منتدى المائدة المستديرة

مقدمة

ترتبط السياسات العامة بالتخطيط الاستراتيجي، حيث تأتي السياسات في إطار رؤية أشمل وأعمق للدولة. حيث تعاني بعض الدول من أزمة في فن صناعة السياسات على المستوى الكلي والجزئي والمحلي، وتهميش الرأي العام كمصدر من مصادر رسم السياسات العامة التي تحدد النظام العام والقرارات الكبرى التي ترسم سير حياة المواطنين من خلال الأهداف والأفعال التي توضع وتطبق بصورة تكفل التنمية الكلية المستدامة للدولة. فأهمية ترشيد القرار تلعب دوراً رئيساً في وضع استراتيجيات قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، بل حتى وضع سياسات واستراتيجيات وقتية تتطور لتحقيق غاية معينة بغض النظر عن الهيكلة السياسية للنظام السياسي.
كما تلعب الخطة الاستراتيجية دور أداة تعزز السياسات العامة المتماسكة، وتضمن الجودة والمبرر الصحيح للسياسات العامة، وتدعم السياسات الرئيسية التي سيتم تمويلها. باستخدام الإطار النظري والتحليلي والتجريبي
وأيضاً تعتمد جودة السياسة العامة إلى حد كبير على التشاور والتنسيق بين المؤسسات العامة التابعة للسلطة التنفيذية، وبين المؤسسات العامة والهيئات التمثيلية، ومجموعة المصالح، والتخطيط الاستراتيجي. ولهذا، يلعب التخطيط الاستراتيجي دورًا مهمًا في عملية السياسة العامة؛ حيث يمكن أن تساهم عناصره المختلفة بشكل مباشر في فهم وصياغة أولويات وأهداف السياسة.
قد يكون التخطيط الاستراتيجي بمثابة طريقة لمساعدة صانعي السياسات والمديرين على تمييز ما يجب القيام به وكيف ولماذا. علاوة على ذلك، فإن النهج المؤسسي والتشريعي للسياسات العامة يعتمد على جانب واحد من الإدارة المؤسسية، باستخدام أدوات مثل: تخطيط الموارد أو التخطيط الاستراتيجي، وعلى الجانب الآخر، تكييف وإعمال الإطار التشريعي اللازم.