المؤتمر الدولي الأول للعلوم القانونية والسياسية – 2024: العلاقة بين الديمقراطية وأنظمة الحكم الهدف من المؤتمر: يهدف هذا المؤتمر على…
المقدمة
تحفل السياقات العلمية والبحثية في العلوم العربية والعلوم الإسلامية في العقود الأخيرة بتوجهات عديدة، منها ما يستند إلى تفعيل نظريات ومناهج حديثة، ومنها ما يستند إلى رؤى منهجية ملتحمة بالتراث العربي وأطره ورؤاه المختلفة.
ويأتي موضوع هذا المؤتمر الدولي (العلوم العربية والإسلامية رؤية مستقبلية)، مهتمًا في الأساس بمحاولة التعاظم على التوجهين السابقين بوصف هذا التعاظم محاولة فاعلة للخروج من الثنائيات المؤسسة في فكرنا العربي الحديث، فهناك وفق هذا التصور محاولة جادة لرسم خريطة كلية للمستقبل من خلال الاستقراء الممتد عبر الأجيال، والتفكير في الاتجاهات المحتمل ظهورها أو الاتجاهات التي ينتظر تفتتها وتلاشيها
ويبدو أن هناك-وفق هذا التصور-محاولة لبلورة الخيارات المختلفة والمتاحة، بإخضاع كل خيار أو توجه سائد للدراسة والفحص، لمعرفة أو الاقتراب من معرفة الكيفية التي يمكن أن يتجلى بها في المستقبل البعيد أو القريب، فالرؤية المستقبلية الاستشرافية للعلوم لا تقف عند دراسة الماضي أو الحاضر، ولكنها تستشرف التحولات المستقبلية الممكنة والمحتملة، ومن ثم الانحياز إلى ما هو جدير بالديمومة والاستمرار، وهنا تلحّ فكرة المشاركة في صنع المستقبل بديلًا عن الانتظار وتلقي ما يرسله إلينا الآخرون.
إن حضور التساؤل عن المستقبل، وخاصة مستقبل العلوم العربية والإسلامية تساؤل له مشروعيته، لأنه يضع هذه العلوم في مجال حيوي متحرك دينامي قابل لفكرة التطور بديلًا عن الثبات. وهذا التوجه-بالإضافة إلى ما سبق-يجعلنا قادرين على صياغة اللحظة الزمنية الراهنة، بعيدًا عن الجذور الأيديولوجية التي تجعل الحرية منقوصة، والمتاريس التراثية التي تجعلنا مشدودين لماضٍ يستحيل أن يعود على هيئته وتجليه القديمين، وعن التلاشي والذوبان في ثقافة الآخر المباين.
الاستشراف المستقبلي الخاص بالعلوم العربية والإسلامية، ليس المقصود به تحديد تفاصيل المستقبل بحذافيره، وإنما الهدف اكتشاف البدائل المستقبلية ووضع مدرج للخيارات المتاحة واختيار عدد منها للمشاركة في صنع هذا المستقبل، فالاستشراف يقوم على التأمل وتحديد المتغيرات وسرعتها وأثرها في تحولات هذه العلوم بين الماضي والحاضر، ومن ثم يمكن تخيل طبيعة كلّ علم من هذه العلوم.
ففي ظل وجود إمكانية قوية وقناعة راسخة بالقدرة على النظر إلى المستقبل وتقديم رؤية شبه واضحة انطلاقًا من تحليل الآني، يأتي المستقبل في ظل هذا الفهم عالمًا قابلًا للتشكل والصياغة والصناعة.
والدراسة العلمية للمستقبل الخاص بالعلوم العربية تسلك غالبًا طريقًا في الاعتماد على الخيارات والبدائل من خلال توجه بيني يشمل تخصصات عديدة، انطلاقًا من المتغيرات الكمية أو النوعية التي قد تحدث تغييرًا أو ترتيبًا جديدًا في تطور الظاهرة أو المنهج أو النظرية.
فقد يكون الأمر مرتبطًا بتحول أو مغايرة عن السابق والآني، وهي التحولات أو المتغيرات التي تحدث قطيعة مع المسارات أو الاتجاهات الراهنة، ومن ثمّ يتوقف تحديد الرؤية المستقبلية للعلوم العربية والإسلامية على التوجهات التي يتم تبنيها في الحاضر، من خلال محاولة استقراء آثارها التراكمية، فالدراسات الاستشرافية تعتمد على مجموعة من المبادئ منها الاستمرارية والتماثل والتراكم، والتنبؤ بالمستقبل من خلال الاستخلاص من الماضي والانطلاق منه.
تجدر الإشارة هنا إلى أن التفكير المستقبلي في التراث العربي ليس له وجود فعال بالرغم من أن القرآن الكريم يشير في آيات كثيرة إلى قيمة النظر إلى المستقبل والمشاركة في صناعته وتشكيله، فتراثنا الفكري مفتون بإعادة إنتاج الماضي أكثر مما هو مهموم بالارتباط بالمستقبل، والتفكير المستقبلي نقيض التفكير السلفي، الذي يحاول بناء المستقبل على شكل الماضي.
بالإضافة إلى ما سبق هناك جزئية أخرى ربما كان لها تأثير سلبي في ذلك الإطار الخاص بالحضور المستقبلي في الفكر العربي وعلومه، وهي فكرة الثنائيات التي تتولد غالبًا في كل لقاء يتم بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى بأنماط وأشكال وهيئات مختلفة مثل: الحداثة والتقليد، المعاصرة والأصالة، التقدم والتأخر، الاستقلال والتبعية، الأنا والآخر، العقل والنقل. فهذه الثنائيات متغلغلة في العقل العربي، وتؤثر على جموحه وتفرده وقدرته على العطاء، وتضعه دائما في صيغة توفيقية لاهثة منكفئة على نفسها مشدودة إلى اتجاهين متباينين، تحاول الجمع بينهما.
إذا تأملنا على سبيل المثال لا الحصر مجالًا مثل مجال النقد الأدبي، فسنجد أن النقد الأدبي في اللحظة الراهنة قد تراجع إلى ما وراء حدوده، فالمقرر في الدرس الأدبي والنقدي أن مهامه تتعاظم على الوصف والمتابعة من خلال استشراف المستقبل الإبداعي، أو على الأقل من خلال المشاركة في توجيه الفعل وفي رسم علامات دالة.
فقد حاول النقاد مقاربة الإبداع الأدبي؛ ولكن في اللحظة الآنية الأمر يقتضي رؤية مغايرة، خاصة بعد اهتزاز النظرية الأدبية والتساؤل المستمر على قيمة وجدوى وجودها، وبعد اختلاط العناصر البنائية بشكل أسقط الحدود القارة والمائزة بين الأجناس الأدبية.
إن النقد الأدبي في اللحظة الآنية يقف حائرًا أمام الأشكال الأدبية التي تتأبى على التصنيف؛ ومن ثمّ يأتي التفكير المستقبلي فيما يخص الأنواع الأدبية، ومنهجية مقارنتها التي تتجاوز حدود الهم الأكاديمي مرتبطاً بنظرة كلية إلى مجمل فكرة الثقافة والفكر العربيين.
النقد العربي دون أن يتسلح برؤية نقدية للتراث لن يستطيع الخروج من هذا المأزق، فالاستشراف المستقبلي لا يحتمل منطق الانغلاق والتبرير والتوفيق، ومن ثمّ ستذوب بالضرورة الثنائيات التعيسة في حياتنا، وستزول مشكلة الحداثة والتراث حين ندرك أن هذا التراث الذي نقرّ بفرادته نتاج ثقافات عديدة وليست ثقافة أحادية الجانب.
ويمكن تطبيق التوجه ذاته على علم مثل الفلسفة، وذلك بعد إحساس المتابعين بانتهاء الأسئلة الكبرى والمصيرية والميتافيزيقية المتعلقة بالإنسان والوجود، فالمؤتمر يقارب وجودها وطبيعة هذا الوجود، ويطرح هذا السؤال أي مستقبل للفلسفة في عصر النهايات؟ ويصبح هذا السؤال ذا مشروعية بعد أن عجزت الفلسفة عن أن تضيف جديدًا حول الكون والحياة. فالمتأمل للفلسفة في العقود الأخيرة يدرك أن هناك تداخلًا وتكاملًا بينها وبين اللسانيات والأنثروبولوجيا والتخصصات الأخرى بالضرورة، وأصبحت لانفتاحها على نظريات عديدة تتناول موضوعات مثل الجنس، والهوية والمركز والهامش، وتلتحم بالأديان. فهذا التداخل بين الفلسفة والعلوم الإنسانية الأخرى كفيل بنزع القدرة علي الوجود المفرد المنفصل، بوصفها فرعاً له وجود مستقل قادر علي التأثير.
ويمكن تطبيق هذه النظرة الاستشرافية على مجموع العلوم العربية، فكأن التأمل المستمر للآني المستند إلي الماضي المطروح للدراسة النقدية الفاعلة له تأثير علي رؤيتنا للمستقبل والتخطيط له والمشاركة في تشكيله. فعلم مثل التاريخ أو -تخصص التاريخ لأنه مشدود إلي العلم والفن-لا يمكن أن يتوقف على نظريات ما بعد الحداثة في كتابة التاريخ، خاصة أن نظريات ما بعد الحداثة في كتابة التاريخ قلصت الدراسات التاريخية بشكل لافت للنظر. فالتأمل سيجعلنا نوسع من دائرة الدراسات التاريخية لتشمل تاريخ الأفكار، لأن ذوبان الحدود بين العلوم أعطي للتراكم وجودًا لافتًا، وأعطى للتجليات العلمية وجودا يرتبط بالتداخل أكثر من ارتباطه بالتفرد والوحدة.
إننا في لحظتنا الراهنة قاربنا على نهاية الربع الأول من القرن الواحد والعشرين، وهذا يقتضي منا في ظل السعي الجاد نحو المستقبل أن نعيد التفكير في البدائل العديدة المتاحة والمتوقعة لنمو العلوم العربية واستمرارها وتوقع طريقة تجليها، سواء كان ذلك على مستوى النظرية التي تحدد طريقة التحرك وشكله أو على مستوى المنهج الذي يأتي فاعلا من خلال الإجراءات التي يجب أن تتحلى بالمرونة الكافية بعيدا عن التصلب الجاهز.
أهداف المؤتمر:
– اكتشاف البدائل المستقبلية التي تسهم في صناعة مستقبل العلوم العربية والإسلامية.
– الكشف عن ماهية التفكير المستقبلي وحضوره في التراث العربي.
– ترسيخ دور المثقف في البناء الحضاري والوعي المستقبلي.
– نشر فلسفة الوعي بالزمن وتجلياته.
– الإصرار على ثقافة الحوار وتقبل الآخر.
– إبراز دور المؤسسات في صناعة المستقبل.
– التخطيط للنهوض بالعلوم العربية والإسلامية في ضوء الواقع الراهن ومتغيراته.
– تقييم المشاريع الثقافية والنظريات النقدية ودورها في الاستنارة والتفكير النقدي.
محاور المؤتمر:
المحور الأول: (الأدب والدراسات النقدية):
– ضرورة النظرية الأدبية
– المناهج الأدبية تجاور أم تعاقب
– الأصالة والمثاقفة وتمثل الأنواع الأدبية
– قصيدة النثر وإشكالية النوع الأدبي
– المجاز والتقرير
– الرواية التاريخية وذوبان النوع الأدبي
– الأنواع الشعرية… إلى أين؟
– الأدب والعولمة وتغيرات المجتمع
– الجماليات المعرفية وقضايا الهوية في الأدب العربي.
– التلقي العربي للنظريات البلاغية ومحاولات تطوير المداخل التراثية.
– المصطلح البلاغي رؤية تطويرية.
– البلاغة الجديدة وآليات تطبيقها على النص الأدبي.
– مستقبل الأدب الرقمي
– مستقبل الدراسات النقدية البينية.
– آفاق المعاصرة في النقد الأدبي الحديث (تجليات نظرية التلقي – النقد الثقافي).
– مستقبل الأدب المقارن في ظل العولمة والمعلوماتية.
– الأدب المقارن والمثاقفة.
المحور الثاني:(الفلسفة والفكر الإسلامي)
– المصطلح الفلسفي وبناء الجهاز المفاهيمي
– القراءة الحداثية للنص الديني: مقاربات نقدية
– فلسفة القيم والعلوم وتحديات العصر
– التأويل الصوفي وتجربة الحقيقة
– تطوير الخطاب الفلسفي وأثره في بناء المستقبل
– التفكير العلمي وصناعة المستقبل
– حوار الحضارات والتعددية الدينية.
– ضرورة الفلسفة
المحور الثالث (التاريخ والحضارة) .
– الدراسات التاريخية والحضارية عبر العصور المستقبلية
– كتابات المستشرقين في مجالي التاريخ والحضارة الإسلامية عبر العصور
– كتابات المؤرخين العرب المحدثين رؤية تحليلية نقدية.
– نظريات الكتابة التاريخية.
– نظرية ما بعد الحداثة التاريخية بين الاستمرار والتلاشي
المحور الرابع ( الشريعة الإسلامية)
– أثر الفقه الافتراضي على الأحكام في الحاضر والمستقبل.
– تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان والأحوال والأشخاص.
– دور المجامع الفقهية في تجديد الفقه الإسلامي.
– رؤية معاصرة لأصول الفقه الإسلامي.
– أثر النظريات الفقهية في الفقه المعاصر.
المحور الخامس (الدراسات اللغوية)
– التنمية اللغوية بين الضرورة والتحدي
– الفكر اللغوي القديم قراءة استشرافية للتراث
– اللغة العربية والفضاء الافتراضي
– اللغة العربية والحاسوب
– تعليم اللغة العربية وآفاق المستقبل.
– تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها
– المناهج اللغوية المعاصرة ومستقبل الدراسات اللغوية
– استراتيجية التخطيط اللغوي
– الدراسات السامية والشرقية وإثراء الدرس العربي
المحور السادس (الدراسات النحوية)
1- النظريات الحديثة في دراسة النحو والصرف والعروض
2 – التراكيب النحوية والأبنية الصرفية بين الإهمال والاستعمال وفقا لعلوم الإحصاء والحاسوب
3- توظيف التقنيات الحديثة السمعية والمرئية في تطوير طرق تدريس النحو والصرف والعروض .
4 – دور النحو والصرف في المستقبل في الحفاظ على الهوية العربية في ضوء زحمة الهويات الأخرى
5 – دور النحو والصرف في معالجة مشكلات المجتمع المستقبلية كمحو الأمية واستخدام العامية
البحث ومواصفاته
1. ترسل البحوث العربية بخط simplified بنط 14 للمتن و12 للحاشية، والبحوث الإنجليزية بخط Times New Roman بنط 12 للمتن و10 للحاشية.
2. مقاس الصفحة 14×21سم.
3. ترسل البحوث من نسختين إحداهما Word والأخرى Pdf.
4. يرجى إرسال ملخصات البحوث (لا تزيد على 200 كلمة) في موعد لا يتجاوز 30 يناير 2019م.
5. آخر موعد لتلقي البحوث كاملة غايته 1 مارس 2019م.
6. لا يزيد عدد صفحات البحوث عن 25 صفحة، ويكون حساب كل صفحة زائدة(5) دولارات للصفحة لغير المصريين، و(10) جنية للمصريين.
نوع المشاركة | للمصريين | لغير المصريين |
الحضور فقط
| 500 جنيه مصري | 150 دولار أمريكي |
المشاركة ببحث ( شاملة الإقامة كاملة ثلاثة أيام وحقيبة المؤتمر كاملة بالمطبوعات) | 2000 جنيه مصري | 400 دولار أمريكي |
المشاركة ببحث فقط
| 1000 جنيه مصري |
|
§ إقامة المُرافق كاملة (1500 جنيه مصري أو 150 دولار أمريكي) |
أماكن مهمة:
– مكان الإقامة: فندق كلية السياحة بالحرم الجامعي الفيوم.
– الجلسة الافتتاحية للمؤتمر: قاعة المؤتمرات الكبرى بالكلية.
– أماكن انعقاد وجلسات المؤتمر قاعات رقم (77، 78، 79) بالدور الرابع بالكلية
وسائل التواصل والمراسلة:
– أمانة المؤتمر:
أ/ نبيل كمال الدين أحمد 01003803137
أ/إسماعيل محمد إسماعيل 01116657085
أ/ مكرم إبراهيم 01028850096
تحت رعاية
أ.د/ أشرف عبد الحفيظ رحيل القائم بعمل رئيس الجامعة
إشراف أ.د محمد عيسى سيد أحمد نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا
أ.د/ عادل الدرغامي عبد النبي القائم بعمل عميد الكلية (رئيس المؤتمر )
مقرر المؤتمر
أ.د/ عصام السيد عامرية
أمينا المؤتمر
أ.د/ إمام محمد عبد الفتاح د/عادل سالم عطية
ترسل الأبحاث والملخصات إلى البريد الإلكتروني الآتي: aisfv@fayoum.edu.eg
المراسلات البريدية: جمهورية مصر العربية – الفيوم – جامعة الفيوم- كلية دار العلوم
أمانة مؤتمر العلوم العربية والإسلامية رؤية مستقبلية.
الحجوزات مغلقة لهذا الحدث
المؤتمر الدولي الأول للعلوم القانونية والسياسية – 2024: العلاقة بين الديمقراطية وأنظمة الحكم الهدف من المؤتمر: يهدف هذا المؤتمر على…
المؤتمر الدولي المحكم الثالث: استكشاف العلاقة بين اللغة والأدب والترجمة (Exploring the Nexus of Language, Literature, and Translation) يعقد المؤتمر…
الندوة الدولية متعدّدة الاختصاصات: إحياء اللسان العربيّ في تونس في إطار حوارية الجوار اللغوي تونس 7 - 9 ديسمبر…