المؤتمر العلمي الدولي الأول تقنيات الاتصال الحديثة ودورها في تطوير التعليم العالي المؤتمر العلمي الدولي الأول تقنيات الاتصال الحديثة ودورها في…
رغم عدم دقة المصطلحات المتداولة بل وغموض البعض منها إلا أن “التعليم عن بعد”أصبح واقعا يفرض نفسه على مختلف الفاعلين في المجال التربوي والدارسين للظواهر والوقائع الإنسانية. واقعيا، فكرة التعليم عن بعد لم تنشأ بظهور وانتشار جائحة “الكوفيد”، إلا أن ما لازم هذه الجائحة من تعطل لمختلف مرافق الحياة سلط الضوء على “التعليم عن بعد”وتحول الى حل شبه حتمي لتعطل التعليم المباشر في مختلف مستوياته وأشكاله،بل تحول إلى شكل سائد للتعليم والتكوين اعتمدته المجتمعات والدول بعضها بشكل شبه كلي وبعضها بالتناوب مع التعليم الحضوري المباشر. لهذا الشكل من التعليم والتكوين آلياته ونمط اشتغاله وأثر بشكل مباشر على طرق التعليم الكلاسيكية وطرح حلولا مباشرة ولكنه أدي بشكل غير مباشر إلى تحديات جديدة و طرح إشكاليات لا تقتصر على العملية التعلمية في حد ذاتها لتشمل السياق الاجتماعي المحيط به وعلى جل الفاعلين سواء كانوا مربين أو متعلمين بل ويشمل أثره المجال الثقافي والأنثروبولوجي.
أول الصعوبات التي يطرحها هذا الشكل من التعليم والتعليم هي إشكالية المصطلح في حد ذاته. ما يطلق عليه في الخطابات الرائجة “تعليم عن بعد” هو في حقيقته مجموعة من الوقائع المختلفة المتمايزة والتي بفعل ذلك لا تحمل نفس التسمية إذ من الضروري التمييز بين “التعلم عن بعد” و”التدريس عن بعد” و”الدراسة الافتراضية” و”التكوين الافتراضي” و”التعليم الإلكتروني” و”التدريس الالكتروني” وغير ذلك من الوقائع التي يجمع بينها عنصرين على الأقل: بعد المعلم عن المتعلم واستعمال أدوات تدريس غير تقليدية. غير أنها تتمايز من جهات كثيرة حيث يقوم “التعليم عن بعد” أو “الافتراضي” على مبدأ تعليم غير حضوري في حين يقوم التعليم الالكتروني على استعمال أدوات التواصل التي يتيحها الإنترنت لإنجاز العملية التعلمية ذاتها إما بشكل كلي أو بشكل جزئي وفي المقابل يقوم “التدريس عبر الحاسوب” على استثمار ممكنات التكنولوجيات الحديثة لإنجاز الدروس.
سواء تعلق الأمر بخيار بيداغوجي أو تكويني لتجسيم أهداف تربوية محددة أو كان خيارا فرضته شروط التباعد والحجز الصحي الملازم لجائحة الكوفيد فإن هذا الواقع التربوي البيسكوسيوسيولجي والأنثروبولوجي يفرض مجموعة مركبة من الحقائق ويؤدي إلى جملة من التبعات تقتضي البحث والتقصي العلمي أقله في أبعاده الثلاثة:
يقوم التعليم عن بعد على وسائل بيداغوجية مختلفة في بنيتها و آلية اشتغالها عن النمط الكلاسيكي ومن غير المتوقع أن تبقى هذه الوسائل الجديدة على نفس احداثيات العملية التربوية سواء في مسارها أو في مضمونها أو في نتائجها إذ الوسائل في البيداغوجيا جزء من المعرفة وليست منفصلة عنها. لهذه الوضع الجديد أثاره الحتمية على مستوى تصورنا للدرس في معناه الكلاسيكي وتصورنا لدور المعلم والمتعلم ومستويات التفاعل وآليات التقويم. ليس التعليم عن بعد تنويعا اختياريا في وسائل التواصل بين المعلم والمتعلم وليس بديلا وقتيا عن التدريس الحضوري وانما شكل جديد من التدريس يتجاوز النمط الكلاسيكي وكل أشكال الديداكتيك المرتبطة به. ليس استعمالا للتكنولوجيات الحديثة ضمن الدرس، وليس اعتمادا لوسائل التواصل الحديثة بدلا عن التدريس المباشر، لكونه تعليما مخصوصا و “عن بعد” يحتكم الى محدداته الخاصة التي يبني عليها أسلوبه الديداكتي الخاص الذي يأخذ بعين الاعتبار مقوماته ونمط اشتغالها. لا يمكن لهذا الشكل من التعليم أن يعتمد على الشكل الكلاسيكي ولكنه يدفع إلى التساؤل عن قيمة الإجراءات الديداكتيكية الجديدة ومدى تطابقها مع مقتضيات التعليم ذاته.
يعيد التعليم عن بعد صياغة شبكة العلاقات الكلاسيكية القائمة، سواء تلك تجمع المعلم بالمتعلم أو تلك التي تجمعها معا مع باقي الجماعات ومن المهم وصف والسعي إلى بناء تفسير لأثر التعليم عن بعد على السلوك الاجتماعي للفرد سواء في علاقة مع “الجماعة المرجعية” أو “الجماعة الاولية” أو غيرهما بفعل التغيرات الأساسية في أسلوب التعلم من جهة (حيث يتجه إلى الفرد معزولا عن إطاره الاجتماعي) أو من جهة مصدر التعلم ذاته حيث تفتح التكنولوجيات الحديثة الفضاء وتمكن فعلا من تحييد مصدر التعلم وفصله عن إحداثياته الاجتماعية الخاصة و مجموع الرهانات الخاصة به مما يؤدي إلى تشويش علاقة السلوك الاجتماعي للفرد بالجماعة المرجعية.
غير أن التعليم عن بعد لا يقوم فقط بإعادة صياغة السلوك الفردي للمتعلم وانما أيضا وبشكل عام شبكة العلاقات التي يؤطرها فضاء المدرسة حيث تتحول المحورية التي يقوم عليها الى نمط وجود افتراضي تنظم خوارزمياته النمطية رياضيا شكل العلاقات الممكنة بين الفاعلين التربويين بل وبين المتعلمين أنفسهم بحسب نماذج عامة تدمج المختلف وغير النمطي ضمن سياق حساباتها ومعادلاتها، وهو ما يطرح إشكاليات متصلة بالجماعة المرجعية الضرورية للسلوك الفردي ويحيل إلى أشكال جديدة من “السلوك ذاتي المرجعية” غير ما تسمح به الخوارزميات.
يقوم”التعليم عن بعد”على حصر العلمية التعليمية في النقل المحض للمعرفة دون احداثياتها الثقافية والاجتماعية وتعمل العولمة على تكثيف هذا الفصل، الغير قابل للتجاوز، بين المضمون المعرفي وعمقه الاجتماعي والثقافي وتسوق لفرضية ان اي انسان يمكنه ان يتعلم “عن بعد” من اي مصدر بصرف النظر عن عمقه الثقافي. غير أن التعليم فعالية غير قابلة للتجريد والفصل الصوري سواء في مضمونه أو في وسائله لكونه مرتبط بالضرورة بإحداثيات ثقافية صارمة تحدد ما يمكن معرفته وما يمكن تعليمه إضافة إلى كونه مرتبط بمصالح اقتصادية وغايات سياسية. هذا العمق الثقافي والاجتماعي المؤطر للعملية التعلمية يبرز الأفق الأنثروبولوجي الذي تتحرك ضمنه الممارسة التعلمية بصرف النظر عن نمط اشتغالها، ويتأكد هذا الأفق ضمن سياق “التعليم عن بعد” حيث يطرح أسئلة أنثروبولوجية ملحة بشأن التفاعل القائم بين مصادر التعلم التي تقوم على التجريد الثقافي والتعلم الذي يعتمد عمق ثقافي “آخر” بالنسبة لمحدداته الثقافية. يطرح هذا الموجود “عن بعد” ثقافيا مسائل متصلة بمنبع الإنشاء الثقافي للذات ومدى إدراكها لهويتها ضمن مجال يطرح على نفسه التشكل خارج دائرة الهوية. إذا كانت العولمة في شكلها الاقتصادي محايدة إزاء القيم فإن صناعة التربية المعولمة لا يمكنها التشكل إلا ضمن منظومة ثقافية محددة تطرح بالضرورة رؤية للعالم لا يمكنها أن تكون محايدة ثقافيا.
الديداكتيكي والتعليم عن بعد: هل يصمد النمط الكلاسيكي للديداكتيك ام ينبغي إعادة صياغته؟
البسيكوسوسيولوجي: اية دينامكيّة للمجموعة يقوم عليها التعليم عن بعد؟
الانثوبولوجي التعليمي: هل يعيد التعليم عن بعد تصورنا للثقافة؟ هل هو اختراق ثقافي ام تثاقف؟
تعلّم الفنون الجميلة عن بعد رهانته وحدوده.
.أنجع الطرق للتعلّميّة العلوم عن بعد
الدكتور طاهر غنية
ـ الدكتور الطاهر غنية tahar.ghnaya@gmail.com ——- 52504761
ـ الدكتور بلقاسم كريسعان krissaane@gmail.com ——- 99181890
– بوبكر هلّة 24709528 isamt@isamt.rnu.tn
– جازية بوزاخر 96779509
الدكتور نجيب بوطالب ـ الدكتور عادل ميلاد الوشاني ـ الدكتور الطاهر غنية – الدكتور حافظ عبد الرحيم
ـ الدكتور رياض بن عاشور- الدكتور ابولبابة مطر – الدكتورة بسمة البوزيري
الدكتور بلقاسم كريسعان ـ الدكتور محمد لسود
تقبل المشاركات باللغات العربیة والإنقلیزية والفرنسیة.
– الرّجاء الالتزام بالمحاور المقترحة في النّدوة.
– الملخصات لا تتجاوز500 كلمة، والمقالات النھائیة في حدود5000 كلمة.
– وجوب الالتزام بالتراتیب الأكاديمیة المعمول بھا في التألیف وأنظمة الإحالة.
معلوم المشاركة حدد ب 25 دينار وتتولى لجنة التنظيم ضمان إقامة وإعاشة الضيوف المتدخلين من خارج الولاية
ترسل الملخصات قبل يوم 10/03/2021 على العناوين الالكترونية لأعضاء لجنة التنظيم
سييتم ّ التواصل مع أصحاب الملخصات المقبولة قبل يوم28/02/2021
يدعى أصحاب المقالات المقبولة للمشاركة في الندوة قبل يوم 05/04/2021
سيتم ّ نشر المقالات التي يتم قبولها من قبل لجنة علمية في كتاب مستقل بعد إنعقاد الندوة.
المعهد العالي للفنون والحرف تطاوين ـ جامعة قابس
جمعيّة القصور الثقافية
المؤتمر العلمي الدولي الأول تقنيات الاتصال الحديثة ودورها في تطوير التعليم العالي المؤتمر العلمي الدولي الأول تقنيات الاتصال الحديثة ودورها في…
المؤتمر الدولي (1609) للتعليم والتعلم الإلكتروني (ICEEL) الرياض، المملكة العربية السعودية عن المؤتمر: فكرة المؤتمر هي للعلماء والعلماء والمهندسين والطلاب…
أعلنت جائزة زايد للاستدامة عن فتح باب تقديم طلبات المشاركة في دورتها لعام 2023. وتهدف هذه الجائزة العالمية الرائدة، التي أسستها دولة…