المؤتمر الدولي صناعة القيم في ضوء الرؤية الوطنية للمملكة العربية السعودية 2030م أهداف المؤتمر 1. التعريف بمفهوم القيم ومنطلقاتها. 2.…
احتفاءً بالذِّكْرَى المئويَّة الأولى لانتهاء الحرب 1918 -2018م
خلفيات وتساؤلات النَّدوة:
مع اقتراب الذِّكرى المئويّة لنهاية الحرب العالميَّة الأولى في نوفمبر 2018م، تحفزّت العديد من الدّول، والشّعوب، والمؤسّسات، والمراكز البحثيَّة، لإحياء ذكرى هذه الحرب المأساويّة في تاريخ الإنسانيّة، الحرب التي أَوْدَت بحياة الملايين من البشر في مختلف قارات العالم، سواء في معاركها الدَّمويّة أو جراء تبعاتها، ومجاعاتها، وجوائحها التي لم تُبقِ ولم تذر، بالقدر الذي جعل من شبه المستحيل إحصاء عدد متفق عليه من الضحايا، لاسيما الأبرياء من غير العسكريين، وبَعْد مرور قرن من الزّمان لا يزال الاختلاف سيد الموقف، لاسيما في إحياء ذكراها، فالدّول الأوروبيّة التي بدأت هذه الحرب وخاضتها، أحيت كل منها ذكراها المئويّة من منطلقاتها الوطنيَّة البحتة، وامتدّت احتفالاتهم الإحيائيّة المفتخرة إلى خارج القارة الأوروبيَّة لتشمل أغلب دول العالم التي كانت ساحات لتلك الحرب.
لكن أين نحن اللّيبيين من هذه الحرب وآثارها ؟ وما أهميَّة إحياء وتدارس تلك الأحداث في سياقات التَّاريخ اللّيبي الحديث والمعاصر ؟ وما مدى مشروعية الحديث عن ليبيا واللّيبيين أثناء الحرب العالميَّة الأولى؟ فالبلاد الليبيَّة كانت مُسْتَعْمَرَة إيطاليَّة، أحكمت ايطاليا قبضتها على بعض مناطقها، فيما استمرَّت حركة الجهاد في عددٍ من المناطق الأُخرى، وفي خضم هذه الأحداث، وتدافع الدول الكبرى نحو الحرب، والبحث عن مناصرين لهم في هذه المنطقة أو تلك، جاء متغيّر الحرب العالمية هذا، الذي سمح لليبيين مجدداً بإحياء مشروعهم الجهادي لمقاومة الاستعمار الإيطالي وتحرير بلادهم وبناء دولتهم الوطنية، ونتيجة لتضارب المصالح بين الدول الاستعمارية المتحاربة، أثَّر هذا الاختلاف إيجابياً في حركة الجهاد اللّيبي، الأمر الذي يسمح لنا بالقول أن : الحرب العالميَّة الأولى أتاحت لليبيين فرصة تاريخيَّة نادرة لإنجاز مشروعهم الوطني في التَّحرر والخلاص من الاستعمار الإيطاليّ. تلك الفرصة الضَّائعة التي دمرتها المنازعات الجهوية والقبلية، والشخصية أحياناً، وتدخلات القوى الإقليمية والدولية التي تبارت كل منها على جذب زعامة، أو منطقة ليبية بجانبها.
وهذا الافتراضُ قد يكون صادماً ومستفزاً لمشاعر الكثيرين، ومثيراً لغضب غير الواقعيين، إلَّا أن هذا الطرح يأتي من باب إثراء البحث العلمي التاريخي الرصين لوقائع تاريخية مضت، ومازالت آثارها ماثلة للعيان في الراهن الليبي المعاش، ووقائعها توارت بفعل الزمن، غير أن صورتها تعيد نفسها بشكل فض، وتدفعنا دفعاً إلى ضرورة إحياء الليبيين لهذه الذِّكرى في سياقها الليبي، الثري بوقائعه وأحداثه ودروسه المستفادة.
واقتراباً أكثر من الموضوع المطروح فإننا نشير إلى أنه عشيّة اندلاع الحرب العالمية الأولى يوم 28 يوليو 1914م، تكاثر بشكل ملفت المناصرون المحتملون للمقاومة الليبية ضد الغزو الإيطالي، على هيئة ضباطٍ وخبراء، وإمداداتٍ تدفّقت فجأة على المجاهدين الليبيين من كل حدبٍ وصوب، في حين كانت الغواصات الألمانية أثناء الحرب تتوالى زياراتها السِّريّة والعلنيَّة للشواطئ اللّيبيَّة، إلى جانب حديث خفي ومعلن عن أموالٍ ودسائس تخترق المشهد اللّيبي في تلك اللحظة التاريخية، يَتْبعها سيل من الحساسيات والمنازعات المحليّة الغائرة في الجسد اللّيبي التي جدَّت في تلك الظرفيَّة التَّاريخيَّة. وعلى الجانب الإيطالي المُسْتَعْمِر، فقد عَرَف تواجده انهياراً سريعاً في البلاد الليبية منذ سنة 1915م، لاسيما في شهر أبريل من ذلك العام؛ حيث عانى من انكساراتٍ عسكريَّة في معارك دامية في وادي مرسيط، والقرضابية التي كانت القاسمة للقوّات الإيطاليَّة في ليبيا، وما تبعها من معارك إجلاء للحاميات الإيطاليَّة في الدَّواخل؛ حيث اقتصر الوجود الإيطالي على تحصيناتٍ محدَّدة على السَّواحل اللّيبيَّة، عديمة التَّأثير من أواخر سنة 1915م وحتَّى سنة 1922م، عندما وصل الفاشيّون إلى السُّلطة في إيطاليا وتبنيهم سياسة إعادة احتلال الأراضي اللّيبيَّة من جديد.
وهنا يكمن جوهر وقضية هذه الندوة العلميَّة، لماذا فشل اللّيبيون في بناء دولة وطنيّة مستقلّة بالرغم من الظروف المواتية لهم في نهاية الحرب العالميَّة الأولى ؟. أكثر من سبع سنوات تشبه الاستقلال الذّاتي ” المناطقي”، والظَّرفيَّة التي تعاظمت فيها “الأجندة الخارجيَّة” المتداخلة في الشّأن اللّيبي، والسِّلاح القادم لليبيين اعتقاداً بأنه دعمٌ لحركة الجهاد والتّحرر من الإيطاليين المستعمرين، تحوّل بشكلٍ أو بآخر، على الرغم من حسن نوايا الليبيين إلى دعم للمجهود الحربي العثماني – الألماني لمحاربة البريطانيين في مصر؛ حيث ذهب جزءٌ من ذلك السِّلاح دعماً للمنازعات القبليَّة والجهويَّة. مرحلة تضخّم فيها المشهد الوطني بالقيادات، والزَّعامات من كل المشارب، وتعدَّدت عواصم القرار الليبي.
وهناك تساؤل آخر عن دور الليبيين وأوضاعهم أثناء الحرب العالميّة الأولى، ما أهمية استدعاء تلك اللحظة التّاريخيّة الفاصلة للواقع الليبي الراهن؟ التي وجد فيها الليبيون أنفسهم تتنازعهم انتماءات ورؤى أيدلوجية متعدّدة، ومشروعات سياسية شتّى، من المشروع الألماني لإرهاق المجهود الحربي لدول الحلفاء، إلى المشروع العثماني الدَّاعي للجهاد الإسلامي المقدس والتفكير مجدّداً في استعادة السيادة على ليبيا، إلى المشروع الإيطالي في الاحتفاظ بهذه المُسْتَعْمَرَة، والتدخل البريطاني لخلق نوع من التوافق بين الزَّعامات المحليَّة مع الإيطاليين لضمان فشل المخططات العثمانيَّة الألمانيَّة، وسط هذه التَّجاذبات فوَّت اللّيبيون الفرصة التَّاريخيَّة للتّحرر والاستقلال من الاستعمار.
من خلال هذا الطرح المختزل للوقائع، وبحثاً عن الدلالات التاريخية والراهنة التي دعتنا إلى طرح فكرة تنظيم ندوة علميَّة منهجيَّة لـ ( اللّيبيون والحرب العالميَّة الأولى 1914 – 1918م)، كمحاولةٍ لإعادة قراءة الحدث التاريخي قراءة وطنيّة واعية تُسهم في إثراء التجربة التاريخية، لإيجاد مخرجٍ للمختنقات الآنية المتأزمة، والدَّعوة لاستفاقاتٍ محليَّة راهنة لوقائع متشابهة، وطرح لتساؤلات جديدة تدعو لعدم تكرار التَّجربة الكارثيَّة المريرة.
تؤمن وتتمسّك المؤسّسة المُنَظِّمة والرّاعيّة لأعمال هذه النَّدوة بحُرّية الحوار والتَّعبير، وحق الاختلاف في الرَّأي والتَّفسير، وعدم الاختلاف على الوطن، وأن بناء ليبيا لا يتأتَّى إلَّا من خلال نشر ثقافة المعرفة، بعيداً عن الخوض في التَّجاذبات والإشكالات التَّاريخيَّة، التي تجاوزها العقل الليبي، وتهدف من وراء عقد هذه النَّدوة العلميَّة المُحكَّمة إلى إثراء البحث التَّاريخي الرَّصين، ويَرْبأ المُنَظِّمون أن تكون أعمال النَّدوة منبراً أو منصّة للانحياز أو التّهجم أو التوظيف السياسي أو الجهوي أو القبلي للحدث التاريخي الليبي.
محاور النَّدوة.
إعداد: د. فاتح رجب قدارة
1- أن تتوفر في البحث الأصالة وشروط البحث العلمي ومعاييره المتعارف عليها.
2- أن يكون البحث مكتوباً باللّغة العربيّة المتوفرة في قائمة (Microsoft Word) على أن يكون الخط (Simplified Arabic) ومقاسه (14)، وأن يكون ترقيم هوامش الصفحة جديداً لكلّ صفحة.
3- يُقدِّم الباحث مُلخّصاً للبحث مرفقاً بسيرته الذّاتيّة، متضمناً وسيلة الاتصال به في أجلٍ لا يتجاوز 15 يوليو 2018م، ويُقدَّمُ البحثُ كاملاً قبل يوم 25 أغسطس 2018م، ويُرسَل على شكل ملف ( WORD) عبر البريد الإلكتروني.
4- أن يكون الموضوع أصيلاً ولم يُسْبَقْ له النشر.
5- تَخضع البحوث للتقييم من قبل اللّجنة العلميّة للندوة، ويُخطر المشاركون المقبولة بحوثهم بذلك.
6- تُرسل البحوث حصرياً على البريد الإلكتروني الخاص بالندوة.
7- تختار اللّجنة العلميَّة أفضل البحوث المُجازة لنشرها في كتاب.
8- الآراء الواردة في البحوث تُعبّر عن وجهة نظر أصحابها، ولا تُعبِّر بالضرورة عن رأي المؤسَّسة.
1- آخر موعد لقبول المُلخّصات مع السيرة الذاتية للباحث يوم 15 يوليو 2018م.
2- آخر موعد لقبول البحوث كاملة يوم 25 أغسطس 2018م.
3- موعد انعقاد الندوة يومي 02-03 أكتوبر 2018م.
الجهة المنظمة:
مؤسّسة الشّيخ الطّاهر الزّاويّ الخيريّة S.T.A.C.O
مكان الندوة:
فندق باب البحر– طرابلس يومي 02-03 أكتوبر 2018م
وسائل الاتصال:
الحجوزات مغلقة لهذا الحدث
المؤتمر الدولي صناعة القيم في ضوء الرؤية الوطنية للمملكة العربية السعودية 2030م أهداف المؤتمر 1. التعريف بمفهوم القيم ومنطلقاتها. 2.…
المؤتمر الدولي الثاني "الترجمة والاستدامة الثقافية: التحديات والآفاق الجديدة" بعد النجاح الباهر الذي حققه المؤتمر الدولي الأول للترجمة والاستدامة الثقافية،…
المعرض الدولي للإعلام الرقمي واتصالات الأقمار الصناعية – كابسات 2024 يُعدّ المعرض الدولي للإعلام الرقمي واتصالات الأقمار الصناعية – كابسات،…
المؤتمر الدولي الأول حول ترجمة معاني القرآن الكريم الذي سيحضره كوكبة من المختصين في علم الترجمة والبيان والتأويل وفي علوم…
المؤتمر الدولي دور القضاء العسكري والجهات ذات العلاقة في مكافحة ظاهرة الإرهاب ودعم استقرار الدولة تحت شعار: (الطريق إلى السلم والسلام…
المؤتمر والمعرض الدولي الرابع للمصارف والتأمينات والاستثمار يعتبر القطاع المصرفي أحد أهم القطاعات الأساسية في أي اقتصاد دولي , ليس…