت 1978م) يرفض فكرة سقوط الفكر الفلسفي العقلاني بموت ابن رشد (ت 595هـ)، ويرى أنّ فكرا جديدا انبثق منذ القرن السابع. وهذا يصدق على التصوّف الفلسفي مع ابن عربي ( ت 638هـ ) -كما يقرّر- وعلى الكلام المتأخر. فالقرن السادس الهجري، يمكن اعتباره مهادا لانطلاقة جديدة للثقافة الإسلاميّة عامّة ولعلم الكلام، رئيس العلوم الإسلاميّة، خاصّة. يصدق هذا الرأي على المغرب الإسلامي، وإن كان في المشرق – بلاد العجم- متجلّيا أكثر من حيث الإنتاج والإبداع، وليس من باب الصدفة أن ينتج القرن السابع الهجري أعظم متكلمين مختلفين بالمذهب: ابن تيمية ( ت 728هـ) الحنبلي ونصير الدّين الطوسي ( ت 672هـ) الشيعي وما أنتجا من تجديد وإضافات.
إنّ ظاهرة وفرة الإنتاج الكلامي في العالم الإسلامي شرقا وغربا، زمن الانحطاط السياسي والاجتماعي، لتُغري الباحثين بمحاولة إيجاد تفسير لها.
هذا هو الإطار العام لهذه الورقة العلميّة لندوتنا العلمية الدّوليّة الثالثة لوحدة علم الكلام، والتي نزمع تناولها من خلال هذه المحاور التالية:
ثانيا: محاور الندوة
خصائص الخطاب الكلامي عند المتأخرين.
إشكاليات العلاقة بين وفرة الإنتاج الكلامي والتراجع الحضاري.
تطور المنهج الكلامي.
المسائل الكلامـيّة وتطوّرها: مواطن الجدة والإضافة ( المعرفة، الوجود، السببية، السياسة والأخلاق).
ثالثا: التواريخ
– انعقاد الندوة: 9 و10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.
– استلام العناوين والملخصات (في حدود 400 – 600 كلمة): من 15 ماي/ أيار إلى 30 جوان/ حزيران 2021.
– استلام المشاركات العلميّة كاملة (في حدود 5000 – 7000 كلمة): من 1 جويلية/ تموز إلى 30 سبتمبر / أيلول 2021.
*ملاحظة: المشاركة مشروطة بإرسال الورقة العلميّة كاملة.
رابعا: التنسيق واللجان
*المنسّق العام :
أ.د. عبد الجليل سالم: رئيس “وحدة علم الكلام” وعضو بيت الحكمة رئيس جامعة الزيتونة سابقا
الهاتف/ الواتساب: 98836000(00216)
ميسانجير (Messenger): (Abdeljalil Salem)
* اللجنة العلميّة
أ.د. سيف الدّين الماجدي
أ.د. عماد السهيلي
د. منية الماجري
أ.د. فرج بلحاج
د. لطفي الجراي
د. فوزي العلوي
د. رمضان البرهومي
د. آمال البوغانمي
د. بيّة السلطاني
د. سارة الجويني حافيز
*اللجنة التنظيميّة
د. معز بن ثابت
د. محمّد السالمـــي
د. بقاسم القاسمي
د. رمزي تفيفحة
د. سليمان منغانـي
أ. منية الغربي
خامسا: عناوين المراسلات
الواتساب: 98836000(00216)
البريد الإلكتروني: elkellam2021@gmail.com/ abdeljalilsalem2015@gmail.com
المنظم:
وحدة علم الكلام – المعهد العالي للحضارة الإسلاميّة – جامعة الزيتونة
مؤتمر ومعرض قطر للمسؤولية الاجتماعية تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء…
المؤتمر الدولي للفلسفة واللاهوت والتعليم المؤتمر الدولي للفلسفة واللاهوت والتعليم محاور المؤتمر: الدراسات الكتابية واللاهوتية العبرية التوراتية الروحانية الكاثوليكية واللاهوت…
المؤتمر الدولي السادس إسهامات ذوي الهمم في بناء الحضارة الإنسانية قديمًا وحديثًا رسالـــة المؤتمر: · إيضاح حقائق مقررة، ولكنها غائبة…
ندوة علمية دولية التلقّي الغربي للفلسفة وللمعارف العربيّة الإسلاميّة الورقة العلمية للندوة يعتزم قسم الفلسفة بالمعهد العالي للعلوم الإنسانية بتونس…
الندوة الدولية متعدّدة الاختصاصات: إحياء اللسان العربيّ في تونس في إطار حوارية الجوار اللغوي تونس 7 - 9 ديسمبر…
الندوة الدولية الخامسة ترحال النظرية وافاق القراءة المنظم: قسم اللغه العربيه - المعهد العالي للغات بقابس - جامعه قابس -…