الملتقى الوطني الأول الصحة النفسية والألعاب الإلكترونية

لطالما كانت الأدوات و الوسائل و التكنولوجيا سلاحا ذو حدين منذ عصر البساطة إلى زمن التعقيد الذي نعيشه اليوم، وكما هو معلوم كلما تعاظم التعقيد صعب الفصل والتمييز ورسم الحدود بين الضار والنافع خاصة في غياب المعلومات الدقيقة والتشخيص الموضوعي، وما نعيشه اليوم من تضارب وجهات النظر ونتائج البحوث في الكثير من مجالات الحياة يعكس ذلك، فما يكاد أحدنا يستقر على رأي اتجاه منتج معين (أكل، دواء، موقع الكتروني، سيارة……) حتى يفيق في اليوم الموالي على نتائج دراسات وأبحاث تثبت ضرره على الفرد أو المجتمع أو البيئة، وما يزيد تعقيد الوضع و حيرة المستهلك لمختلف المنتجات المادية و الفكرية منها هو تدخل أيادي أصحاب النفع المادي في توجيه العلم و الإعلام، فمعركة السلاح في الولايات المتحدة الأمريكية مثلا لم تنحز يوما لصالح المجتمع المدني ويكون النصر الحقيقي فيها لصالح الشركات المصنعة باستثناء الفوز ببعض القضايا هنا وهناك مما لا يؤثر على مجمل الصورة، كما لا يتوقع انحياز و سكوت رواد صناعة الألعاب الإلكترونية التي تبلغ عائدات سوقها في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها 36 مليار سنة  2017 (بحسب جمعية برمجيات الترفيه الأمريكية) أي ما يفوق عائدات المحروقات في الجزائر -أثناء الأزمة- وانعزالهم عن التأثير على الاعلام والعلم، لدرجة أنك لن تجد أي دراسة تتحدث عن مساوئ ما يسوقونه حتى يظهر ما يقابلها مما يمجد محاسنه في معركة تتهاوى فيها معايير الموضوعية حتى تنحجب الحقيقة ويبقى الفرد والمجتمعات خاصة الضعيفة منها في دائرة الخطر، وهنا يبرز بقوة دور الهيئات المختصة والمفكرين والباحثين والمثقفين الذين تعول عليهم المجتمعات في ممارسة  دور التمحيص و الفلترة، فهم يمثلون العين الموضوعية الساهرة على المجتمعات في عديد المجالات و أينما ضعفوا لأي سبب كان زاد الخطر على مجتمعاتهم.

    يعيش المجتمع الجزائري مرحلة صدمة و هي في الغالب مرحلة قد تبرز فيها ردود فعل تتسم بالتسرع أو السطحية أو العنف مما يحول دون تبين الحقيقة، فلا أحجب للحقيقة من عين المنفعل الغاضب أو المتسرع، والأكيد أن هذا ليس من سمات البحث العلمي الذي يعول عليه في الوصول إلى الحقيقة والترجيح بين المنافع والمضار، فحوادث الانتحار المؤلمة التي عاشها المجتمع الجزائري مع لعبة الحوت الأزرق خلفت صدمة شديدة تبعتها آثار مختلفة ومعقدة وصلت إلى حد التوجس من كل ما هو حوت أو ما يمثله الحوت و كل ما هو أزرق، وطفت إلى السطح قضايا ذات بعد تعليمي و تربوي لدرجة مناشدات البعض بحجب موقع facebook للتواصل الاجتماعي ومقاطعة الألعاب الإلكترونية لما يمثلانه من خطر على الشباب والمراهقين، فأصبحنا على تتبع كل ما يمكنه أن يطعن في الألعاب الإلكترونية ويظهر نقاط ضعفها وجانبها المظلم متناسيين أن الألعاب الإلكترونية في نهايتها شكل من أشكال اللعب الذي قد يكون خطيرا جدا ومرفوضا ومحرما لكنه ظاهرة طبيعية واجتماعية يعتد عليها كثيرا في العديد من مناحي التربية والتعليم وحتى العلاج، فهو رفيق الأنسان منذ وجوده وأكثر الطرق فعالية للتواصل مع الطفل السوي أو المضطرب، كما أن الأطفال اليوم –في حقيقة مؤلمة- يقضون وقتًا أطول في مشاهدة التلفزيون والأفلام ، ولعب ألعاب الفيديو  وتصفح الإنترنت أكثر مما يقضونه في المدرسة كل عام، أي أن التكنولوجيا والألعاب تلعب دورا مؤثرا في حياتهم، زد على ذلك  أنه حتى إذا لم يبحث الأطفال والمراهقون بحماس عن مخرجات التكنولوجيا فإن التعرض غير الطوعي لها أمر لا مفر منه، وهنا تبرز تحديات التربية والسلامة والصحة النفسية في وجه الأولياء والمربيين والمجتمع ككل، خاصة وأن الصحة النفسية تقع في سلم أولويات المنظمات الدولية والحكومات وهي أحد أهم معايير الرفاهية والتنمية المستدامة على صعيد الدول و أحد أهم مفاتيح الحياة الطيبة للأفراد.

   إن السعي لتحقيق الصحة النفسية هو الشعار الذي يتغنى به الكثير من السياسيين و صناع القرار ويوظفونه مع غيرهم لإضفاء المصداقية على مشاريعهم و اطروحاتهم و هذا ما يوحي بوقعها الجذاب وأهميتها المحورية عند الأفراد و الجماعات فالإنسان يسعى دائما إلى نيل حظ من السعادة أو الصحة النفسية وحياة العديد من البشر باختلاف سنهم وجنسهم ودينهم تتمحور حول تحصيلها في الدنيا أو في الآخرة أو في كليهما، لهذا كانت ولا تزال الصحة النفسية وما يرتبط بها من مفاهيم مثل السعادة والرفاهية والعافية والبهاء والارتياح في صلب اهتمامات البشر من فلاسفة وعلماء الاجتماع وعلماء النفس كموضوع للمعرفة وفي قلب اهتمامات المشتغلين بالعلوم التقنية والطبيعية كنهاية مرجوة، فهي من أسمى ما يطلب على الرغم من عدم فهمه بدقة نظرا للأثر الطيب الذي تتركه في النفس والجسد، فمازال فهم الصحة النفسية  مستعصيا على قدر تعذر فهم الانسان وجهازه النفسي وقد كتبت الملايين من الدراسات و المقالات والكتب العلمية حول الصحة النفسية إلا أنها على تعددها واختلافها تتفق في عدم التمكن من الإحاطة بالمفهوم مع التأكيد على دوره المحوري في الحياة الطيبة أو ذات الجودة للأفراد و المجتمعات.

على ضوء ما تقدم و بالجمع بين الصحة النفسية و الألعاب الالكترونية في هذا الملتقى يرغب المنظمون في تسليط الضوء على قضية مهمة وشائكة فمع الانتشار الواسع للألعاب الالكترونية بين أوساط الأطفال و الشباب و حتى الكبار في مجالات مختلفة و بأهداف متباينة ومع تباين نتائج البحوث حول آثارها على مختلف أبعاد الصحة الجسمية والنفسية أصبح من المهم تجديد الوقفات العلمية بشكل مستمر لفهم أعمق وأدق وعلى قدر مقبول من الموضوعية، لهذا ندعوا المهتمين لتقديم اسهاماتهم في المحاور التالية:

المحاور:

1. مكانة اللعب في التربية ودوره في الصحة النفسية للطفل.
2. اللعب التقليدي و الألعاب الإلكترونية: أوجه الشبه والاختلاف.
3. الآثار السلبية النفسية والجسمية للألعاب الإلكترونية.
4. موقع الأولياء من لعب الأطفال.
5. ايجابيات الألعاب الإلكترونية.
6. تطبيقات الألعاب الإلكترونية في مجال الإرشاد والعلاج النفسي.
7. تطبيقات الألعاب الإلكترونية في مجال التعليم.
8. الإدمان على الألعاب الإلكترونية.
9. استهداف النشء من خلال الألعاب الإلكترونية.
10. أليات و مقترحات عملية لترشيد اللعب.
11. دور الإعلام في معالجة قضايا الألعاب الإلكترونية.
12. واقع وآفاق صناعة الألعاب الإلكترونية في البيئة الجزائرية و العربية.
13. تجارب رائدة في مجال ترشيد استخدام الألعاب الإلكترونية.
14. واقع برامج الرقابة و تصنيف محتوى الألعاب الإلكترونية

شروط تقديم الأبحاث والدراسات
– يفضل أن يكون البحث في أحد محاور المؤتمر أو الملتقى.

– أن يتصف البحث بالجدية و يكون تناوله للموضوع متسما بالأصالة العلمية في ظل منهجية محكمة وتوثيق متكامل للمراجع والمصادر.

– أن لا يكون البحث مما سبق نشره أو قُدم في ملتقيات سابقة.

– ألا تزيد عدد صفحات البحث عن 20 صفحة بما في ذلك الملاحق والمراجع.

– تعطى الأولوية للبحوث الميدانية والتجارب العملية أو الإجراءات  والتدخلات الجديدة الملموسة لمختلف الهيئات والمؤسسات.

– ينبغي أن تتضمن المداخلة توصيات ومقترحات عملية.

– الآراء الواردة في المداخلات المقبولة تعبر عن وجهة نظر الباحث ، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الجهة المنظمة .

– لأصحاب المداخلات المرفوضة حرية التصرف فيها.

– تنتقل حقوق الطبع ونشر المداخلة الى المخبر في حالة اشعار الباحث بقبول مداخلته.

– أي بحث لا ينطبق مع هذه الشروط يُرفض.

– تقبل المداخلات بالعربية و الفرنسية و الانجليزية.

– لا يتجاوز عدد المتدخلين اثنين بما فيهما الأستاذ المشرف بالنسبة لطلبة الدكتوراه.

– ضرورة إرفاق ملف السيرة الذاتية (بصيغة pdf).

– تقدم المداخلات النهائية وجوبا وفق نموذج معتمد  Template  و تبعا للوثيقة المرجعية لإنجاز الدراسات والمقالات الخاصة بالمخبر والنشر في مجلة تطوير العلوم الاجتماعية  المتوفرين في موقع الموسم و المخبر.

WWW.LABSAS.COM

www.labo-splcda.com

ملاحظات هامة:

–     تنشر الأعمال المتميزة للملتقى أو المؤتمر في كتيب جماعي برقم ISSN خاص.

رسوم المشاركة
6000 دج  للمشارك الواحد من داخل الجزائر / 100 يورو  للأجانب في المؤتمرات الدولية (وجبة الغداء + حقيبة + وثائق المؤتمر + استراحة شاي+ دورة تدريبية حسب الرغبة و القدرة على الاستيعاب)

4000 دج للمشارك الواحد من داخل الجزائر / 50 يورو  للأجانب في الملتقيات الوطنية (وجبة الغداء + حقيبة + وثائق الملتقى + استراحة شاي+ دورة تدريبية حسب الرغبة و القدرة على الاستيعاب)

مجانية الدورات التدريبية للمشاركين في فعاليات الموسم (شهادة المشاركة + دعوة للدورات المتقدمة لكل نشاط)

مواعيد مهمة:

آخر أجل لاستقبال المداخلة كاملة: الاثنين 01/10/2018
تاريخ الرد على المداخلات: الاثنين 15/10/2018

الاتصال:

البريد الإلكتروني للمخبر: prevdrogue@gmail.com
البريد الالكتروني للموسم: labsas2018@gmail.com
البريد الالكتروني للأمانة العامة للموسم: gsecretary2018@gmail.com