أعلنت جائزة زايد للاستدامة عن فتح باب تقديم طلبات المشاركة في دورتها لعام 2023. وتهدف هذه الجائزة العالمية الرائدة، التي أسستها دولة…
الأرضية:
بعد إنجازه ثلاثة مشاريع علمية تربوية، تناول الأول منها موضوع “الدافعية داخلية المنشأ وبدائل التعليم والتعلم في المدرسة العمومية المغربية” سنة 2018، والثاني “الدافعية داخلية المنشأ وأسئلة الألفية الثالثة” سنة 2019، والثالث “التعلم الرقمي وبناء كفايات الألفية الثالثة” سنة 2020؛ يقف فريق البحث “المدرسة وبدائل التعلم EcoAltA ” عند قضية حيوية تخص حقل التربية والتعليم في علاقته بالثقافة الجمالية، عموما، من حيث أهميتها في بناء شخصية الإنسان وذائقته، والثقافة والأيقونية، المتعلقة بالصورة وأخواتها مما يلتقطه البصر، خصوصا، من حيث هيمنتها على ما يتلقاه الفرد، كل لحظة وحين، من خطابات تكتسح معيشه اليومي عبر الانفجار الهائل لتكنولوجيا المعلومات والاتصال.
وفي سياق مقارنة متواصلة بين المدرسة ومحيطها المجتمعي، يبدو أن مناهجنا التعليمية متخلفة كثيرا، بالنظر إلى محتوياتها وإجراءات الاشتغال على هذه المحتويات، مقارنة بما يُفترَض تحققه فيها من تحولات تساير تاريخا فكريا وعلميا منذورا لطفرات رقمية مدهشة، صارت الثقافة الأيقونية واحدة من دعاماتها، وأولوية من رهاناتها. فالغزو المتلاحق للصور في حياتنا لا يهدأ، والابتكارات التكنولوجية والرقمية تسارع الزمن للتحكم في سلوك الإنسان وفكره ومواقفه وخياراته عبر ما تضخه قنوات الإعلام تلفزيا، والشبكة السحابية ببرامجها وبرانمها وتطبيقاتها، لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تتدفق فيها الصور والأيقونات بإيقاع يقطع الأنفاس.
إن الأيقونة بمختلف أشكالها منتشرة بوفرة مذهلة أينما يممنا بصرنا: عبر الشاشات ويافطات الإشهار. إنها تخترقنا دون رغبتنا، وتفرض على عيوننا ومسامعنا وجودها، راضين أو مكرهين. لقد تحول العالم حولنا إلى كون أيقوني ضاجٍّ، فاتن وخطير في آن، إلى درجة يمكن الحديث فيها عن تلوث بصري وضجيجي لا يرحم. لكن بموازاة مع هذا التحول في السياق المجتمعي، تقبع المدرسة بمناهجها: بنيات، ومقررات وطرائق، في ظل عصور منصرمة مجذوبة إلى الماضي أكثر مما هي راهنية واستباقية. ويكفي أن نؤشر على هذا بأننا في سنة 2021، ما زلنا نشتغل بمقررات دراسية حصل تأليفها واعتمادها من لدن الوزارة الوصية سنة 2004. فكيف نقارب فاصل السبعة عشرة سنة بين “كتاب التلميذ” وبين عالم وثَّاب ينط كل جزء من الثانية نحو المستقبل؟
في ضوء هذا التفاوت المقلق بين إيقاع متسارع لعالم معولم، وبين إيقاع رتيب لمنظومات تربوية مخلصة للثبات، ارتأى فريقنا إثارة تفكير حول الثقافة الأيقونية في علاقتها بالثقافة الجمالية عبر الوسيط البصري داخل المدرسة، فربما ينتهي بنا البحث إلى تصور بدائل، ثم اقتراحها للتجريب بما يطور حضور هذه الثقافة وظيفيا ضمن مخططاتنا الديدكتيكية في علاقتها بالطرائق البيداغوجية النشطة الملائمة لهذا الإطار.
المحاور:
واستجابة إلى مطالب البحث العلمي التربوي في الموضوع، اقترح فريق البحث المحاور التالية:
في سنوات ما بعد الاستقلال، كان ما يسمى اليوم وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، يحمل اسم “وزارة التعليم والفنون الجميلة”. ومع توالي السنوات والمخططات والإصلاحات والرؤى، تم حذف الفنون رغم أنها مكون أساس في تهذيب أخلاق الناشئة وأذواقهم؛ مثل التربية التشكيلية، والتربية الموسيقية، والتربية النسوية. وقد آل الوضع في مدارسنا إلى مختلف أنواع العنف الجسدي والرمزي بين المدرسين والمتعلمين والإدارة التربوية، فهل لتغييب الثقافة الجمالية أثر في تنامي سلوكات لا تربوية ولا أخلاقية، من جهة، وفي تنامي فكر التطرف لدى الناشئة، من جهة أخرى، وبالتالي سقوطهم في شباك الجماعات الإرهابية التي تخترق تفكيرهم بشعارات التحريم والتكفير؟ وهل من تَوجُّه جديد لتتبوَّأ الثقافة الجمالية موقعا اعتباريا داخل مناهجنا التعليمية درءا لهذه المخاطر النفسية والسلوكية التي أشاعت التفاهة، وجففت منسوب القيم في الشخصية؟
يكفي أن نفحص طبيعة ومحتوى مجزوءات التكوين والتأهيل، بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، الخاصة بسلكي الابتدائي والثانوي بمستوييه الإعدادي والثانوي، لنتبين الخلل الحاصل منذ البدء. وحيث يُفترَض أن تنمو شخصية الفرد وتكتمل ما بين التعليم الأولي حتى السنة الثانية باكلوريا، فإن تغييب مجزوءات الثقافة الجمالية بروافدها المختلفة، خلال مرحلة تكوين الأساتذة المتدربين بالمراكز، يمتد أثره إلى المدرسة بأسلاكها بما يفاقم تراجع القيم الفاضلة، والأخلاق المهذبة داخل المؤسسات التعليمية وخارج أسوارها. فهل من رؤية لترسيخ هذه الثقافة الجمالية في المشاتل الحقيقية للتربية والتكوين حتى تمتد إلى الناشئة منذ ولوجهم المدرسة؟
مدرسيا، يمر استنبات الثقافة الأيقونية عبر مشاتل الأندية السينمائية التربوية التي تسهر على تنبيه البصر، وتعزيز منظوراته، وتطوير ذكائه القائم على الملاحظة والمقارنة بين المدرَكات المحسوسة، ثم الانتقال بهذه المكتسبات إلى استثمار عدسات التصوير في إنجاز أفلام وأشرطة تربوية تحقق الإبداع في المعرفة بالصورة الثابتة والمتحركة، عبر توظيف التكنولوجيات المتوفرة والمتطورة باستمرار. فكيف يمكن للتجارب المعزولة في بعض المؤسسات التعليمية الرائدة أن تتحول إلى إجراء رسمي يجد حيزه في مختلف الدروس والمكونات، فتتحول الوضعيات الصفية التقليدية إلى مختبر للاجتهاد والإبداع واكتشاف المواهب والطاقات التي قد تجد لها مستقبلا مهنيا في الفن السابع؟
من الأمور المثيرة التي تبدو متجاوزة في المنهاج الدراسي، هي طبيعة لجان تأليف المقررات الدراسية. ففي كل مقرر يطالعنا نفس التخصص، مثلا، (مفتش ممتاز تخصص رياضيات- مفتش مادة الرياضيات- أستاذ مادة الرياضيات- إلخ). ويستحيل أن نجد لجان التأليف هاته جامعة لمن ينبغي وجودهم في مثل هذه الخيارات الحاسمة لبناء شخصية الإنسان: عالم النفس، والأخصائي النفساني، وعالم الاجتماع، والفيلسوف، والطبيب الإحيائي، وعالم البيئة، والرياضي من مجالي الرياضيات والرياضة، وعالم الأديان، واللساني، والسيميولوجي، والأنثروبولوجي، والموسيقار، والمخرج المسرحي والسينمائي، والشاعر، والروائي، والناقد الأدبي، والأنفوغرافي، وأخصائي الرقمنة، إلخ…
ألا يمكن، مثلا، للمتعلم أن يقترح أيقونات أخرى، صورا ورموزا وأشكالا، مغايرة لتلك التي تتكرر بشكل باهت، على صفحات مقررات دراسية، تشعره بالفتور والقرف حتى لَأنه يجدها متخلفة جدا مقارنة بما يستعرضه عبر هاتفه النقال من عالم الأيقونات المُبهِر. ألا يمكننا تجريب مهارات هذا المتعلم في اقتراح بدائل، وتنظيم ورشات ومحترفات لاكتشاف إبداعه، وللإنصات إلى مسوغات خياراته، ومقاربتها معه بما يبني شخصيته المعرفية وذائقته الجمالية؟
الصباغة المائية، الصباغة الزيتية، الرسم بقلم الرصاص، الكاريكاتور، النحت، تصميم ملصق إشهاري، التدوير، هندسة متحف الصف، تزيين فضاء القسم وفضاء المدرسة، البستنة المدرسية، إلخ… حاجات تربوية تراوح قيمتها بين الهواية والمهارة، لكنها في تراجع لافت للنظر داخل مؤسساتنا التعليمية لا سيما في سلك الثانوي.
قد يقول قائل: إن هذه المطالب تجد حيزها داخل أنشطة الحياة المدرسية، لكننا في الواقع نفتقدها كممارسة فعلية ومنتظمة. إن المراهقين حاليا منجذبون إلى عوالمهم الافتراضية خارج المدرسة، ولم تعد الأندية التربوية تثير اهتمامهم، كما أن المدرسين، في الغالب، لا تربطهم بالمؤسسة التعليمية سوى ساعات العمل الرسمية. فما هي الرؤية التي يمكننا بواسطتها وضع هذه الثقافة التشكيلية في قلب التعلمات اليومية للناشئة، فتتحول من مجرد نشاط موازي أو هامشي، إلى حاجة رئيسة، مستقلة أو مندمجة، لها مقرراتها، وأهدافها، وإجراءات إنجازها، وتقويمها، وحيزها الزمني والمكاني داخل المدرسة؟
كيف نهدم كليشيهات المقررات؟ وكيف نبني إبداعا حقيقيا في التعلمات؟
تفسح الحكاية المصورة، La bande dessinée (BD)، في تناول النصوص القرائية أو المؤلفات السردية، وأيضا في دروس التاريخ، على سبيل المثال، بمختلف الأسلاك التعليمية، مجالا رحبا للإبداع، وتطوير خيال المتعلمين، واستكشاف ميولهم ومواهبهم، والانتقال بهم من محدودية الأنا الفرديLe Moi individuel نحو غنى وشساعة الأنا الجماعي Le Moi groupal . فهل جربنا يوما معهم تحويل درس ما، أو نص ما إلى حكاية مصورة يشتغلون عليها كمجموعات مؤطَّرة ببيداغوجيا المشروع؟
ألم يحِن الأوان لنستدرك تأخرنا، رفقة الأساتذة المتدربين، عبر بحوثهم التدخلية، كي نؤسس مشاريع بحث ميداني يضع ديدكتيك الأيقونات (أشرطة، وصورا، وخرائط، ورموز، وأشكال…) في قلب التعلمات، وذلك بما يؤمِّن إرساء ثقافة أيقونية ذات أبعاد معرفية وجمالية، يحصل استحضارها في بناء مختلف الكفايات، منذ سنوات التعليم الأولي، حتى آخر محطات التعليم الجامعي، لأنها خبرة تساعد الفرد على التعلم مدى الحياة. فأية استراتيجية تستجيب لهذا الرهان، وما هي إجراءات تنزيلها، وتجريبها، وتقويمها من أجل فحص نجاعتها؟
الجهة المنظمة: فريق البحث ”المدرسة وبدائل التعلمEcoAltA ” المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين الرباط- سلا- القنيطرة- فرع القنيطرة.
مكان انعقاد المؤتمر:: المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين الرباط سلا- القنيطرة- المقر الرئيس بالرباط.
تعليمات هامة خاصة بالمشاركة:
– يكتب البحث بخط (Sakkal Majalla) بحجم 14 للمتن. وأن تكون المسافة بين السطور (1.15) و (1.5) بين الفقرات.
– تكتب الإحالات داخل المتن بصيغة (APA)؛ ولا تقبل أية صيغة أخرى للتوثيق.
– يُدْرَجُ ثَبْتٌ نهائي للمراجع المستشهد بها في نهاية الدراسة، متضمنة كافة المعلومات وبالطريقة التالية: (اسم المؤلف: عنوان الكتاب (مظَلَّل)، البلد، دار النشر ،المدينة، الطبعة، السنة).
– المعلومات غير البيبلوغرافية، المراد الاستشهاد بها تكون في الهامش (إضاءات وإشارات إلى مراجع بعينها، للاستئناس أو شرح مختصر لفكرة أو مفهوم أو معلومة مهمة للمتن).
– أن يتراوح عدد كلمات البحث بين 5000 و6000 كلمة، وليس أكثر، بما فيها ببليوغرافيا البحث، وأن يتم بناء الجداول، في حال استعمالها، بصيغة SmartArt.
– يرسل البحث في صيغة وورد Word.
– يشترط في البحث سلامته من كل الأخطاء الإملائية واللغوية والمعرفية، وكذا احترامُه علاماتِ الترقيم، وتنسيق مسافات السطور في الفقرات (Justifier).
– يشترط أن يكون البحث أصيلا، ولم يسبق نشره، أو المشاركة به في فعاليات أخرى.
– يرفق البحث بملخص من 100 كلمة باللغات العربية والفرنسية يتضمن: 1- إشكالية البحث، 2- منهج البحث، 3- محاور البحث، 4- الكلمات المفاتيح بين 4 و8.
– لغات البحث: العربية، والفرنسية.
– توفر الجهة المنظمة:
– شهادات المشاركة (توزع في الجلسة الختامية للمؤتمر، وليس قبلها)؛
– نسخة من أعمال المؤتمر بثمن تفضيلي؛
أعضاء اللجنة العلمية:
أعلنت جائزة زايد للاستدامة عن فتح باب تقديم طلبات المشاركة في دورتها لعام 2023. وتهدف هذه الجائزة العالمية الرائدة، التي أسستها دولة…
المؤتمر الدولي حول اللغة والأدب والثقافة 13 أكتوبر - 14 أكتوبر 2023 ، الرياض ، المملكة العربية السعودية عن المؤتمر:…
المؤتمر العلمي الدولي الأول تقنيات الاتصال الحديثة ودورها في تطوير التعليم العالي المؤتمر العلمي الدولي الأول تقنيات الاتصال الحديثة ودورها في…
ضع إعلانك هنا .. وتتم مشاركته في صفحاتنا التواصلية .. أكثر من 220 ألف مشترك أكثر من عشرة ملايين مشاهدة…
جائزة المنهاج النبوي - الدورة الثانية جائزة المنهاج النبوي - الدورة الثانية تشجيعا للباحثين والباحثات في الفكر الإسلامي التجديدي، ورغبة…