المؤتمر الدولي للدراسات العربية والحضارة الإسلامية - ICASIC المؤتمر الدولي للدراسات العربية والحضارة الإسلامية أهداف المؤتمر الدولي للبحوث المؤتمر الدولي…
الملتقى العلمي الرابع الجوامع المحفورة بجبل دمّر/ بني خداش: وظائف العمارة الدّينيّة
قد لا يكمن سرّ العمارة الدينية في كونها أكثر الشّواهد التّاريخيّة والعلامات الثّقافيّة المميّزة لحضارة عن أخرى ولأمّة دون سواها، ولا يكمن في اعتبارها وجها من وجوه تخليد فعل الإنسان في الزّمان وكتابة تاريخه الأقرب إلى الصّدقية فحسب، وإنّما يكمن في ما تحقّقه مختلف هذه الخصائص المتطوّرة بفعل إبداع الإنسان من وظائف تجعل منها المثال الأبرز للتّعمير والتّثمير وللإبداع والخلق..
صحيح أن العمارة الدّينية قد تخصّصت بوظائف حدّتها التّسمية التّخصيصيّة، وجعلتها أكثر التصاقا بالجوانب التّعبدية والممارسات الطقوسيّة ،لكن الاشتغال على هذه الوظائف المحدّدة يجعل منها عمارة معزولة عن الحركيّة المتنامية للمجتمعات والجماعات، ويطعن في تسمياتها الأشهر كالجامع والكنيس والمحجة،
لاشك أن تسميات المصلّيات والمعابد والمقامات والزّوايا والأضرحة والمحاريب تجعل وظائف العمارة الدّينية أقرب إلى ممارسة أشكال مخصّصة من التّعبد الفرديّ، وقد كانت الدّورة الثالثة من هذا الملتقى لسنة2021 مشتغلة عليها مشتملة بها،لكنّ التّطور الحاصل في العقائد في حدّ ذاتها بتحوّلها من رسائل دعوات إلى مناهج حياة فرديّة ومشاريع جماعات تضع تشريعاتها التّمدينيّة لتضبط بها الحدود ضمن منظومة العمران البشريّ كما حدها ابن خلدون ودرسها ماكس فيبرـ كلّها عوامل تنزاح بهذه الوظائف نحو الاندماج في السّياقات الحضاريّة النّامية لكلّ جماعة بشريّة، ونحو الانخراط في المشاريع السّياسيّة لكلّ دولة وفي البرامج التّنموية والتّعليميّة لكل مجتمع ، وهو ما يقتضي أن ننظر إلى وظائف العمارة الدّينية نظرة أكثر شموليّة وأقدر على تفسير تطوّر الوظيفة بحكم تقاطع قانونين تطويريين موجّهين لها: قانون التّعمير البشريّ في الفعل الحضاريّ وقانون جماليات العمارة في الفعل الإنشائيّ، وعنهما يتولّد التّمثل المتجدّد لروح العمارة الدّينية في الفكر البشريّ عامة ، وتترسّخ جملة مقولات توجيهيّة ضمن أدبيات الثّقافة الدّينية خاصّة.
بيّن إذن أنّ مسألة وظائف العمارة الدّينيّة تتقاطعها توجهات التّديّن الشّعبي النّازعة إلى التّحرّر ومناويل التّنظيمات الرّسميّة للحياة الاجتماعيّة المصرّة على المأسسة، ،وبتغيّر أشكال هذا التّديّن وتنوّع ألوانه وآلياته تتلوّن وظائف العمارة الدّينيّة وتتنوّع ، ولعلّها في انطلاقتها من محاولة احتواء هذه الأشكال وتحويلها التّدريجيّ عن العفويّة العقديّة في حرارة الإيمان الفرديّ إلى الانتظام المؤسّسي في السّلوك التّعبديّ الطقوسيّ الجماعيّ إنّما تضع التّديّن برمته تحت تأثيرات قوانين المكان من جهة، وتجعلها قوانين متساوقة مع ابتكارات الإنسان من جهة ثانية، فقوانين المكان تحدّد الوظائف الأساسيّة لهذه العمارة وابتكارات الإنسان تفرّع تلك الوظائف وتولّد منها ما يستحيل حصره في مجالات محدّدة ما دام الابتكار في الوظيفة سيرورة حضاريّة تحدّد التّطور الحاصل لا في تجديد الفكر الدّيني من جيل إلى جيل فحسب، بل حتّى في تغيير التّنظيمات الاجتماعيّة للجماعات البشريّة عبر تطوير البُنى الثّقافيّة وتحرير الذّهنيات العامّة من سلطة الموروث حتى يتمّ ابتداع سبل الابتكار والتّنويع والإثراء والتّفريع ،ذلك أن سيرورة الخبرات البشريّة المكتسبة من التّفاعل مع المكان، والمتوارثة عبر مراحل تاريخ الإنسان في جملة الخصائص المميّزة للعمارة غالبا ما تجعل منها وظائفُ هذه العمارة الدّينيّة بالذات مندرجة ضمن سياقات جديدة للفعل التّعميريّ والجهد التّثميريّ.
بيّنت الدّورات الثّلاث السابقة لهذا الملتقى والمهتمّة بأصول العمارة الدّينية وأشكالها وخصائصها في جبل دمر جنوب شرق تونس أنّ الخصوصيّة الحضاريّة لهذا المجال إنّما هي نموذج دال على الوجوه المتعدّدة للتّوظيف الثّقافيّ في العمارة الدّينيّة الجبليّة، سيما وموقع جبل دمر جنوب شرق تونس لم يعزله عن ثقافة البحر المنفتحة على الآخر في جلّ حضارات المتوسّط، ولم يمنعه من استيعاب ثقافة الصّحراء المتوغّلة في العمق الإفريقيّ، ليكون جبلا صدرا واصلا مازجا، ويكون تديّنه تديّنا وسطيّا متسامحا قادرا على المجاورة والمحاورة وعلى احتواء التّنوع والتّعدّد، وهو ما يكسب العمارة فيه فعلا تثاقفيّا من جهة ونهجا كتابيّا من جهة ثانية، لتكون وظائف العمارة الدّينية في هذا الجبل وسواه من الفضاءات الدّينية منتجة لحضارة فكريّة وماديّة ثريّة ومميّزة طيلة العصر الوسيط،تستلهم جذورها من إرث ثقافيّ قديم، وقع تطعيمه بعناصر حضاريّة وافدة. وعن كلّ ذلك ترسّخت وظائف عامّة جامعة ووظائف خصوصيّة مانعة ومثّلت جميعها مجالا للبحث قي مسألة الوظائف ضمن هذه الدّورة من مقاربات مختلفة ووفقا لمرجعيات متنوّعة.
تتنزّل العناية بوظائف العمارة الدّينيّة ضمن هذه الدّورة من ملتقى الجوامع المحفورة بجبل دمر/بني خداش في إطار العناية الجامعة بين دراسات التّاريخ المجهريّ وبحوث التّراث المحليّ ومباحث الدّراسات الحضارية والأنتربولوجيّة المتقدّمة في محاولة تفسير الذّهنيات وتحليل طبيعة السلوك البشري في التّفاعل مع المكان،.ولعلّ ما يحفّز على دراسة هذه الوظائف كون هذا المجال أقلّ حظّا من غيره في دراسة تراث المجموعات الأباضيّة المتبقّية في آخر العصر الوسيط، مثل جربة و جبل نفوسة ووارجلان وواد ميزاب، ثمّ إنّ لهذه الوظائف العمرانيّة الدّمريّة مزيّة الانتماء إلى الوسط الشّعبيّ، وخصوصيّة الارتباط بحضارة الجبال عامّة، وحضارة جبل دمّر خاصّة، وهو ما يجعل وظائف العمارة في جبل دمّر وملامحها المميّزة لها كما تجلّت في العمارة الدّينيّة مجال بحوث أكاديميّة واعدة نُظم من أجلها ملتقى الجوامع المحفورة بجل دمر/بني خداش وتخيّر منظموه أن تكون اهتمامات دورته الرّابعة منصبّة على دراسة وظائف العمارة الدّينيّة عامّة ووظائفها بجبل دمّر خاصّة.
تقارب اللّجنة العلميّة لهذا الملتقى وظائف العمارة من وجهة شموليّة تستفيد من البحوث الأركيولوجيّة في دراسة الوظائف الإنشائيّة التّعميريّة، ومن البحوث التّاريخيّة في دراسة الوظائف الاجتماعيّة والسّياسيّة ضمن نسق عامّ لتطوّر العمارة الإسلاميّة خاصّة، ومن البحوث الاجتماعيّة المهتمّة بدور الجماعات المستوطنة في تطوير ذوق العمارة وأساليب التّعمير للتّعبير عن درجة تحضرها ، وتنفتح على البحوث السّيميائيّة في قراءة دلالات المظاهر الجماليّة في النّقائش والزّخارف لتدرك بكلّ ذلك نتائج الدّراسات الثّقافيّة في تحليل الأبعاد الوظيفيّة لمظاهر العناية بالفنون ضمن ترقية وظائف هذه العمارة الدّينيّة عن المعاشيّ إلى الثّقافيّ، وتصيب كذلك مخرجات المدارس التّأويليّة في مقاربة علاقة فنون العمارة الدّينيّة بالحاجيات الثّقافيّة المحليّة وبمسالك الانفتاح على الآخر ضمن وجوه التّثاقف الحاصلة بين ساكنة جبل دمّر من جهة وساكنة واحات الصّحراء من جهة ثانية وساكنة جزر البحر من جهة ثالثة، فما من عمارة دينيّة مزخرفة بهذا الجبل يغيب عنها تأثير نخلة الصّحراء أو سفينة البحر أو يختفي منها الارتباط الوظيفيّ بحركة التّجارة..
بناءً على تنوّع المقاربات ارتأت اللجنة العلميّة للملتقى أن تتوجّه المداخلات المتعلّقة بوظائف العمارة الدينية في أي مجال كان-وهي تشجع أكثر ما تعلق منها بعمارة جبل دمر جنوب شرق تونس-نحو العناية بالمحاور الأربعة التّالية:
1-الوظائف التّعميريّة للعمارة الدّينيّة
2-الوظائف الاجتماعيّة للعمارة الدّينيّة
3- الوظائف الثّقافيّة للعمارة الدّينيّة
4- الوظائف الجمالية للعمارة الدّينيّة
توجيهات عامّة
تفتح لجنة النّدوة العلميّة المجال لجميع الباحثين والأكاديميين للمساهمة بأوراق بحثيّة ضمن الإطار المحدّد في أرضيّة النّدوة ومحاورها الرّئيسيّة ويكون استقبال مقترحات المشاركة وفقا للترتيبات التّالية:
· المواعيد
-تستقبل اللّجنة العلميّة للنّدوة ملخّصات البحوث المقترحة في (حدود 500كلمة) مرفقة بنسخة من السّيرة الذّاتيّة المختصرة وصورة للباحث في موعد أقصاه 15 سبتمبر 2022
ويجب أن يشتمل الملخّص على العناصر الآتية: فرضيّة البحث، إشكالياته وقضاياه الرّئيسيّة، منهج البحث
-يتمّ اختيار المشاركين من لدنّ اللّجنة العلميّة بقرارات تحكيم الملخّصات في أجل أقصاه 30 سبتمبر 2022
-آخر موعد لاستقبال البحوث العلميّة كاملة بشكل رقميّ هو 15 نوفمبر 2022.
– ترسل الملخصات والمشاركات على البريد الالكتروني التّالي:
ouameamahfourademmer2022@gmail.com
-المشاركة مجانية
-يمكن تقديم المشاركات باللّغات الثّلاث: العربيّة، الفرنسيّة، الأنجليزيّة
-يمكن أن تنظّم مداخلات عن بعد على أن تحرّر مسبّقا حتّى تضمّن بالكتاب التوثيقي للدّورة
-تلتزم اللّجنة العلميّة بإخبار الباحثين الّذين وافقت على أبحاثهم بصفة نهائيّة وإرسال الدّعوة الرسّيمة إليهم في موعد أقصاه 25 نوفمبر2022.
-تنعقد فعاليات الدّورة بدار الثّقافة ببني خداش ولاية مدنين الجنوب الشّرقي التّونسيّ يومي الخميس 8والجمعة9 ديسمبر2022
· شروط الكتابة :
-الخط: Sakkal Majalla
– عدد الكلمات بين 8000 و12000 كلمة بما في ذلك الحواشي والهوامش والمراجع
-حجم المتن 18. مابين الأسطر 1.0، حجم الهوامش 14
الإحالات أسفل كل صفحة ومرتبة إلكترونيا على النحو التالي:
( 1- الاسم واللقب: عنوان الكتاب، دار النشر، المكان، التاريخ، الطبعة عدد..، الصفحة)
· التزامات الجمعيّة المنظّمة للملتقى
-تتكفّل اللّجنة المنظّمة بتوفير الإعاشة والإقامة ومحفظة الدّورة لكلّ المشاركين طوال أيّام النّدوة كما تتكفّل اللّجنة العلميّة بطبع أعمالها وتسليم كل باحث مشارك نسخته.
-تسلّم شهادات مشاركة لجميع المشاركين
-تخصّص أمسية اليوم الأوّل من الملتقى لزيارة سياحيّة لبعض الجوامع المحفورة والمعالم الأثريّة المميّزة لجبل دمّر
· تحفيزات لطلبة الماجستير والدّكتوراء
-يشجّع الملتقى الباحثين المسجّلين بدرجتي الماجستير والدّكتوراء ويفتح أمامهم أفق المشاركة ويخصّص جلسة من جلساته العلميّة لهم
– تساعد الجمعيّة المنظّمة الباحثين الميدانيين من الطلبة الراغبين في تقديم مداخلات حول بعض معالم جبل دمّر/بني خداش، وتسّهل لهم سبل الوصول والتّواصل. للاستفسار يمكن الاتّصال برئيس الجمعية المنظمة على الرقم التالي: 29408392(216)
الجهة المنظمة:
جمعيّة صيانة القصور والمحافظة على التراث ببني خداش، بالاشتراك مع دار الثقافة ببني خداش ومندوبيّة الشؤون الجهويّة للثّقافة بمدنين وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية ومن الجامعة العامّة للسّياحة وجهة الظّاهر، وبالتّعاون مع مخبر البحث الظّاهرة الدّينيّة ومخبر الجيوماتيك بكليّة الآداب والفنون بمنّوبة الجمهوريّة التّونسيّة ومعهد الفنون والحرف بتطاوين ومعهد الفنون والحرف بقابس والمعهد العالي للعلوم الإنسانية بمدنين
المنسّق العلميّ للدّورة
د. الهاشمي الحسين
المؤتمر الدولي للدراسات العربية والحضارة الإسلامية - ICASIC المؤتمر الدولي للدراسات العربية والحضارة الإسلامية أهداف المؤتمر الدولي للبحوث المؤتمر الدولي…
المؤتمر الدولي لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر: قراءات في قضايا التجديد والترشيد في فكر العلّامة يوسف القرضاوي 16-18 أكتوبر 2023…
الملتقى الثامن للرواية العربية: المرآة (miroir ) في الأدب والفكر والنقد الورقة العلمية ترتبط بـ"المرآة"- في "معجم الرموز" (Dictionnaire des…
الملتقى العاشر للسّرديات: السرد والانفعالات الملتقى العاشر للسّرديات: السرد والانفعالات تنظم جمعية الرابطة القلمية بمدنين، بالتعاون والتنسيق مع المعهد العالي…